( بقلم : علي حسين علي )
تخاصم شخصان لدى حاكم مصر في زمن بعيد.. قال الاول(الضحية) للحاكم: يا سيدي، لم ارتكب ما يوجب قطع ساقي، وكل ما فعلته هو اني طلبت من المتهم(القصاب) الماثل امامكم ان ينصفني بأن يقلل العظام والعصب في اللحم الذي اشتريته منه.. وكان جوابه على طلبي - يا سيدي الحاكم- هو ان سحب فأساً وقطع بها ساقي!!..نظر الحاكم قرقوش الى الضحية، ومن ثم الى المتهم(القصاب) وسمع شهادة الشهود، بعد ذلك طلب من الضحية ان يخطو بضع خطوات الى الامام.. فامتثل الرجل لأمر الحاكم وسار -كما هي حال من يسير على رجل واحدة- فامتعض الحاكم لهذا المنظر، واستغرب ان يسير امامه شخص بهذه الصورة!، فما كان منه الا ان التفت الى القصاب قائلاً له: حقيقة انت غير منصف، وتستحق اشد العقاب، وسأنزله بك لا محالة.. فلو كنت عادلاً لقطعت ساقه الآخرة ولجنبته السير على رجل واحدة مما يسبب له ضحك الناس عليه ويحرجه امام اسرته!.. فرد عليه القصاب قائلاً: يا سيدي الحاكم هل تعفو عني اذا ما فعلت ما لم افعله؟..
فأجابه قرقوش: اذن، اقطع ساقه الاخرى وبذلك لا يظهر بمظهر الاعرج الذي يثير سخرية الناس منه، تذكرت هذه الحكاية وانا أرى واسمع وأقرأ عن حكام ودول كبرى، مع انهم وانها يدَّعون التحضر، الا احكامهم هي نفس احكام قرقوش! فهذه الدول وهؤلاء الحكام يعاقبون لا ينصفون الضحية، بل الأسوأ من ذلك يلومونها ان هي لم تقطع الساق الثانية!! بينما يعيش الجلاد والقاتل المحترف وحتى الإرهابي محمياً بـ(حكمة) قرقوش هذا الزمان.
https://telegram.me/buratha