وليد ألمشرفاوي
لقد حمل الإمام الحسين(ع) رسالة من السماء بالغة الخطورة تحتم عليه ان يجود بكل ما يملك من اجلها بما في ذلك نفسه الطاهرة , لذلك لم يكن خروجه (ع)سعيا وراء سلطان أو طلبا للدنيا,وقد عبر الإمام (ع) عن ذلك بأكثر من موضع وأكثر من قول لرفاق دربه , بل كانت ثورته مستوحاة من جهاد جده ضد المشركين ونضال أبيه ضد الفاسدين , لقد استذكر الإمام (ع) تاريخ ثورة جده ليقوم بأداء هذه المهمة الكبرى وهي إصلاح ما فسد في امة جده الذي امضي حياته كلها من اجل إصلاحها وتنقيتها من شوائب الشرك وعبادة الأوثان , فلقد ارتأت السماء ان يكون ثمن الإصلاح وتقويم الانحراف الذي حدث في الأمة بعد رحيل جده الأعظم (ص) دمه الطاهر ودم أهل بيته وأصحابه , لقد كان أمر السماء يحمل طابعا من الشدة والحزم والإسراع بالتضحية من اجل الإصلاح , لقد علم الإمام الحسين انه ان لم ينفذ إرادة السماء أو يقوم بعمل الإصلاح ذهبت كل أتعاب جده العظيم(ص) في سبيل الدين وضاعت جهوده وتبدد ما لاقاه من العناء في سبيل الله. فاخذ الإمام الحسين على عاتقه إصلاح الدين وإحياء الشريعة المحمدية التي أراد المفسدون إماتتها, فوضع أعباء المسيرة الاستشهادية ورحل إلى حيث الموعود مع الإرادة الربانية , بعزم ثابت وإرادة صلبة لتنفيذ إرادة الله بمحاربة الفاسدين وإنقاذ الأمة من براثن الظلمة والفاسقين والعودة بهم إلى الحياة الكريمة التي أشاعها جده رسول الله(ص) .لقد كان مقتل الإمام الحسين انتكاسة للأمة في وجوده المادي والعسكري , لكن المعنوي كان شعلة عظيمة أيقظت الأمة وفعلت إرادتها في الدفاع عن قضاياها المصيرية,تلك الثورة الكبرى التي حكت عن تآمر مفضوح على الرسالة المحمدية , ان إتباع الإمام الحسين(ع) هو ضمان من سيد الأنبياء(ص) الذي لا ينطق عن الهوى ان لا تضل أمته في مسيرتها وتواكب الحق وتهتدي إلى سواء السبيل فالإمام الحسين هو احد سيدي شباب أهل الجنة وهو خامس أصحاب الكساء .....لذا فان المسير على أثره هو صيانة لتوازن الأمة واستقامتها وضمان لرخائها وأمنها وتطور لحياتها انه التزام من سيد الكائنات بان لا تصاب أمته بنكسة أو أزمة في مبادئها السياسية والاجتماعية والأخلاقية إذا التزمت بالنهج الحسيني الخالص ومبادئ نهضته المباركة, لقد أشاع الإمام الحسين روح الإباء وغرس بذرة رفض الضيم ومقارعة الظالمين , وأسس مدرسة الفداء والإيثار , وقد أصبحت ثورته( ع) الركيزة الأولى بعد رحيل جده وأبيه لسلامة الأمة وصيانتها من الانحراف, فبمقتل الإمام الحسين لم تخمد الثورة بل اتسعت في جميع أنحاء المعمورة وأصبح كل أحرار العالم حسينيين من حيث المبادئ والعقائد والتوجيهات لهذا لم ينتهي الخط الحسيني الذي دوى صوته في آذان من ألقى السمع وهو شهيد, فأحرار العالم يستذكرون العاشر من محرم الحرام اليوم الخالد في دنيا الإيثار والفداء اليوم الذي شع به ضياء الإصلاح بعد ما أرادت غيوم الفساد حجبه , لقد خطى الإمام الحسين الخطوة الأخيرة في صيانة امة جده من الفتن والانحراف فلم يترك خلفاء الفساد وأبناء الطلقاء تتولى رقاب الأمة بل زرع الثورة وغرس بذورها في قلوب أباة الضيم والأحرار.
https://telegram.me/buratha