نرفض مصادرة رأي العراقيين واختطاف العراق تحت مسمى حكومة الإنقاذ أو الانقلاب العسكري أو المدني أو تحت أي مسمّى آخر ان جذور تلك المعادلة قد ماتت وما على الآخرين إلا إعادة النظر بإستراتيجيتهم القديمة ( بقلم : المحامي طالب الوحيلي )
مازالت مدار حديث الناس ،أصداء الخطبة الثانية لصلاة العيد التي ألقاها السيد عبد العزيز الحكيم زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد في الجموع الغفيرة التي تقاطرت من كافة أرجاء العاصمة بغداد لتؤدي صلاة عيد الفطر المبارك بالرغم من تقطع اوصالها بسبب الإرهاب و الإجراءات الأمنية المكثفة التي شهدتها منطقة الكرادة ومدينة الصدر وغيرها بصورة غير مسبوقة،فهذه الخطبة تعكس تماما وجهة نظر الاغلبية بلا شك وقد جاءت في وقت تتنازع الواقع العراقي واطراف المعادلة العراقية الكثير من التجاذبات التي القت بظلالها على كافة جوانب المسألة العراقية ولاسيما منها الامنية على وجه التحديد،لذا نجد الطرح المؤثر لسماحته جاء مقترنا بتلك التجاذبات حيث اوضح في معرض حديثه موقف الائتلاف العراقي الموحد والمجلس الأعلى مما يجري وما تلوكه وسائل الإعلام من طروحات حول حكومة المشاركة الوطنية التي يرأسها السيد المالكي قائلا (إننا ننظر إلى هذه الحكومة على أنها حكومة مشاركة وطنية جاءت معبّرة عن إرادة الشعب بالانتخاب الحُرّ وعبر صناديق الاقتراع ، وهي ممثلة لكل المكونات العراقية فهي أوسع حكومة مشاركة وطنية في العراق .وقد أعلنّا موقفنا من هذه الحكومة في اليوم الأول من تشكيلها وما زلنا مستمرين على نفس الموقف وهو إننا ندعم ونؤيد هذه الحكومة ما دامت ملتزمة بمصالح الشعب العراقي وتسير في نفس النهج الذي تم التوافق عليه، ونرفض أي محاولة لإضعافها من قبل أي جهة كانت .
كما نرفض مصادرة رأي العراقيين واختطاف العراق تحت مسمى حكومة الإنقاذ أو الانقلاب العسكري أو المدني أو تحت أي مسمّى آخر) .نعم الشعب العراقي يرفض مصادرة رأيه الذي تبلور عبر صناديق الاقتراع بذلك التوجه الواعي لإفراغ كل همه السياسي عبر ممارسة وجدها مدعاة لرسالة عالمية أتت بها الدول الراعية للعولمة وللحضارة المبنية على حق الشعوب بقول كلمتها الفصل دون ولاية من احد او وصاية يجد فيها ابتزاز و استخفاف بقدراتة وبتاريخه الاستشهادي والتضحوي الطويل،كما انه الوجه الحقيقي للعراق وقد اكد ملكيته لرقبته عبر ما بصم به من مداد دموي او بنفسجي ،فلا يمكن ان يذعن ويقف مذهولا في الوقت الذي تسعى قوى الشر والعدوان المتمثلة بالبعث الصدامي وبالتكفيريين والرجعية العربية الخصم اللدود لشعبنا منذ بدايات القرن العشرين ان تختطف العراق حقيقة او حكما تحت مسميات حكومة الانقاذ او حكومة الانقلاب العسكري او المدني او تحت أي مسمى آخر ،وكأننا مجرد شعب مظلوم تنفست عليه الولايات المتحدة فحررته من الطاغية صدام ،وجعل قضية الشعب العراقي مجرد صراع بين طاغية ظالم وشعب مظلوم .. كلا شعبنا ثورة مستمرة أثبتت وجودها في الكثير من الانتفاضات المعلنة وغير المعلنة طيلة حكم البعث الخصم الفعلي للعراق وأهله الشرفاء كأديولوجيا حاولت مسخ هويته الإسلامية والوطنية ،وإذا ما أشار السيد محمد باقر الحكيم يوما الى ان إستراتيجية أمريكا في العراق هي سعيها لتغيير الوجوه فقط ،فقد قلبت القوى الإسلامية وبعض القوى السياسية المناضلة هذه الإستراتيجية فوضعت العالم السياسي أمام الحقيقة التي أكدها ابسط مواطن او مواطنة من مدن الاهوار او الجبال او حارات وأزقة مدينة الصدر حين وجدوا في الانتخابات العامة تكليفا روحيا لبناء عراق بلا طغاة ،وبذلك فان جذور تلك المعادلة قد ماتت وما على الآخرين إلا إعادة النظر بإستراتيجيتهم القديمة .
لذا فقد عقد الرئيسان نوري المالكي وجورج بوش لقاء قمة عبر الأقمار الاصطناعية ظهر يوم 28/10/2006 عقب لقاء اجراه المالكي مع السفير زلماي خليلزاد الجمعة تعهد فيه الطرفان بالعمل معا من اجل السلام والاستقرار في العراق. واتفق الرئيسان على جهود بناء قوات الامن العراقية وتسريع تدريبها ونقل المسؤولية الأمنية الى الحكومة العراقية، واكدا ضرورة العمل بالشراكة بين العراق وأميركا من اجل الانتصار على الارهاب.وقد جاء ذلك بعد ان اعلن السيد رئيس الوزراء للعالم الموقف الواقعي الذي يحيط بإدارته للبلاد قال المالكي «أريد أن اتخذ قرارات صعبة وصارمة.. ولكن كل من يريد ان يتخذ قرارات كهذه يجب ان يقف على أرضية صلبة، والى الآن فان الأرضية مهزوزة بسبب السياسات الأمنية الحالية». وأضاف «بصفتي رئيسا للوزراء انا القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكنني لا استطيع تحريك كتيبة واحدة بدون موافقة التحالف بسبب تفويض الأمم المتحدة» ونقلا عن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية: ان الاتفاق بين الرئيسين يعد خطوة مهمة وضرورية للحكومتين العراقية والأميركية، مضيفة انه يهدف الى تذليل الصعوبات وتخفيف حدة التوتر بين الحكومتين بسبب الأوضاع في بغداد وبعض المدن المتوترة المحيطة بها.ونقلت الصحيفة عن الاتفاق فقرة تقول: ان رئيس الوزراء العراقي والسفير الأميركي اجتمعا لمناقشة الجهود والخطوات الجارية لتعزيز الأمن والسلام في العراق وتوفير مستقبل أفضل للعراقيين.
وقال البيان: ان الطرفين يقران بوجود مصاعب ولكن الشراكة المستمرة بين العراق والولايات المتحدة والتحالف الإستراتيجي بينهما سيسمح بمواجهة التحديات التي تقف في طريق العراقيين إلى التقدم والازدهار.وأضاف أن الولايات المتحدة ستستمر بدعم العراق والوقوف مع حكومته، وأن الحكومة العراقية ترحب بهذا الدعم الذي يساعد في المضي بخطط المصالحة الوطنية والتقدم الاقتصادي وتعزيز قوة القوات العراقية.وقالت الصحيفة: ان الاتفاق جاء بعد التصريحات المتشددة من قبل الرئيس المالكي التي ندد فيها بمقترحات فريق من الإدارة الأميركية بتقسيم العراق على ثلاث ولايات لغرض إبعاد شبح الحرب الأهلية عنه، بحسب قول الصحيفة التي أضافت أن تصريحات المالكي بشأن رفضه وضع جدول زمني لتنفيذ برامج حكومته بخصوص الميليشيات والإرهاب والخدمات أصابت المسؤولين الأميركيين (بالدهشة) بعدما قال: انه لا يمكن لأحد أن يملك الحق بفرض جدول زمني على حكومته المنتخبة، في رد على تصريحات السفير زاد والجنرال كايسي بأن الحكومة العراقية قد وافقت على خطة تتضمن جدولاً زمنياً لتنفيذ برامجها ضد الميليشيات والإرهاب والخدمات.
وثيقة مكة المكرمة التي سحبت (شرعية المقاومة )من القوى التي استهدفت الدم العراقي واستباحة الحرث والنسل في العراق ،وأكدت حرمة قتل العراقيين، تتعدى حدود العراق الى العالم العربي والإسلامي كونها اكتسبت قيمتها من المكان الأقدس وبشهادة مراكز الإفتاء الكبرى في العالم وبمباركة المرجعية العليا في العراق ،وبذلك فإنها تضع الحكومة العراقية أمام مسؤوليتها في تطبيق القانون العراقي بكل إصر وحسم دون أي لوم كون الخارجين على القانون هم مفسدون في الأرض وينبغي تنفيذ حكم الله بهم ،هذا جانب ،والجانب الآخر هو الاتفاق العراقي الأمريكي الأخير الذي ينبغي ان يفعل بالشكل الذي يطلق يد الحكومة العراقية في إدارة الملفات قولا وفعلا وخصوصا سلطة القرار في تحرك القطعات العسكرية ونشرها وفرض الدعم والإسناد لها وتسليحها بما يناسب حجم قوى الإرهاب ،كل ذلك يجده المواطن امرا ملحا مادامت أشباح الموت تحوم حوله مع الفشل الذريع الذي يقع في مكافحة مستويات الجرائم الإرهابية التي لم تعيقها على ما يبدو تلك الحواجز التي وضعت على مداخل مدينة الصدر لكي يستفيق أبناؤها يوم الاثنين 29/10/2006 على وقع انفجار دموي حصد العشرات من الضحايا من عمال وكسبة خرجوا من ديارهم طلبا للرزق عبر حصار غير مبرر فرض عليهم منذ اليوم الأول لعيد الفطر ،مما يزيده سخرية من سوء إدارة الملف الأمني وفقدان المصداقية في ما تبقى من الملفات الأخرى...
https://telegram.me/buratha