( بقلم : علي حسين علي )
يحكى ان حطاباً قد صنع دمية خشبية ليتحدث معها في الغابة بعد ان يئس من لقاء الادميين.. ويحكى، كما ورد في الاسطورة، ان الدمية كانت تتحدث مع الحطاب هي الاخرى، وان الحطاب ودميته قد اصبحا صديقين حميمين الى يوم ان فاجأت الدمية صاحبها بأنفها الطويل!!.
سأل الحطاب الدمية الخشبية عن سر استطالة انفها فلم تجبه بما ينفع، وفي اليوم التالي ازداد انف الدمية طويلاً.. وهكذا ظل الحطاب في حالة ذهول مما يضاف من طول على انف الدمية!..وحاول ان يفهم السر، ولم يجد في شيء اخر من محيطه ما يجعله يقتنع من ان الزيادة في طول الانف نتيجة طبيعة لهذا الشيء.. ولكنه، وبمحض صدفة لاحظ ان الدمية تكذب في احاديثها، ودقق في لحظة كذبت فيه الدمية، زيادة ملحوظة في انفها.. ودقق كثيراً في ذلك فوجد انها هي العلة والسبب في استطالة أنف الدمية..الكذب والوعود الكاذبة وهي ما توصل اليه الحطاب الحائر واقتنع به اخيراً، فالانف صار يطول كلما نطقت او تحدثت الدمية بحديث كاذب.. حاول الحطاب ان يقنع الدمية بالكف عن الكذب حتى يظل مظهرها مقبولاً، ولكن الاخيرة كانت قد جبلت على شيء وقد صار من العصي ان تتخلى عنه!. وفي صباح احد الايام، وأى الحطاب انف الدمية وقد استطالت حتى بلغت الارض، فما كان منه الا ان رماها في النهر ومن ثم هرب من الغابة!.
تذكرت هذه الحكاية غير الحقيقية طبعاً ولكنها رمزية الى حد كبير، وانا استمع واقرأ وأرى بعض، او لنقل الكثير من المسؤولين في بلادنا يكذبون كل يوم.. ويعدون ولا يفون.. والذي استغرب له هو ان انوف هؤلاء ما زالت-كما رأيناهم من قبل- لم تطل سنتمتراً واحد.. وحمدت الله تعالى على ذلك، فلو ان الانوف البشرية تطول كلما كذب حاملها لما وجدنا لنا مكاناً على الأرصفة، ولا احتاج بعض المسؤولين الى قاطرة مقطورة لتحمل انفه!!.
https://telegram.me/buratha