موقع الوسط
يتعامل المدافعون عن السيد نوري المالكي بطريقة تزيد الأمر سوءً، ففي أول رد فعل رسمي ازاء موقع ويكيليكس أصدر مكتب رئيس الوزراء بياناً كان يحاول الدفاع عن السيد المالكي، لكن صياغته جاءت بعكس ذلك، فقد تعامل مع الوثائق وكأنها موجهة ضد المالكي شخصياً للحيلولة دون تولية رئاسة الوزراء لولاية ثانية.
نواب في دولة القانون التي يتزعمها المالكي، تعاملوا مع وثائق موقع ويكيليكس بطريقة ملفتة، حين دعا بعضهم الى نية دولة القانون رفع دعوى قضائية ضد الموقع، فيما اتهم اعضاء آخرون في دولة القانون دولاً عربية واجهزة مخابرات بدفع ملايين الدولار لتشويه سمعة المالكي وإعاقة تشكيله الحكومة المقبلة.
هذه المواقف الصادرة من جهات وثيقة الصلة بالسيد رئيس الوزراء، تسئ اليه عن غير قصد، فهي تستفرغ الوثائق من محتواها الأساس والذي يتجه نحو ادانة الجانب الأميركي، لتركزه على السيد المالكي.
إن الجهد الذي يقوم به المقربون من السيد رئيس الوزراء والمدافعون عنه، يعطي نتيجة معكوسة، فهم يفتحون أبواب الإتهام على السيد المالكي بشكل واسع ومكثف، ويضعونه في دائرة حرجة، وكان عليهم أن ينظروا للقضية في سياقها الطبيعي، ليأتي التعامل معها هادئاً موضوعياً، وليس منفعلاً كما حدث ويحدث.
فعملية النشر لو كانت تستهدف المالكي بالدرجة الأساس، لما أصدر موقع ويكيليكس هذا الكم الهائل من الوثائق التي تدين القوات الأميركية، ولأكتفى بالوثائق الخاصة عن القوات العراقية والسيد المالكي، حتى تتركز عملية الاستهداف ولا تتسع دائرتها اوتتشتت متجهاتها.
تجارب عديدة سابقة كشفت ان المدافعين عن السيد نوري المالكي والمقربين منه، يزيدون الأمر سوءً في كل قضية تتفجر وفي كل أزمة تشتعل في الساحة السياسية، فبدل ان يتعاملوا معها بهدوء ويوضحوا الأمور، فانهم يزيدونها تعقيداً وغموضاً.
https://telegram.me/buratha