فلاح السوداني
كأن السماء اطبقت على الأرض أو كأن احد النيازك نزل بأبي نؤاس .. هذا هو مشهد العاصمة العراقية بغداد وهي تستفيق على (إخبار) موقع ويكلكيس (موقع تجاري - تسويقي خاص بالتقارير والاخبارات المروية على السنة ضباط امريكيين عاشوا في العراق ولا يخلو من وجود معلومات تستند إلى وقائع عبر وجود 400 إلف وثيقة حصل عليها من الجيش الامريكي) وهو ينشر معلومات وتقارير بوجود فرق اغتيالات بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي وأخرى تتحدث عن وقوع مذابح وتصفيات وقتل بالسنة في السنوات الاربع الماضية .الموقع المذكور اطال في الحديث عما اسماهم بالسنة الذين قتلوا في العراق وان رئيس الوزراء نوري المالكي ينحاز للشيعة ويعتبر السنة أعداءاً .الملاحظ ان الموقع الأمريكي هذا اشتغل على مجموعة من المشاهد كما اشتغل على مشاهد سابقة في السنوات التي تلت سقوط النظام حيث تم تصوير ان النظام الجديد لم يات الا للانتقام من السنة لكن اللافت في مشاهد موقع ويكلكيس ان المرويات تتحدث عن ( مظلومية السنة) وأنهم ضحايا دون ان يتحدث عن المظلومية التراكمية للشيعة وهم يتقلبون خلال السنوات السبع الماضية على وقع المفخخات والعبوات الناسفة والتهجير والقتل على الهوية !!.السنة ضحايا عنف الجماعات الوافدة من الخارج كالقاعدة والمجموعات المحلية كدولة العراق الإسلامية وقاعدة العراقيين المغرربهم لأنهم مشاركون في العملية السياسية وقاتلوا دفاعا عن الوحدة الوطنية شانهم في ذلك شان بقية فئات المجتمع العراقي ولم يجر القتل بالسنة الا لكسر شوكة الوحدة الوطنية وتفتيت الوحدة الداخلية وتقسيم العراق عبر تقسيم العاصمة إلى بغداد الشرقية وبغداد الغربية ولما لم يات المشروع كما تم التخطيط له في السياسات الإرهابية للقاعدة ولبعض العرب ينحر سنة العراق لايقاع القتل العام بالعراقيين وتخريب المشروع الوطني والاساءة للوحدة التاريخية بينهم .السنة ضحايا نعم .. لكن بايدي فرق الموت والإرهاب القاعدي القادم من وراء الحدود المحمل باوزار 1400 عام من القتل والكراهية لكن الشيعة ايضا الضحايا الأوائل الذين دفعوا اثمان ماضي دكتاتوري بغيض واوزار وجود نظام وطني جديد يعتقد التكفيريون انه نظام شيعي بالرغم من المشاركة الواسعة للسنة فيه .الموقع لم ينشر وثائق مصورة أو مكتوبة لعمليات قيل أنها استهدفت السنة وكل الذي استطاع الوصول اليه والحديث بشانه عمليات (إخبار) وردت على لسان مجموعة من الضباط والجنود الأمريكيين في بغداد إلى قيادتهم العسكرية في البنتاغون !!.ولو كان الموقع الأمريكي التجاري هذا عادلا مثلا في توزيع اخباراته الواردة على لسان امريكيين في بغداد لابلغ القيادة العسكرية الأمريكية عن شواهد وبالوثائق المصورة عن ألاف الحالات والظواهر الإرهابية التي جرت فصولا في الاعناق والرقاب والحرائر الشيعية !!.يبدو ان الموقع يستهدف أشياء عراقية اخرى تتعلق بالتحالفات السياسية الاخيرة لبناء حكومة شراكة وطنية ربما تطال رؤساً كبيرة في زعامات هذا التحالف للادارة الأمريكية موقف واضح من وصولها إلى سدة رئاسة الوزراء .هذا ما يقوله محللون سياسيون اكدوا هذه المقاربة قبل كتابة هذا المقال !!.الامم المتحدة ومنظمات حقوقية إقليمية وعالمية طالبت بالتحقيق الفوري بشان المرويات التي جاءت على لسان الموقع وفي حال صدقت المرويات الأمريكية جنودا وضباطا فان غمامة سوداء ستغلق المجال الجوي والسياسي العراقي وسيكون من شان ذلك تأخير اضافي لتشكيل الحكومة وسقوط طموحات وأحلام الكثيرين الذين كانوا يمنون أنفسهم برئاسة الدولة وقيادة البلد لاربع سنوات أخرى .الجدير بالذكر ان هذا الموقع التجاري الاخباري الإعلامي الاعلاني باع هذه التقارير من المرويات الأمريكية على قناة الجزيرة وصحف الغارديان والنيويورك تايمز ودير شبيغل الالمانية والقناة الرابعة البريطانية ومن خلال هذه القنوات التلفزيونية والصحف الاجنبية طارت فرق الاغتيالات المشكلة بقرار رئاسي إلى العالم واصبح النظام السياسي في البلد على محك تصديق الاخبارات الواردة بشانه وعدم تصديقها وصار المواطن العراقي يضبط ساعة تشكيل الحكومة على رقاص ساعة ويكلكيس لا على ساعة بغداد !!.محللون سياسيون يقولون .. ماذا يفعل رئيس وزراء محكوم بالدستور وبصلاحيات قانونية ودستورية بمجموعات الاغتيال - ان صحت رواية الموقع الأمريكي - مع وجود هائل لكتائب الجيش والشرطة والأجهزة الاستخبارية في البلد ؟.فلدى رئيس الوزراء من الأجهزة والكتائب العسكرية من جيش وشرطة ما يكفي لالقاء القبض على المتمردين على القانون والمسيئين لهيبة الدولة وكرامة المواطن وبامكانه عبر مذكرات القضاء والاستعانة بالقانون ان يستدعي من يشاء ووقتما يشاء ويتعامل بحزم مع المارقين والمفسدين اما ان تظهر هذه الفرق بعد اربع سنوات من (سيادة القانون) وبعد ان شبع العراقيون كلاماً سياسيا عن الانسجام مع الدستور والعملية الوطنية والدستورية والنزاهة السياسية وسقوط مبدا العمل بالهوية الطائفية فهذا ما لا تطيقه السماوات والارض !!.وفي حال ثبت وجود مثل هذه المجموعات يكون رئيس الوزراء قد اضاف عبئاً اضافياً على العملية السياسية وعلى الشيعة بشكل خاص وصار من حق المطالبين بتقليص صلاحيات رئيس الوزراء ان يطالبوا بهذا (الحق) وسيجدون الباب مفتوحاً والأغلبية جاهزة للتصويت مادام الكاتم هو المسيطر وهو من يقرر وما دام حامل لواء القانون يمارس عدوانه على القانون !!.نعم .. الضحية تقلد جلادها وان النظام الجديد في جزء واسع منه يقلد ممارسات النظام الدكتاتوري القديم وفي الوقت الذي تحول النظام السابق وزعيمه إلى نظام فرعوني بثلاثة عقود من الزمن تحول النظام الدستوري في العهد الجديد إلى نظام فرعوني مماثل باربع سنوات وصرنا مسخرة للمواقع التجارية والسياسية الغربية كموقع ويكلكيس واخواته وإذا ما أردنا ان ندافع عن شبهة رددناها دفاعا موازيا عن النظام الوطني وان المستهدف في كل ذلك قواعد الدستور وكرامة المواطن والتحالف الوطني والنظام الوطني وليس الشخص !!.ليس هنالك دخاناً بلا نار ..فالذي يفتح ملفات أبناء العلماء ويطاردهم ويستهدف المقامات العلمية ورفاق الحزب القدامى والتهديد بفتح ملفات ابنائهم وملفات مزعومة لإخوة له في الائتلاف العراقي الموحد السابق لا يستبعد ان تظهر في سيرته فرق اغتيال !!.ان من يسجن الشيعة ويطاردهم تحت غطاء صولات الفرسان ويقتل السنة وينشر في صفوفهم ما يسمى بـ(المخبر السري) ويهاجم الأكراد ويشكل مجالس الإسناد لمواجهة الخارجين على قوانينه ومسلات دستوره الخاص ليس بعيداً عن مجمل هذه الاتهامات الواردة في الموقع !!.
في النهاية أقول ..بعد خروج علاوي والجعفري من رئاسة الوزراء لم يفكر احد في المجلس النيابي السابق ولا في أحزاب وقوى الدولة باضعاف رئاسة الوزراء وان جل المطالبات السياسية الحالية من قبل ذات القوى تأتي في ظل تنامي (ظاهرة الخوف) على مكاسب العملية السياسية ومستقبل الدولة في بلد يطارد فيه (الابن) بنات العراق ويستولي (النسيب) على الاراضي ويصول ويجول في المشاريع والاموال .. وفي ظل مناخ استثماري فاشل واقتصادي غارق في الفساد وسونارات يندى لها جبين كل مواطن خرج ولم يعد إلى أهله !!.
https://telegram.me/buratha
