( بقلم : علي الدلفي )
هل من المعقول ايها لعقلاء ولانقول غيركم استسلام نوري المالكي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة لنزعات طارق الهاشمي نائب الرئيس الفخري للجمهورية، والرضوخ لنزواته الفئوية ليتركه يسرح ويمرح؟ ام العكس هو الصحيح؟ في زمن خطر ونحس في آن واحد، زمن من ابرز من ابرز ملامحه احتكار ذوي العاهات الفكرية والنفسية والسياسية للمناصب العليا وتوليهم دفة القيادة، حتى صار تولي مثل هولاء للمواقع المرموقة امراً فوق الطبيعي وأكبر من العادة، حتى قيل: ان كنت معتوهاً مكانك مضمون ومركزك مصون، وأن كنت غير ذلك فأن النبال ستأتيك اجلاً ام عاجلاً، حيث ان السوي يطبق المنطق والمعتوه له منطقه الخاص المخالف لما أتفق عليه العقلاء، وهذا ما نرى مصداقه في وقوف الهاشمي بالمرصاد لقرار رئيس الوزراء برفع الحصار عن مدينة الصدر وباقي انحاء بغداد، لتمكينها من التقاط الانفاس بعد ان كادت شدة الحواجز تقضي عليها وليس لتمكينها من العبث والارهاب كما ذهب الى ذلك سماحة نائب الرئيس وزعيم الحزب الاسلامي العراقي، لاسيما وأن اهالي مدينة الصدر هم الاكثر تضرراً من الارهاب وكان اخرها ذلك الانفجار الكارثي الذي حدث قبل فك الحصار؟!
اذاً نحن ابتلينا بذوي العاهات الفكرية والنفسية والسياسية ولم يعد بمقدورنا اصلاحهم ومعالجة مكامن العطب في روؤسهم الكبيرة من شدة الانتفاخ وليس من شيء سوى ذلك، فمن لم يستطع كرسي الحكم اخراجه مما نشأ عليه رغم انهم قالوا قديماً(علاهم وكبر عقولهم) أي انه ربط تولي المناصب العليا بتغييرالعقول وانفراجها، فمن يبقى ينظر للامور بمنظار شحيح لايمكنه مواصلة المسير دون ارباك، وهذا ما نعاني منه اليوم اذ نرى نائب الرئيس يتصدى لموقف حازم وجريء مثل خروجاً على المألوف في التعامل مع قوات الاحتلال، وينبري لرئيس الوزراء قبل تصدي السفير الامريكي لنوري المالكي ليرفع عنه عناء مواجهة الحكومة ومطالب الشعب الذي كاد يفقد صبره لولا قرار رئيس الوزراء، الذي لايمكن لأي عاقل توقع رجوعه عن قراره مهما ازدادت العقبات وكثرت جعجعة ذوي العاهات.
ولكن مايهمنا الان سؤال ملح مفاده: هل ان الهاشمي وهو نائب رئيس كل العراق سيراجع نفسه ويحرر فكره من سموم الطائفية ويخضع لمجسة حكيم يعالج عاهاته الفكرية التي تشير صفراوية وجهه على انها عمقيقة ومتجذرة وانها بعيدة عن ردة الفعل الناتجة عن احزانه على مقتل اخويه وشقيقته في ظروف مجهولة واسباب اشد غموضاً لايعرفها سواه ومن نفذ عملية القتل..بلا شك؟!
أيمكن للبعض بعد كل ذلك وصفنا بالسوداوية ونحن نخضع سيادة نائب الرئيس للفحص والتحليل؟ ام ان جميع من يقرأ هذه السطور قد توصل الى ذات ما توصلنا اليه بموضوعية وانصاف؟راسلونا لمواصلة البحث ومعرفة الجواب.
https://telegram.me/buratha