المقالات

خطة لصناعة المجتمع الاستهلاكي

579 10:00:00 2010-10-23

حافظ آل بشارة

مع بداية الموسم الدراسي الجديد وفي كل سنة تفتح ملفات ملحة من نوع آخر لا تتصل بالدراسة مباشرة بل تتعلق بحياة الشباب عندما يكونون خارج غرفة الدرس ، هناك كليشة قديمة تقول بأن الشباب يتربون وينمون أخلاقيا وثقافيا عبر ثلاث منظومات هي الأسرة والمدرسة والمجتمع ، سلامة التربية تعتمد على سلامة الحلقات الثلاث ، لكن هل الأسرة العراقية في وضعها الراهن مؤهلة لتربية الابناء بشكل صحيح ؟ الأغلبية السكانية تعاني أزمة السكن ، الفقر ، البطالة ، القلق المعيشي ، القلق الأمني ، ضغوط الحياة اليومية ، كان الناس في الملمات يهرعون الى الدعاء والتضرع ، اليوم هناك من يريد ان يبعد الناس عن الدين بربطه بالانتحاريين والمجانين والتطرف والذبح . الدين مصدر الفضائل والطمأنينة في جميع الأمم ، الاسرة العراقية وسط هذه المشاكل غير متفرغة تماما لتربية الابناء ، النقص في دور الأسرة يجب ان تعوضه المدرسة ، لكن المدرسة تواجه المأزق نفسه وقد تتحول احيانا الى جزء من المشكلة وليس الحل ،

وعندما يتضائل دور الأسرة والمدرسة في تربية الشباب سيكونون كقطيع الخراف المطوق بالذئاب الكاسرة ، بعض المثقفين يرفضون التحدث عن الغزو الثقافي ويتهمون القائل به بأنه يؤمن بنظرية المؤامرة ، قال أحدهم : هذه الشعوب لا تحتاج الى أي غزو اتركها لمشاكلها وهي تنهار تلقائيا ، هذه النظرة التبسيطية الاستعلائية تفتقر للموضوعية ، مراكز الاعلام الغربي نفسها تعترف بأنها تتولى نشر ثقافة الحداثة والعولمة والاندماج وازالة الحواجز بين الأمم ، وتستظل بشعارات براقة مثل التسامح والحوار والتعايش والاندماج ، بينما الحقيقة هي تكريس مفهوم الأمم التابعة الفاقدة للهوية والتي تعيش عالة على الدول الكبرى الممسكة بزمام الهيمنة العسكرية والسياسية والثقافية ، الاستقلال الثقافي لا يختلف عن الاستقلال السياسي والاقتصادي والعسكري ومن يدعي حفظ السيادة الوطنية فعليه اولا حفظ السيادة الثقافية ، واذا استطاعت قوات أجنبية ان توفر الأمن للبلد مدة من الزمن فهذا لا يعني امكانية توفير الثقافة والتربية بجهد اجنبي مماثل ، ليس معقولا ابقاء مصادر التثقيف الاجنبي كالانترنيت والفضائيات منفلتة الى هذا الحد تحت تصرف الشباب في سن المراهقة بما تحويه من سم وعسل ، استمرار هذا الوضع يبلور مجتمعا يتكاثر عشوائيا وينتج افواجا من العاطلين والفاشلين والمتميعين والاتكاليين وفاقدي روح المبادرة صم بكم لا يعرفون من أي امة هم وما هو ماضيهم وماذا عن مستقبلهم ، مجتمع معاق ، عدة ملايين من المنغوليين يستهلكون ملايين الهواتف المحمولة والحواسيب واقراص الافلام والالعاب وملابس الجينز ومستحضرات التجميل والمشروبات والمأكولات ، يتعلمون كيف يستهلكون لا كيف ينتجون ، سلع وخدمات بملايين الدولارات تأتيهم من مراكز الانتاج والتسويق العالمي وهي تشفط عوائد النفط شفطا ، هذه الثمار المقطوفة حتى الآن من التغريب الثقافي وهو المطلوب !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الاستاذ فائز علي
2010-10-27
هل يقترح السيد بشارة سيطرة الدولة علىالمحطات وتحديد مواقع الانترنيت ووضع الرقباء على العقول وتقيد الحريات بحجة ان هناك غزوثقافي موجه لنا ويبث العيون ويعيد انفاس القائد بيننا واذا امسكنا الارض فمن يمسك السماء سيدي ليست هذه الا حلول العاجزين وديكتاتورياتنا العربية وحلنا يكمن في مد جسور التواصل واللقاء مع تلك المدنيات التي تريد محاربتها والتفاعل معها ومحاولة خلق جو من الانسجام بيننا وبينها لاننا نخدع انفسنا اذا اردنا ان نكون انتقائيين فالمدنية تؤخذ صفقة واحدة بحسناتها وسلبياتها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك