المقالات

ما أحوجنا اليوم إلى مهر السنة وتكافؤ الزيجات

987 16:37:00 2010-10-30

حسن الهاشمي

عندما تكون الوصلة مباركة بين الزوج والزوجة وعندما يقترن النور بالنور وعندما يتصل الطيب بالطيبة والكفؤ بالكفؤ والطاهر بالطاهرة والكمال بالكمال والفضيلة بالفضيلة، ستكون النتيجة سلفا نتائجها طيبة وأريجها يفوح منه عبق الإخلاص والتفاني والمحبة والسؤدد وجميع الخصال الطيبة في قاموس اللغة العربية، وهكذا فإن الطيبات للطيبين فإن مثل تلك الوصلات تكون خيراتها وارفة الظلال على المجتمع بل البشرية قاطبة تنهل من عطاء تلك المقاربات المباركة، وينقل في هذا المضمار عن السيد الأمين في المجالس السَنيَّة ما مُلخَّصُه : جاء الإمام علي (عليه السلام ) إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو في منزل أم سلمة ، فَسَلَّم عليه وجلس بين يديه .فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( أتَيْتَ لِحاجَة ؟ ) .فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( نَعَمْ ، أتَيتُ خاطباً ابنتك فاطِمَة ، فهلْ أنتَ مُزوِّجُني ) .قالت أم سلمة : فرأيت وجه النبي ( صلى الله عليه وآله ) يَتَهلَّلُ فرحاً وسروراً ، ثم ابتسم في وجه الإمام علي ( عليه السلام ) ، ودخل على فاطمة (عليها السلام ) ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) لها : ( إنَّ عَليّاً قد ذكر عن أمرك شيئاً ، وإني سألتُ رَبِّي أن يزوِّجكِ خَير خَلقه ، فما تَرَيْن ؟ ) .فَسكتَتْ ، فخرَجَ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو يقول : ( اللهُ أكبَرُ ، سُكوتُها إِقرارُهَا ) .فقال لعلي(ع) : وما تملك من مال؟ وهو يعرف ما عنده وما يملكه، لأنه هو الذي رباه، وكان علي(عليه السلام) معه في حلّه وترحاله، في ليله ونهاره، في سلمه وحربه، فهو من يعرف ميزانيته المالية كما يعرف فضائله العلمية وخصاله الروحية، ومع ذلك سأله ـ وكم من سائل عن أمره وهو عالم ـ "ما معك؟ قال: معي درعي وسيفي وهذه الثياب التي ألبسها، قال(صلى الله عليه وآله) : أما سيفك فلا تستغني عنه لأنه السيف الذي تذب به عن الإسلام وتجلو به الكرب عن وجه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولكن أعطني درعك ومن ماله كان مهر الزهراء (عليها السلام).فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أَنَس بن مالك أن يجمع الصحابة، ليُعلِنَ عليهم نبأ تزويج فاطمة للإمام علي ( عليهما السلام ).فلما اجتمعوا قال ( صلى الله عليه وآله ) لهم: ( إنَّ الله تَعالى أمَرَني أن أزوِّجَ فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب ).ثم أبلغ النبي ( صلى الله عليه وآله ) الإمام عليّاً بأنَّ الله أمَرَه أن يزوِّجه فاطمة على أربعمِائة مِثقال فِضَّة، وكان ذلك في اليوم الأول من شهر ذي الحجَّة، من السنة الثانية للهجرة.ولقد تقدم إلى خطبة الزهراء (عليها السلام) الكثير من الصحابة لكن الرسول ردهم وعندما تقدم أمير المؤمنين علي عليه السلام تهلل وجهه وفرح فرحا شديد.وأهم ما يلفتنا في هذا الزواج هو ما جاء في الحديث المروي في كشف الغمّة عـن الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام): عن النبي(صلى الله عليه وآله) ـ قال(عليه السلام): "لولا أن الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين(عليه السلام) لفاطمة، ما كان لها كفؤ على وجه الأرض".وكيف لا تكون كذلك وهي أم أبيها ومحور الإمامة وامتداد النبوة؟! تلك العظيمة التي لولاها لما خلق الله الأكوان ولما خلق الإنس والجان، وهي العالمة الفاضلة التي ضربت لنا أروع الأمثلة في العلم والورع والجهاد والعفة والفضيلة، كيف تقترن بغير سيد البلغاء وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين والفاروق الأكبر والصديق الأصدق وأول المؤمنين وقامع الكافرين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام، وربما هذه الوصلة الكريمة تعطينا زخما معنويا وطاقة متجددة بأن نربي أبناءنا وبناتنا على نهج الزهراء وأمير المؤمنين عليهما السلام، إنشاء بيوتات علوية في منهجها، فاطمية في عفتها وفضائلها لكي نتحصن بها إزاء ما تداهمنا من مضلات الفتن ومغريات الزمن الكلب، وما أحوجنا في هذه الأيام المفعمة بالمغريات إلى طهر كطهر الزهراء وإلى علم كعلم أمير المؤمنين، وبجناحيهما تستطيع عوائلنا الكريمة التحليق في فضاء الكرامات وإلا فإن السقوط والاندثار يكون متربصا بهم وإن تشدقوا بالشعارات البراقة والكلمات الفارغة التي لا تغني ولا تسمن من جوع إلا من ركب تلك السفينة العلوية التي فيها المنجى، وبها تنال التقى وتتحقق جميع الطموحات والمنى.ويمكن استخلاص عبر جمة وثمار متعددة من تلك القصة المعبرة نوجزها بما يلي:1- عندما يريد المرء الإقدام على أمر الخير فلابد أن يفصح عن ذلك دون تردد، لأن الفرص تمر مر السحاب ولابد من استثمار الصالح منها وترك الطالح.2- التعامل الإيجابي مع الذي تتوفر فيه إمارات التقوى والأخلاق وعدم الإفراط به عن طريق وضع العراقيل التي قد تسبب ضياع تلك الفرصة الذهبية دون رجعة.3- المادة وإن كانت ضرورية في تمشية الأمور المعاشية للأسرة، بيد إنها ليس تعني كل شيء، إذ إن الأسرة السعيدة تقومها مبادئ المحبة والإيمان والانسجام والأخلاق ويمكن اعتبار المادة جزء من كل ليس إلا.4- الإجهار بالتزويج وبكل أمر خير في المجتمع للتشجيع عليه وإشاعته والترغيب فيه وذكر ايجابياته المادية والمعنوية للحيلولة دون شيوع المنكر الذي فيه من المنغصات ما لا تنكر.5- التقليل في المهور للتسهيل في عمليات الزواج وسد الأبواب أمام مظاهر الفساد، حيث إن الكثير من حالات العنوسة التي نعاني منها هي غلاء المهور مما تسبب كما لا يخفى من مفاسد لا يحمد عقباها.6- انتخاب الكفؤ في التطابق الفكري والثقافي والإجتماعي بين الزوجين، لما له الأثر البالغ في عدم إجحاف أي منهما وإعطاء كل ذي حق حقه، وإلا فإن المشاكل تنهمر علينا انهمارا فيما إذا لم نراع تلك النقطة الحساسة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كمال امير
2010-11-01
اللهم اقبلنا خدما في بيت النبوة وانا نسالك الجنة بحبنا لال اشرف بيت امين امين امين يا رب العالمين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك