الباحث المصري خالد محي الدين
شكر لقناة الثقلينوتقريظ على ما ذكره الأستاذ عبد الحليم العزميشكر لقناة الثقلين ومقدم برنامجها الأستاذ محمد الدفيش على الحلقة الرائعة يوم الخميس الماضي الموافق 21أكتوبر 2010 م -مع الأستاذ عبد الحليم العزمي رئيس تحرير مجلة الإسلام وطن الخاصة بالطريقة العزمية و المنشد الديني الشيخ كامل جاد :لقد نزه الأستاذ عبد الحليم العزمي رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا صحيح بل نعتبره أحد شروط كلمة "محمد رسول الله المرفقة بلا إله إلا الله والإخلال بذلك ونسبة النقائص للنبي صلى الله عليه وآله وإجازة الخطأ عليه والزعم بأن القرآن ينزل مجانياً له مخطئاً ومصوباً غيره يعتبر شرعاً من نواقض شهادة " محمد رسول الله " صلى الله عليه وآله وذلك لتعارضه مع قوله تعالى { وإذ أخذ ربك ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدقاً لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقرتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين } والآية تصدق ما ذكره السيد عبد الحليم العزمي في حديثه القدسي الذي ذكره " لو جاء كل الأنبياء من باب ولم يأتوا من خلفك لم أقبل منهم " فهذا صحيح ويتوافق مع النص القرآني لآية الميثاق وهنا السؤال :هل الذي يأخذ الله تعالى له الميثاق ( من) من كل النبين يقع في خطأ ؟هل الذي قال تعالى فيه تعالى : { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } يجانبه الصواب ؟حتى ينسب إلى النبي نقائص يعفها الإنسان ويرفضها على نفسه كسماع الغناء والملاهي والدفوف وعري الفخذ أما عثمان أو قول عمر حجب نساءك يارسول الله (صلى الله عليه وآله ) و ذلك لأن النبي(صلى الله عليه وآله) ترك أزواجه متبرجات فقال له عمر هذه المقولة ؟وغير ذلك من وضع الكذابة على رسول الله صلى الله عليه و آله هذا محال ممتنع أن يقع النبي صلى الله عليه وآله فيه .كما أنه صلى الله عليه وآله لا ينسى كما في قوله تعالى عنه { سنقرأك فلا تنسى } إلا أن يكون لتعليم أمة محمد صلى الله عليه وآله مصداقاً لما ذكره الأستاذ عبد الحليم العزمي من حديثه القيم الذي ذكره الإمام مالك في موطأه [ إني لا أنسى ولكن أنُنَسىَ لأَسِن ] .كما أن المعاني اللغوية المتعددة التي أتى بها لبيان معاني كلمة ضلال لتنزيه النبي صلى الله عليه وآله ودفع ما ذكره المنافقون في قوله تعالى : { ووجدك ضالاً فهدى} فهو جيد ونحسبه على خير وإن كان ماذكره في حق رسول الله صلى الله عليه و آله من تنزيه هو بالفعل وارد في مواضع أخرى كثيرة من كتاب الله وسمة رسوله بما لم تسعفه ذاكرته والحلقة لضيق وقتها وعلى أي حال نشكر القناة على هذا الحديث الممتع وكذلك الأستاذ معد البرنامج والمخرج وكل من ساهم في هذا العمل الجليل ومن هذه الآيات التي توقر رسول الله صلى الله عليه و آله وكنا نحب إلقاء الضوء عليها : { إن هو إلا رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين } قما أعظمها في الوفاء بحق رسول الله صلى الله عليه و آله وبيان عظم مكانته الجليلة عند خالقه عز وجل فلا يعلم قدره إلا الذي خلقه كما في بعض الأحاديث الشريفة .كما أن الله تعالى أقسم بحضرة النبي قسماً غير معهود لنبي آخر غيره في قوله تعالى { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } والآيات كثيرة ولكن سبحان الله {وكم من آية يمرون عليها وهم عنها غافلون } فكثير من الناس لا يدري عظم مكانة النبي صلى الله عليه وآله إلا بالكلام الأجوف فقط .وكذلك كان حديث الأستاذ عبد الحليم ممتعاُ عندما نفي السحر عن رسول الله صلى الله عليه وآله فكل ذلك صحيحاً سليماً وقد أثلج صدورنا بمقالته العظيمة و يتوافق مع روح مذهب آل البيت عليهم السلام إلا أن قوله بأن رسول الله كان نبياً وآدم بين الروح والطين فهذا صحيح أيضاُ إلا أنه قال بأن العلم والنبوة في باطنه والأصوب هو في صدره لقوله تعالى : { بل قو قرآن كريم في صدور الذين أوتو العلم } .كما أنه قال بأن القرآن قديم ولفظ فيه إشكالات سنبينها هنا إن شاء الله وفقاً لمذهب أهل البيت وما ذكره غيرهم :1- قدم القرآن :كلام الله في مدرسة أهل البيت عليهم السلام :-[ كلامه سبحانه عند الإمامية هو فعله ، فهو حادث لا قديم ، وهذا خلافا للأشاعرة : فكلامه عبارة عن الكلام النفسي القائم بذاته ، فهو قديم كقدم الذات .-- عقائد الشيعة الإمامية أضواء على - الشيخ جعفر السبحاني ص 381 : ] . وفعله هنا لأنه تعالى ليس له كلام ككلام البشر يتبعه أفعال بل قوله بين الكاف والنون يقول تعالى للشيء كن فيكون كما قال تعالى { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون } فكل ما أراده كان وقتما شاء كيفما شاء وبالتالي كلام الله هو كما في مدرسة أهل البيت (ع) فعله وهو حادث لقوله تعالى { ما يأتيهم من ربهم من ذكر محدث إلآ استمعوه وهم يلعبون } .الرد على كلام الله القديم :كلام الله القديم 1- معتقد الأشعرية وقد صوبه علماء السنة قائلين " كلام الله قديم وليس مخلوق " وذلك رداً على المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن . وبالتالي قول الأستاذ عبد الحليم عن كلام الله قديم مجرده كان له أن يرفق بها غير مخلوف للتأكيد على ما يعنيه .2- هذا القول معتقد أصله نصراني كما أثبت التاريخ ذلك من هذا البحث :[ بما أن القرآن عَدَّ النبي عيسى بن مريم ( عليه السَّلام ) ( كلمة اللّه ) حيث قال : ﴿ ... إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ ... ﴾ النساء171 وبالتالي لو أطلقت مجردة لجعلت عيسى ابن مريم عليه السلام هو الرب كما كان يروج لذلك يوحنا الدمشقي .يقول جعفر العلامة السبحاني فاستغل يوحنا الدمشقي هذه الآية لإثبات قِدَم " المسيح " ، فبثَّ الخلاف و الشك بواسطة هذه المسالة بين المسلمين عن طريق المغالطة ، فكان يسألهم : أ كلمة اللّه قديمة .و القديم : الموجود الأزلي غير المسبوق بالعدم ، و يقابله الحادث و هو الموجود المسبوق بالعدم .و القديم : من أسمائه تعالى و هو الموجود الذي لم يزل ، و إن شئت فسرته بالموجود الذي ليس لوجوده ابتداء .و أصل القديم : السابق فيقال الله قديم بمعنى أنه سابق الموجودات كلها ، ( أنظر : مجمع البحرين : 6 / 135أم لا ؟ فإن قالوا : كلمة الله قديمة .قال : ثبتت دعوى النصارى بأنّ عيسى قديم ، لأنّه كلمة اللّه حسب تعبير كتابكم .و إن قالوا : لا ، أي أن كلمة الله ليست بقديمة .قال : زعمتم إن كلامه مخلوق ( أي مختلق مكذوب على اللّه ) يريد به المعنى الآخر لكلمة " مخلوق " .فكان يجعل المسلمين على مفترق طريقين باطلين :و هكذا هيمن هذا الرجل الماكر على السُّذّج من الناس و جرَّ المحدِّثين إلى القول بأنّ القرآن قديم حذراً من أن يقولوا بأنه مختلق !و قد غاب عنهم :أوّلاً : أن نقيض قولهم : القرآن قديم ، هو كونه حادثاً ، و الحادث : مُصطلح كلامي يُراد به الموجود المسبوق بالعدم ، و يقابله القديم ، و هو الموجود الأزلي غير المسبوق بالعدم و القول بالحدوث لا يترتب عليه أي فساد .و ثانياً: أن قولهم مخلوق ليس بمعنى " مختلق " ، أعني : ما يومي إليه قول القائل الذي حكاه سبحانه في كتابه : ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴾ ،المدثر 74 بل بمعنى أن الله عَزَّ و جَلَّ خلقه و أنزله بعلمه على قلب سيّد المرسلين ، فلا فرق بين القرآن و سائر الموجودات في أنّ الجميع مخلوق له سبحانه .و ممّا يؤيد أن فكرة قِدَم القرآن تعود إلى أهل الكتاب ما رواه ابن النديم في فهرسته قال : قال أبو العباس البغوي : دخلنا على " فثيون " النصراني و كان دار الروم بالجانب الغربي ، فجرى الحديث إلى أن سألته عن ابن كلاب ( الذي كان يقول بأنّ كلام اللّه هو اللّه (.فقال : رحم اللّه عبد اللّه كان يجيء فيجلس إلى تلك الزاوية و أشار إلى ناحية من البيعةوالبيعة : معبد النصارى ، الكنيسة و عنّي أخذ هذا القول ( كلام اللّه هو اللّه ) ، و لو عاش لنَصَّرنا المسلمين ". قال البغوي : و سأله محمد بن إسحاق الطالقاني ، فقال : ما تقول في المسيح ؟قال: ما يقوله أهل السنّة من المسلمين في القرآن أنظر : فهرست ابن النديم ص 23 ، الفن الثالث من المقالة الخامسة ، و نقلاً عنه في : المتكلم و الصفات الخبرية : 28. - راجع : المتكلم و الصفات الخبرية : ص 26 ، للشيخ جعفر السبحاني : ( بتلخيص و تصرَّف .الرابط :http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=2103#ftn2103_3 ] .
هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيبوشكر لقناة الثقلين والقائمين عليها لهذه الحلقات الرائعة المليئة بالعلوم والنفائس نصرة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وأهل بيته عليهم السلام
الشريفخالد محيي الدين الحليبي
https://telegram.me/buratha
