( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
يتساءل البعض لماذا لم يلتزم الارهابيون والصداميون بوثيقة مكة المكرمة رغم انها وقعت من قبل علماء كبار سنة وشيعة وأيدها العديد من مراجع الدين الكبار من كلا الطائفتين ونالت تأييداً اسلامياً عالمياً في إجماع قل نظيره إلا ان العمليات الارهابية التي ينفذها التكفيريون والصداميون لا زالت قائمة والضحايا تتساقط يومياً.هذا التساؤل وحسب فهمنا البسيط للاحداث وخاصة التأريخية منها ربما يجعلنا نستطيع ان نسلط بعضاً من الضوء عليه، فالارهابيون التكفيريون وبأتفاق اغلب العلماء المسلمين سنة وشيعة أنهم لا دين لهم فهم فرقة ضالة مضلة خارجة عن الدين الاسلامي الحنيف وتحمل عقيدة فاسدة لذلك فهم يقعون تحت ملاك(المفسدين في الارض) وعليه فإن خطاب وثيقة مكة المكرمة لا يعنيهم من قريب او بعيد فهم كفّروا الشيعة وخونوا الاكراد وجعلوا أبناء السنة الذين دخلوا العملية السياسية عملاء وخارجين عن الملة والعشائر التي تساند الحكومة غير اصيلة الى غيرها من الاتهامات الباطلة ولا بد من محاربتهم وأستتابتهم كما كان يفعل المسلمون مع(الخوارج) مع الفارق بين الفرقتين فالخوارج طلبوا الحق فأخطأوه أما التكفيريون فقد طلبوا الباطل فأصابوه، فالمفسدون في الارض هم الخاسرون حسب الاية الكريمة(27) من سورة البقرة {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.هؤلاء لا يمكن التصالح معهم أو التفاوض او التقارب لفساد عقيدتهم وعقابهم هو القتل والابادة جزاء ما ارتكبوه من جرائم وحشية بحق الابرياء من ابناء الشعب العراقي.
اما الصداميون وبقايا النظام البائد فهم اول من حارب الاسلام وأول نظام حكم قتل العلماء فهم من قتل الشهيد الشيخ عبد العزيز البدري والشيخ ناظم العاصي من الطائفة السنية وهم من قتل الشهيدين السعيدين السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر(رض) من الطائفة الشيعية الى جانب الآلاف من علماء المسلمين وطلاب الحوزات العلمية في العراق فهؤلاء ايضاً لا يعنيهم خطاب وثيقة مكة وحكمهم حكم التكفيريين وإنهم قتلة مجرمون يحاولون العودة بالعراق الى الحكم الدكتاتوري الاسود.
اذاً الخطاب-وعسى أن اكون مصيباً-موجه للامة الاسلامية جمعاء لكي لا تقع في المحذور الشرعي كأن يتعاون احد معهم أو يغطي على جرائمهم او يمولهم او يوفر لهم الحواضن أو يمدهم بالسلاح والعتاد أو يكون دليلاً لهم للوصول الى اهدافهم او يحب عملهم فكل هؤلاء سيقفون مع التكفيريين والصداميين بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وقد اسودت وجوههم ومأواهم جهنم لا محال.
أن وثيقة مكة جاءت لحقن دماء المسلمين وغير المسلمين في العراق ووقف نزيف الدم، وهذا الامر لا يتحقق إلا بأجتثاث جذور هاتين الفرقتين الضالتين، فهؤلاء لا تلزمهم وثيقة ولا عهد ولا دين ولا اخلاق ولا انسانية ولا وطنية وإن استئصالهم واجب شرعي ووطني وأخلاقي لا بد للحكومة العراقية وأجهزتها الامنية والعسكرية ان تضطلع بهذا الدور وأن الوثيقة قد اعطتهم هذا الحق وبأجماع علماء المسلمين عامة وليس لاحد بعد اليوم ان يرى غير ما يراه علماء الدين الافاضل وكلنا ثقة بأن قواتنا العسكرية الوطنية سوف لا توفر جهداً في ملاحقة هؤلاء تحت كل حجر ومدر.
https://telegram.me/buratha