( بقلم : مروان توفيق )
من اين نبدأ لنسرد تاريخ طويل حافل بالقتل والجرائم في زمن خاله الرفاق ابديا وهم يخطون جدارياتهم (جئنا لنبقى), زمن قاتم مر كلح, مر من عمرنا القصير خلناه ابدا لن ينتهي ونحن في لحظات يأسنا وضعفنا. وها نحن وكل من كتبت له الحياة ليعيش ويرى, سنرى اليوم الذي كنا نتمنى فيه ان نرى نهاية جيفة حية تمشى على الارض, جيفة خاست الارض ودنستها بخبثها وجبروتها الارعن .نتذكر الاحباب الذين قضوا , شبابا بعمر الزهر وشيوخا غابوا في زنازين العذاب نحو نهاية , نحو موت سيطالنا جميعا كذلك في يوم موعود.
صخب الزمان و تقلبه مر سريعا وخلناه بطيئا , مر حامل ذكريات مطعمة بلوعة الفراق و بأيام الرعب والتخفي, مشحون بالهموم والترقب .شريط طويل من الحزن والغم وعهد مضى مع دورة الافلاك و لازلنا نبكي الصحاب الذين رحلوا والاحباب الذين قضوا في عهد ظالم هللت له الظلمة و باركته الفسقة وعاضده طغاة الارض وهم في عهد جبروتهم واستكبارهم حسبوا أن الخلد لهم والموت لاعداءهم وما بين الخلد والموت سفر طويل من سجال و تعاقب الايام, فيا لجهل وحمق من يحسب ان ماله اخلده وان عهده ابد دائم .
الراحلون الذين عرفنا والاحباب الذين رحلوا ويرحلون الى راحة الابد خلصوا من هم الدنيا وغمها, امست لهم هذه الحياة ماض من الغموم والافات فلا يلتفتوا اليها فهنيئا لهم وطوبى لهم ورحمة.أما الذين لازالوا في اتون العذاب في بلاد نائية كانوا أو في ارض العراق, فهم على عهدهم لازالوا في دوامة العذاب.
بسبب من كل هذا الخراب؟ ومن زرع كل هذه الشرور والافات في بلادنا ؟ الا يرعوي من اراد بنا الفساد, ومن يردفه بالمال ومسوخ البشر, الا يظن اولئك انهم مجموعون ليوم عظيم .مثلما مرت تلك السنون العجاف من حكم شرذمة البعث وجلاوزته ستمر اخواتها كذلك في عهدنا هذا ونحن في الانتظار نتطلع لنهاية طغاة الارض واعوانهم من مسوخ التقتيل والارهاب, ستمر الايام مر السحاب ولابد للعدل من القضاء. لن ينام الطاغية الليلة وكوابيس الايام الخوالي تدق في ذاكرته وقوافل الشهداء تترى في مخيلته ومخيلة الجلاوزة من بطانته .غدا حكمه المؤجل, ونسي الطين الحقير ان لكل اجل كتاب وكل نفس ذائقة الموت وشتان بين موت الى الحياة وموت الى جحيم الابد.لن نرضى بغير الموت قتلا ففي القصاص حياة .مروان توفيق
https://telegram.me/buratha