بقلم : عراقيـــة
بعد سقوط النظام الديكتاتوري العفلقي وزوال اجهزة القمع الامنية والمخابراتيه ومجيء النظام الديمقراطي الجديد , بدأ الناس يعبرون عن وجهات نظرهم بحرية ولا حدود تمنعهم من الكلام والتعبير عن احلامهم وارائهم وامانيهم باي مجال وحتى بنوع النظام الذي يرغبون فيه ان كان فيدرالي ام مركزي لحكم شعب متعدد الاعراق والمذاهب . فمنهم من يجد في النظام الفيدرالي تقسيم للوطن كما يروج له الفكر البعثي لمحاربة اي مشروع تاتي به الحكومة , ومنهم من يؤيده بقوة ويرى فيه الخلاص والظمان لعدم عودة الدكتاتورية مرة ثانية . ومنهم من غير البعثيين الرافضيين لها ممن يخاف من تسلط عناصر موجودة الان في مجالس المحافظات والتي تعبث بمقدرات واموال المحافظة من اجل مصالحها الشخصية ومصالح المقربين لها بعيدا عن المصلحة العامة بنشر الفساد المالي والاداري والرشاوي والمحسوبيات حيث لا تمر معاملة بدون رشوة او لا يتعين موظف الا بواسطة او بورقة تاييد من الحزب الفلاني اما الذي لا يستطيع الحصول على مثل هذا التاييد فيبقى من ضمن العاطليين عن العمل وفي حال العمل بالنظام الفيدرالي يستفحل امر هؤلاء ويكون الامر اسؤء مما كان عليه بنظر هؤلاء المعارضيين. اثبتت تجارب الدول التي تعمل بهذا النظام وهي اكثر من اربعين دولة عززت من اواصر الوحدة بينها ارضا وشعبا , اما بالنسبة للعراق فالفيدرالية تعني الضمان لعدم حصول انقلابات عسكرية كما حصل سابقا وعدم عودة النظم الاستبدادية للحكم مرة ثانية اضافة الى التخلص من الحكم المركزي وهذا يتيح فرصة اكبر لسكان الاقاليم للتعميير والبناء وتطوير مناطقهم بدون غبن او تسلط المركز كما وتضمن الحريات السياسية والدينية فيها .على مدى تاريخ العراق الطويل كان موحد وذات كيان سياسي و جغرافية ثابتة من الشمال حيث الجبال والى الجنوب حيث البحر ويصعب تقسيمه فوحدة العراق لم تكن يوما من الايام هي المشكلة ولم نسمع عن ذلك مطلقا بان جزء من العراق طالب بالانفصال او هذا الجزء المنفصل منه عاد الى حضن الوطن فالعراق يبقى ناقص بدون تكويناته الاثنية والمذهبية كافة وضمن حدوده المعروفة . وردت حدود العراق في الخرائط الجغرافية القديمة متغيرة بين زمن واخر الا انها لم تخرج بعيدا بين دجلة والفرات ومصبهما , وبقيت حدود العراق الادارية واحدة رغم بعض التاثير القليل عليها عبر الزمن . فقد عرفت ولايتي البصرة والكوفة بالعراقيين اي عاصمتا العراق في ايام ازدهار الحضارة الاسلامية زمن الامام علي عليه السلام وبعد تسلط الامويين وتغيير نظام الحكم بقيت البصرة والكوفة مترابطتان وبقي العراق كيان واحد . ثم برزت ولاية الموصل في العهد العباسي وشكلت ثلاث ولايات متصلة بلاد ما بين النهرين (وهي تسمية قديمة ) ولم نسمع ان احداها طالبت الانفصال عن الاخريات رغم كل الظروف العاصفة التي مر بها العراق من احتلال وتبعية الا انه لم يقسم وبقي محتفظا بحدوده الادارية حتى ان البريطانيين وما اتفق عليه في معاهدة سايكس بيكو لم يرتبوا حدا للعراق خارج حدوده او نهاياته التاريخية بل انهم لم يتمكنوا من تقسيمه الى دويلات بسبب الروابط الاجتماعية الحميمة وصلة المجتمع بارضه كما حدث لمناطق اخرى . والذي يتحدث عن التقسيم ينطلق من مفهوم مذهبي وعرقي بغيض وما اعلنت عنه القوى الطائفية السلفية من اعلان دولتهم الاسلامية المنفصلة لحماية الدين والناس في غرب العراق وحددوا لهم ست محافظات لكي تكون القسمة عادلة مع الاكراد والشيعة فالشيعة والاكراد يمثلون 85% من السكان سوف يتساوون مع حفنة سلفية اغلبها اتت من خارج الحدود وتريد ان تكون لها دولة على ارض العراق,, وعللوا تحركهم هذا بعد ان انحاز الاكراد في دولة الشمال واقرت للروافض فيدرالية الوسط والجنوب !!!. وبعد ان هجروا الالاف العوائل الشيعية منها وقتلوا اعداد هائله خير دليل على جدية هؤلاء في التقسيم, وان الذين تعالت اصواتهم خوفا على وحدة العراق ارضا وشعبا من النواب البعثيين في البرلمان العراقي صمتوا صمت اهل القبور امام اعلان امارة سلفية غرب العراق . وذاك الاصفر الضاري الذي تموله دول عربية وتسانده اعلاميا يتمتع مع اتباعه بامارة زوبع التي تحتضن الارهاب والارهابيين ليتم توزيعهم على مناطق العراق المختلفة حسب خبرة ضباط المخابرات الذين انضموا الى امارة الضاري بعد انهيار نظام سيدهم واصبحت زوبع مركز عملياتهم الاجرامية بحق اللابرياء وبعيدا عن سلطة الحكومة التي لا تستطيع السيطرة عليها لحجم القوة الموجودة فيها و للضغط على امريكا ولتحقيق مكاسب سياسية لم يستطيعوا الحصول عليها بالحوار الذي لم يتقنوه كما اتقنوا لغة الارهاب ..وهذا المخطط هو ليس لاجل حماية السنة ولا لحماية الدين وانما لتمرير مخطط اعرابي صهيوني لجمع فلسطينيي الشتات واسكانهم غرب العراق بهذه الدولة اللقيطة وتبذل الاردن الجهد الكبير بها باعتبار انها المستفيد الاول منها وهذا مخطط قديم كشفت بوادره الصحف (كما جاء في خبر لوكالة براثا للانباء نقلا عن صحيفة اسبانية ). لذا نناشد الشرفاء من عشائر الانبار لافشال هذا المخطط القذر باستمرارها بمحاربة هؤلاء الشراذم والضغط عليهم ومحاصرتهم لان هدفهم تفتيت الوطن ونشر الفوضى والقضاء على اخر امل لتوحد الشعب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha