المقالات

عندما تصبح (لو) كل امانينا

1595 00:56:00 2006-11-03

( بقلم : الكاتبة والروائية علياء الانصاري )

لن اخاطبكم: ايها المسلمون، ايها العرب!!

لانها مصطلحات امست في واقعنا، لا معنى لها!!

ساقول، الى كل من له ضمير، او يستشعر شيء من الانسانية في ذاته!

الى رجال العراق الذين  تبرعوا بكذا مبالغ الى جنوب لبنان، واوقدوا الشموع الى اطفال لبنان، فاين هم الان من ضحايا العراق على ارض العراق!!

ساصرخ هذه المرة، لعل صرختي تسمع من به صمم!!

الارقام للمهجرين، النازحين، المشردين، سموهم ما تشاؤون... تجدوها في وزارة الهجرة والمهجرين، لا علاقة لي بها.

ما يعنيني كأنسان وكمواطن عراقي، هو حال هذه العوائل... لا ادعي اني اعرفها جميعا او رأيتها جميعا، ولكني رأيت مجمع واحد يقع في اطراف الحلة، في مدرسة خربة تساقطت على اثر القصف الامريكي في زمن السقوط، ولم يبق منها سوى اطلال تحكي تاريخ مضى!!

خمسة وستون عائلة، مئة وخمسة اطفال تضمهم هذه المدرسة، يغرقون الان بالامطار التي تهطل علينا رحمة من السماء.

هذه العوائل تقسمت على صفوف وغرف المدرسة المتهاوية، هناك من جاء ببعض اغراضه وهناك من لم يأتي بشيء، تبرع المحسنون بما جادت به اياديهم!! ولكن...

هناك مشاكل يعاني منها هؤلاء (المواطنون الفارون من بيوتهم، من مدنهم الى مدن اخرى بعد ان قتلوا ابنائهم، وهدموا بيوتهم او اخرجوهم منها بورقة تهديد)، تحت سمع وبصر وعلم الدولة وكل من يقف ورائها وامامها والى يمينها وشمالها، تلك الدولة التي عجزت عن توفير الامن لهم في بيوتهم، تعجز اليوم عن ترميم جدران متصدعة واسقف هاوية لتمنع عنهم البرد والمطر!!

هؤلاء البشر يغرقون الان... عندما نستمتع جميعا بجدران بيوتنا ودفء اغطيتنا ونعومة السجاد تحت اقدامنا!!

هؤلاء البشر، باطفالهم... وامانيهم... وجراحاتهم... وامراضهم... وعذاباتهم، يموتون يوميا واعينهم تترقب قارعة الطريق، لعل سائل يسأل عنهم او يمنحهم صدقة!!

انا اعرف ان الجميع قد تكالب للقضاء على هذه الدولة وعلى هذا الانسان... وان ميزانية الدولة وخططها في الاعمار و.... تسير وفق الخطط والمعادلات الروتينية وما الى ذلك من عبارات ومصطلحات، وان هناك مهم واهم واولويات ...

اني اتحدث عن بقايا الانسانية في ذواتنا، اخاطب هذه البقايا... زوروا هذه العوائل وغيرها، فهي موجودة في كل مكان من حولكم. ومن يتعذر عليه الزيارة ارسل له صور تحكي له حكايا لالف ليلة وليلة لم يخلق لها قمر!!

لو تنازل كل واحد فينا عن شيء بسيط من كمالياته وشيء ابسط من طلبات اطفاله، ليؤدي واجبه تجاه هؤلاء البشر!!

لو خصص كل مسؤول في الدولة شيئا متواضعا من راتبه الشهري المتواضع، كواجب تجاه هؤلاء الذين اوصوله الى ما هو عليه الان!!

لو امتنعنا شهر واحد عن شراء العطور وادوات الزينة والحلويات والمقبلات و...!

لما تساءلنا مستغربين: لماذا يحدث كل هذا على ارض العراق!

علياء الانصاري

مديرة منظمة بنت الرافدين / بابل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلطان علي( محب للعراق و أهله)
2006-11-03
سيدتي الفاضلة لقد وصلتي بخطابك هذا إلى اعماق وجدان كل من يقرأه. كلماتك لا شك نابعة من قلبك فلذا لا شيء يقف اماهها لانها وصلت لقلوبنا و حركت مشاعرنا. سيدتي الفاضلة رسالتك و صلتنا في اجلى و اوضح صورة لواقع مؤلم و مرير يعاني منه اهلنا المهجرين- اطفال و نساء و رجال و شيوخ-. و لكن ألمنا لوحدة لن يفيدهم. لابد من مد يد المساعدة لهم. سيدتي الفاضلة كيف هي آلية ايصال المساعدات لمن يرغب في مساعدة هؤلاء المنكوبين في وطنهم بسبب قتلة و ارهابيين فارغة قلوبهم من الرحمة؟ تقبلي اسمى تحياتي ايتها العراقية الابية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك