المقالات

موازنات خاطئة

1515 02:43:00 2006-10-31

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

اهم ما يميز التحرك الامريكي في العراق انه غير خاضع لاجندة محددة حسب رأي اهم المراقبين للسياسة الامريكية والمشهد العراقي. الخروج الامريكي عن الاجندة يفسره المراقبون بانه صراع قوي محتدم داخل اجنحة الادارة الامريكية الموزعة بين البيت الابيض والكونغرس والبنتاغون والخارجية ووكالة الاستخبارات CIA ولعل اهم واخطر الاختلافات بالاتجاهات السياسية الامريكية بين هذه الاجنحة هو ابتعاد احدها عن الآخر في تقويمه ورسمه لمدارات القرار السياسي الامريكي ازاء الملف العراقي.

المأزق الامريكي في المشهد العراقي يبدأ بالعنوان الذي بموجبه دخلت القوات الامريكية الى الاراضي العراقية حيث ان موجبات الدخول اعتمدت عنوان تحرير العراق من نظام سياسي شاذ ادخل العالم والمنطقة في انفاق سياسية وعسكرية وامنية غاية في التعقيد وازمة في الوصف وكان يسير بجانب هذا العنوان آنذاك عنوان آخر هو البحث عن اسلحة الدمار الشامل العراقية، لكن مجرد سقوط نظام صدام استبدل ذينيك العنوانين بعنوان الاحتلال العسكري الامريكي للعراق وتعيين الحاكم المدني بريمر الذي اختزل كل الصلاحيات والسلطات والقرارات في قبضته، وهذا ما كان يشكل مفارقة كبيرة بين الادعاء والواقع الامريكيين.

وما كان يبعث على الشك والريبة ان القوات الامريكية تحفظت على ملفات عراقية خطيرة كان اهمها الاعلان عن خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل وهذا ما كان يشكل السبب الاساسي الثاني لشن الحرب واحتلال العراق في حين ان فرق التفتيش الممثلة بالانسكوم والانموفيك وضعت اياديها على اطنان الوثائق التي تؤكد وجود برامج عراقية تسليحية غير تقليدية خصوصاً في المجالين الكيمياوي والبايلوجي وحتى النووي.وكان بالامكان ان لا تنزلق القدم الامريكية اكثر في سياساتها الخاطئة من خلال تقديم العون للعراقيين باعتبارهم قوة سياسية وعسكرية كبيرة متواجدة على ارض العراق وذلك بتهيأة اجواء نفسية ايجابية بين المكونات العرقية والمذهبية والسياسية العراقية الا ان الذي حصل عكس ذلك من خلال سياساتهم الغامضة التي اتبعوها في العراق حتى وصل الامر الى ان اكثر المحللين معرفة بالقرار الامريكي بات عاجزاً عن فهم وادراك اجندتهم في العراق.

فمرة يصنف الامريكان المناطق الخارجة عن قبضة الدولة وعموم العملية السياسية بالمناطق المتمردة والساخنة، كما بدا ذلك واضحاً في مناطق غرب العراق ومرة يخضعون المناطق الاكثر تفاعلاً مع العملية الديمقراطية والعهد السياسي الجديد للعراق لنفس سياسة القوة والبطش والحصار الذي استخدموه مع المناطق التي يعتبرونها بالمتمردة والابماذا يفسر المراقب السياسي تدمير مدن كالفلوجة وعنه وهيت والقائم ومحاصرتها على اساس انها مدن تقف بالضد من العملية السياسية الجارية في العراق لتمارس بعدها نفس التدمير والحصار لمدن واحياء ومناطق تعتبر العمود الفقري لنجاح العملية السياسية وتعضيدها وكما يجري حالياً مع مدينة الصدر والكرادة وبلد ومناطق عديدة من العاصمة وباقي المحافظات.

نعتقد ان الادارة الامريكية قد اوقعت نفسها بخطأ كبير عندما تشتغل بسياسة غير معلنة وتتفاوض وتتحدث بسياسة معلنة، فهذا النوع من السلوك السياسي والميداني له تبعاته الخطيرة على امن العراق والمنطقة برمتها خصوصاً بعد ان صارت التقارير تتحدث عن وصول الطرف الامريكي الى مراحل متقدمة في مفاوضاته مع القوى الارهابية او الجماعات المسلحة التي افرطت باستخدام العنف والقسوة ضد ابناء شعبنا العراقي الداعمين للتحولات الديمقراطية التي تشهدها البلاد.

ربما ان طرح امور كهذه يكاد يكون اكثر فائدة وجدوى بعد الاعلان عن تشكيل لجنة امنية عراقية امريكية مشتركة بعد المحادثات التي اجراها دولة رئيس الوزراء مع الرئيس الامريكي عبر الدائرة الاعلامية المغلقة والتي تمخض عنها تشكيل اللجنة تلك والتي يفترض ان تتحرك على اساس المعطيات الحقيقية القائمة في البلاد بعيداً عن مبدأ الضغوطات والاملاءات والتصورات الخاضعة لموازنات خاطئةواستدارات اكثرخطأً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك