عراقيـــة
خمس وثلاثون سنة ربض الطاغية على صدور العراقيين وحكمهم بالحيديد والنار في دوله طبقت شريعة الغاب والقوي فيها من يمسك زمام الامور وهم الفئة القليلة التي تسلطت على رقاب الملايين بمختلف الطرق الغير شريفة باتباع النظام المخابراتي والذي فرق بين الاب وابنه والاخ واخيه وسخرت الدولة ثروة البلد لاثارة الحروب وبناء السجون والمعتقلات وانتاج الاسلحة ودمر ما دون ذلك . وغيب عشرات الالاف من ابناء الشعب واعدم العلماء الذين يعتبرون كنز وذخيرة لاي شعب في العالم .التعليم زمن الطاغية تردى مستواه الى الحضيض حتى ان الطفل الذي يكمل الصف السادس الابتدائي لا يستطيع القراءة والكتابة جيدا بالمقارنة في الفترة السابقة له . ومستوى الهيئات التدريسة متدني لاتباع النظام العسكري والتنظيم الحزبي فيها فكان الاهتمام بالعلم هو شئ ثانوي مقابل ان يشارك الطالب او المدرس في النشاطات الحزبية او المنظمات الشبابية . وقلة المدارس وبعدها عن سكن الطلاب وخاصة في المناطق الريفية جعل الكثيير من التلاميذ ان يلجأ الى التسرب من المدارس اضافة الى ان المدارس التي قصفت اثناء الحروب لم ترمم , اي ان وضع النظام التعليمي بشكل عام متردي . اما الوضع الصحي فحاله ليس باحسن حال من مجال التعليم في زمن صدام ,لان الطاغية قد عمم النظام الحزبي على الجميع و كذلك قلة المستشفيات وسوء تجهيزها وقلة عدد الاطباء الذي خلق ازمة في المستشفيات وتاتي المناطق الريفية في مقدمة المتظررين من جميع النواحي .اما في المجال الزراعي الذي اخذ نصيبه من التردي هو الاخر في بلاد ما بين النهريين والذي يشكو من قلة المياه المستعملة للسقي لكثرة السدود التي بناها الطاغية لحجز المياه عن المناطق الزراعية الجنوبية , وقلة الالات الزراعية المستخدمة في الزراعة مما يجعل الفلاحيين يستخدمون الطرق القديمة المتعبة في الكثيير من مناطق العراق اضافة الى فرض النظام ( واعتقد هو النظام الوحيد في العالم العربي على اقل تقدير ) نوع الحاصل المزروع وسيطرة الدولة على الحاصل وباسعار زهيدة مما دفع بالكثيير من الفلاحيين ترك قراهم والسكن في المدن وترك الاراضي الخصبة التي اصبحت ارضي بور ..اما الصناعة فهي لا تتعدى الصناعات الاولية البسيطة والموجودة في الكثيير من الدول الفقيرة اما الصناعات التي انصب الاهتمام عليها فهي التصنيع العسكري فقط . لم نرى مشروع مهم انشئ وقت الطاغية واغلب المشاريع الصناعية والخدمية انشئت زمن عبد الكريم قاسم الذي بنى اهم القواعد الصناعية والخدمية في العراق .اضافة الى تدميره نفسية الشعب من خلال القحط والفقر الذي عاشه الشعب على مدى سنين طويلة وزرع الفتنة بين العائلة الواحدة وبين المذاهب والقوميات والتي نحصد نتائجها في هذه الايام . والطبيعة كذلك اخذت نصيبها منه كاملا من تجفيفه الاهوار هذه التي بقيت اكثر من خمسة الالاف سنة وهو تزهو وتزخر بثرواتها الطبيعية وطبيعة الشعب الذي يعيش فيها على نفس نمط معيشته منذ القدم الى ان عبثت بالمنطقة رياح البعث الصفراء واحالتها الى ارض مقفرة هجرها سكانها لاول مرة في التاريخ والتي سجلت على ايدي نظام صدام وقرى الشمال التي دمرها برش الكيمياوي وحرق فيها الاخضر واليابس وغير ذلك الكثيير . وفي نهاية المطاف وعند دخول دبابتين امريكيتين هرب الطاغية وازلامه وكل اتجه الى الوجهة التي حملته رجلاه لها وترك الكرسي الى حفرة متر في متر والتي جرب فيها حياة الكهوف .... والاجدر بالقوات التي وجدته فيها ان تقتله في نفس المكان عقوبة له على فراره من المعركة التي كان هو سببها وليذكره باحكام الاعدام وفرق الموت التي كانت بانتظار كل من يفر هاربا من جبهات القتال وهذا جزء من قوانينه العسكرية لكنا خلصنا من الكثيير من المشاكل الامنية المتزايدة بسببه وبسبب اتباعه ومناصريه . ومن مساوئ النظام الديمقراطي انها شملت هذا الطاغية وازلامة بها وخضوعه لمحاكمة عادلة ومحاميين دفاع ونقل مباشر وافساح المجال له باطلاق خطبه الرنانه . وعلى كل حال انتهى الدكتاتور وكانت نهايه مخزية بعد ان اذاقه الله سبحانه وتعالى جزء قليل مما فعله بالشعب . فليفرح اليتامى ولتفرح امهات وزوجات الشهداء وليفرح الذين هجروا قسرا من بلدهم وليفح كل من عانى وكل من انحدرت به دنيا البعث ولترسم ابتسامه على شفاه اطفالنا ولتبدا حياة جديدة خالية من عفن البعث ....اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha