خيرالله علال الموسوي
لقد ورثنا من العهد السابق- بسبب الظلم الذي لحقنا - كره مستديم للمسؤول ,لان سياسة النظام الجائرة هي وراء هذه النظرة المتشائمةلقد تولى محافظون جيدون في عهد صدام على الرغم من سياسة الدولة غير جيدة واخص بالذكر مجيد حميد العايد الذي عمر الناصرية وجعلها الاولى في النظافة واحمد عبدالله صالح هذا الرجل الذي عمل خيرا للمحافظة على قلة ما يخصص لها لحقد صدام عليها بل انه كان لا يتمنى لها ان تتنسم الهواء لان الناصرية عصيّة على الظالمين .ثم جاء المحافظ الاخير ولا اذكر اسمه على وجه الدقة ولكن اظن (محمد اومحمود يونس الذرب ) فهذا الرجل كان مثالا للتقوى والصلاح وكان اشد الناس خوفا وطاعة لله من اقرانه الذين يمثلون السلطة انذاك.ولكن سياسة الدولة العامة الفاشلة جعلت من الناس تكره كل من له اي علاقة بالحاكم ,وقد اصبحت هذه الفكرة هي السائدة حتى بعد السقوط .وعندما جاء الاستاذ صبري آل رميض وهو غني عن التعريف لانه من بيت عرف بالكرم والاصالة ,لاحقته بعض الاشاعات التي كما قلنا هي من صنع العقدة السابقة من المسؤول ولم نتصور ان كل شيء انتهى وان الذين يتولون الان المسؤولية هم ابناء المحافظة وهم جاءوا بناءا على رغبتنا لا رغبة المركز او صدام .على الرغم من قلة فترة توليه المحافظة الا انه استطاع ان يترك بصماته على المحافظة وبشكل ملحوظ.وعندما تولى الاستاذ (عزيزكاطم علوان ) المحافظة وهو ينتمي الى المجلس الاعلى الذي ناله الكثيرمن اشاعات المغرضين والتي طالت جميع رموزه ولكن وجود شخصيات فذة فيه جعلت من الالسن المغرضة تذعن صاغرة وتشير بكل احترام الى رموزه وشخصياته.وفي بداية توليه المسؤولية لم تاتي ميزانية جيدة للمحافظة ,ولكن بشخصيّته التي قل نظيرها حيث كان يتصارع مع الوزارات كي ياتي بشئ يمكن ان يخدم فيه المحافظة وصراعه مع وزير الكهرباء كي يحقق استقرار التيار الكهربائي في المحافظة قد طغى حتى على المجالس البسيطة حيث كان حديث الشارع كما يقال .ولم يفلت هو الآخرمن الاشاعات التي تريد النيل منه ولكنه وان سمعها لا يعطيها الاهتمام لانه آمن بان خير رد على المغرضين هو الفعل او العمل.في عام الفين وسبعة جاءت ميزانية جيدة جدا مما جعلته يستطيع ان يقلب المحافظة تماما حيث انك لا تمر في اي منطقة حتى تجد الاعمار والبناء فيها ,وكان يعمل بصمت وعمله خالص لله وليس لاحد وكل ما كان لله ينمو .هذه الحركة من الاعمار والبناء التي طالت جميع مرافق المحافظة التي لمسها المواطن لمس اليد لذلك اصبح هناك عشق بين عزيز كاظم علوان وبين ابناء المحافظة على الرغم من الارث الذي ورثناه من العهد السابق الذي يجعلنا لانحب المسؤول لانه يمثل في تصورنا ارادة الشر ارادة الحاكم الظالم.لقد كسر هذه النظرة المتشائمة وغيرها تماما.(عزيز كاظم علوان ) فرض نفسه على الجميع ليس بعطائه ولا بسيفه انما بصدق مشاعره وتفانيه في العمل لخدمة المحافظة .قال لي سيد ناصر:هل تذهب لوداع الحاج ابوصادق ؟قلت: نعم .وانا اكره ان اذهب الى اي مسؤول ولكن مادام من اجل الوداع فلا بأس لانه لا يترجم في غير محله لانني لا احب ان اتقرب الى اي مسؤول صغير اوكبير واعيش في عالمي الخاص منعزلا عن المسؤولين والحقيقة هذا جزء من ارث الماضي .ذهبنا وانا في ظني اننا سوف نلاقي الحمايات ونتعرض للاستفسارات وسوف يطول بنا المقام حتى ياتي المحافظ مع حاشيته وسنرى ترتيبات الابه وغيرها مما سمعته عن المسؤولين ,بل مالمسته من احد الاصدقاء الذي كان يتولى مسؤولية مرموقة في نفس العهد ذهبت اليه وقد استوقفني ساعتين ومن ثم اخذوا هويتي وبعدها طلبت منهم ان اذهب ولا اريد شيئ سوى الهوية!وبعد ساعة سمحوا لي بالدخول !دخلت وكأنه لا يعرفني! وهذا الرجل سقط سقوط مروع لانه كان يتكبر على ناسه ويتصرف على انه الزعيم الاوحد ولكن العتب ليس عليه انما على الحزب الذي رشحه لهذه المسؤولية الخطيرة التي لم يكن اهلا لها.كان موعد اللقاء الساعة التاسعة وصلنا في الساعة التاسعة والربع استقبلنا شاب مرحبا بنا واشار تفضلوا الى دار الضيافة .واذ نتفاجأ بالحاج ابو صادق ينتظرنا معاتبا لنا بروح طيبة انكم قد تاخرتم ربع ساعة على الموعد.واخذ يتحدث بهدوئه المعهود ويتسلسل بشكل تاريخي رائع عن الفترات التي مر بها في الجهاد.هو يتحدث وانا اصغي اليه واحمد الله على هذه النعمة ان المحافظ من ابناء المحافظة وبهذا التواضع المنقطع النظيرفي هذا اللقاء لمست فيه قوة الشخصية وتواضعها انه قوي ومتواضع وهاتان الصفتان لا تجتمعان لا فيما رحم ربك .بعد ان انهى حديثه عن مراحل الجهاد اخذ يتحدث عن عشقه للناصرية بشكل ملفت للنظر.ان هذا التعبير عن الحب العميق الذي يضفيه على المحافظة بناسها جعل منهم يبادرونه بنفس الشعور وهذا العشق المتبادل اعطى ثمارا طيبة في الانتخابات الاخيرة وهذا دليل على وعي ابناء الناصرية .لم ارى مسؤولا يعشق مدينته بمثل هذا العشق, وكان عندما يتحدثعن المحافظة لايتحدث بلسانه انما بقلبه وروحه.وقد اخذ يترجم هذا العشق من خلال الانجازات التي انجزها والتي تبقى مابقيت الحياة. وهذه الانجازات هي التي جعلته يفرض نفسه وليس شيئ آخر
لقد قلت له في لقائي معه ان الناصرية تبادلك نفس الشعور والدليل ان رقم واحد في اصوات مجلس المحافظة وانت اجمل مافيك لم تعمل من اجل الكرسي وانما تعمل لله ,
قال :نعم انا اعلم بحب المدينة لي وخاصة السّواق ,قاطعته لماذا السّواق؟قال مبتسما : لانني عمرت لهم الشوارع وكانوا اذا مروا في شارع فيه تخسفات قالوا: (هاي الطسه ما يشوفه المحافظ ), ضحكت وقلت له هل يصل الى مسامعك مثل هذا القول ؟قال : نعم كل شيئ يصل لي ,واكمل حديثه قائلا ان الكرسي ليس له مكانة في حياتي الا من اجل خدمة مدينتي الناصرية ,فانا مجاهد يوم هنا ويوم هناك .انه يعرف حب المحافظة له ,وهو لم يعمل من اجل كسب الود انما عمل بما يمليه عليه ضميره واخلاقه .ودعناه لم يصافحنا في دار الضيافة انما خرج معنا الى مدخل الشارع عندها قلت له ان شاء الله نراك في موقع ارفع .هذا الرجل الذي عشق الناصرية وهو مجاهد ومنّ الله عليه بالمسؤولية كي يترجم هذا الحب العذري لمدينته وقد افاض هذا العشق واثمر ويثمر .هنيئا لمحافظة ذي قار بهذه الشخصية, التي سترونها جيدا عندما تجلس تحت قبة البرلمان كيف تترجم معاناتكم لكي تسمع الحكومة صوتكم .انه كان يؤكدان الناصرية مظلومة وفعلا انها مظلومة فمن يرفع ظلا متها غير الغيارى من ابنائها امثال الدكتور عادل عبد المهدي والاستاذ عزيز كاظم علوان وسماحة الشيخ محمد مهدي الناصري وغيرهم ممن وصلوا الى قبة البرلمان ممن نامل منهم كل خيراننا عندما نذكر بعض المحافظين وخاصة الذين كانوا في زمن صدام لا نرجو منهم شيئا ولا حتى من الاستاذ عزيز كاظم علوان انما حبنا لهذا الرجل نابع من حبنا الى مدينتنا الحبيبة التي شمر عن ساعديه وبناها هذا البناء الذي نفتخر به جميعا.انه ترك من يتحدث عنه والى الابد, وهي المنجزات العملاقة التي كانت يوما من الايام حلم يراودنا .لذلك حبنا الاول والاخير هو لمدينتنا الحبيبة ومن يخدمها وهذا الرجل خدمها باخلاص ووفاء لذلك كان لزاما علينا ان نشير اليه بكل حب واحترام عرفانا منّا بالجميل.
https://telegram.me/buratha