المقالات

عقلية المحاصصة وعقلية الشراكة

1438 18:22:00 2006-11-01

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

الحقيقية التي ينبغي ان تعرفها جميع مكونات الشعب العراقي ان هذا الوطن الذي نحيا فيه هو مسؤولية الجميع قبل ان نقول انه حصة الجميع باعتبار ان من يفكر بعقلية الحصص قبل التفكير بالمسؤولية اتجاه العراق فانه بالتأكيد سيكون قد ارتضى لنفسه التنصل من المساهمة في بناء بلده.ان ما نشاهده اليوم من شن حرب ابادة اتجاه احد اهم مكونات الشعب العراقي من اتباع اهل البيت وباقي المكونات الاخرى التي قبلت بالعملية السياسية ودخلت بها يعد ارهاباً يفوق أي درجة من درجات التصور البشري.

ان سياسات القتل والتدمير للمقدسات ودور العبادة التي كان من اشدها وقعاً تدمير مرقد الامامين العسكريين في سامراء وتهديم للبنى التحتية والتعدي على الخدمات العامة كالماء والكهرباء والنفط والذي يقوم به التكفيريون واتباع النظام السابق والمخربون يندرج تحت عنوان الحقد البعثي التكفيري الاعمى ضد كل ما هو منجز وطني وتجربة دستورية حرة.

ان من ينتقد ويحارب المحاصصة الجارية الآن عليه ان يقبل بنظام الاقاليم فهو الكفيل بالقضاء على ما يصطلح عليه بالمحاصصة وان من يحرص على تحقيق التوازن في ادارة الدولة عليه ان يقبل بارادة الشعب العراقي لان ذلك سيؤدي الى تحقيق اعلى درجات الموازنة وان من يطالب بالعدالة في توزيع الثروات على كل العراقيين عليه ان يقبل بنظام الاقاليم باعتباره بات يمثل حاجة عراقية وطنية ملحة مثلما ان هذا النظام سيكون الضامن الحقيقي لوحدة العراق ارضاً وشعباً.

نحن عندما نسيق مثل هذا الكلام فاننا مؤمنون به لاننا ندرك طبيعة الاوضاع السياسية والتحولات الكبرى التي حدثت في العراق بعد سقوط النظام الصدامي، وان من يحاول اعادة العراق الى العهود السابقة هو الذي يحاول تقسيم العراق وتدميره ورميه في احضان القوى الاجنبية وهؤلاء معروفون تماماً اذ تشير الوقائع جميعها الى ان ما يجري في العراق من محاولات تدمير وتمزيق انما يقف ورائها اولئك الذين حكموا بلادنا طيلة خمسة وثلاثين عاماً بعد ان شعروا ان الغنيمة التي احتكروها طيلة تلك الفترة ضاعت من ايديهم فجأة، وهم انما يقتلون العراقيين اليوم انتقاماً لخسارة مغانمهم وليس من اجل استقلال العراق او مقاومة القوات الاجنبية، انهم ينتقمون من العراقيين الذين باتوا يتمتعون بحريتهم ويعبرون عن ارادتهم واقرّوا معادلة جديدة للحكم بدلاً عن المعادلة السابقة التي حكم بها العراق وهي معادلة حكم اقلية ديكتاتورية تعتمد على سياسة الاضطهاد القومي والطائفي لذلك يجب علينا جميعاً حكومة وبرلماناً وشعباً ان نواجه هذه المجاميع الارهابية بمختلف الوسائل ومنها سلب الشرعية عنهم والتي يعتقد بها بعض من لا يفقه ادب المقاومة، ووثيقة مؤتمر مكة المكرمة التي تبنته منظمة المؤتمر الاسلامي يأتي في هذا السياق، ومن المفروض ان لا تبقى بعد اليوم شرعية لأولئك المجرمون باعتبار ان اعمالهم حُرّمت من جميع مذاهب المسلمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك