( بقلم : احمد مهدي الياسري )
كم ....وكم ..
كم شهيد توسد الثرى وكم ..
كم ام ودعت روحها وكبدها على امل ان يعود لتزفه الى عروسه ولكنه لم يعد اليها وكم ..
كم يتيم انتظر الحلوى ياتي بها ابيه ولكنه لم ينلها فلازال ينتظر وينتظر دون جدوى وكم .
كم عروس في يوم زفافها الموعود تتامل في المرآة عل هناك ما هو ناقص من مكياجها فهذا هو يومها الاجمل ولكن الليل حل والفجر طل وفارسها لم يقدم وحين سالت عنه قيل لها ان الجلاوزة اعتقلوه وبقيت تنتظر وتنتظر حتى وجدته اخيرا .... جمجمة وعظام مكسورة في مقبرة قصية جسد افرغ من الدماء .. وكم ..
كم عانينا من الغربة والاحزان والبعد عن الاوطان وكم ..
كم من اجمل الشباب ابتلعته البحار هربا من الطغيان وكم ..
كم اب وام واخ وحبيب وصديق رحل من الدنيا وبنيهم واحبتهم في البعيد البعيد عن الوطن ولايستطيعون القاء نضرة الوداع الاخيرة عليهم او حتى ان يقبلوهم او يسقوا قبورهم من دموع عيونهم او ياخذو فيهم العزاء وكم ..
كم وكم وكم .......
كم اعطينا في حرب الثمان سنوات والثمن لاشئ سوى رعونة وسادية الطغيان والاجرام ..
كم اعطينا من الاحبة نتيجة الولاء وحب ال البيت عليهم السلام ..
كم اعطينا من خيرة العلماء والافذاذ والعظماء الاعلام ....
كم اعطينا في حلبجة والانفال وجبالنا الشماء ....
كم اعطينا في النجف وكربلاء ....
كم اعطينا في الناصرية وميسان والبصرة الفيحاء .....
كم اعطينا في بابل والديوانية والسماوة والكحلاء .........
كم اعطينا في دهوك وهولير والموصل الحدباء .......
كم وكم من اجمل الاحبة دفنت في تلك المقفرة البيداء ......
كم اعطينا في انتفاضة العز والابطال النجباء .....
غدا سيقف طاغية العصر وسترتجف فرائصه وسيتسمر كل طغاة الارض كل في مكانه ينظرون الويل الذي سيحل على صنيعتهم ومثيلهم في البطش والطغيان غدا سينال مثيلهم مر الجزاء .....
غدا ستفرح الامهات واليتامى والارامل والآباء فدم الشهداء غدا لن يذهب هباء ..
غدا موعدنا مع العدل الذي قاله الله وانزله الى الارض من السماء ...
غدا يوم عيد العراق الاكبر وعهدا لكل الشهداء انني لن انام حتى الغد سابقى يقضا حتى اسمع حكم العدل في صدام ابن البغاء ...
غدا ستتكحل العيون الباكية وستنظر الى الدنيا بفرح وصفاء ...
غدا سيقف الجلاد وسيرغم على ان يسمع من فم القاضي حكم القضاء ...
حكم الدماء ...
حكم البلاء ...
حكم الابرياء ..
حكم الشهداء .......حكم العلماء .........حكم الامهات والآباء ...
حكم الارض والسماء ....
غدا موعدنا مع الفرحة والسرور ...
غدا سنوزع الحلوى ونشعل البخور ....
غدا سيهتف كل حر ابي تبا للظلم والجور ...
غدا سيهنأ الشهداء في القبور ...
غدا سيكون عيد الاحرار سيحيوه بفرحة وحبور ...
غدا سيفرح العراق وستبكي الاعراب الجبناء ...
غدا سيبكي النعيمي والعرموطي والدليمي والغزاوي والخصاونة وبشرى العاشقة الشمطاء ...
غدا سيقول العراق كل العراق من الشرفاء وايتام واحبة كل الشهداء الى سقر مصير الطغاة مصير القتلة السفهاء ..
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha