المقالات

المسؤولية التضامنية

1972 23:37:00 2006-10-30

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

عندما قرر العراق بقواه السياسية ان يخوض تجربته الجديدة عبر الممارسة الانتخابية الاولى في تأريخه فانه اراد بذلك ان يودَّع الى غير رجعة حقب الانظمة الشمولية القائمة على ركيزة الحزب الحاكم او الحاكم الاوحد الذي ان اراد الحرب يحارب، وان أراد السلم يسالم!!.

حرب العراقيين او صمتهم بأي حال من الاحوال لا يمكن ان نعدَّه استجابة لإرادة قاهرة، وان كان في ذلك بعض الصحة، الا ان الامور عندما تقاس بالنتائج لا بالاسباب فسنجد ان العراقيين هم الذين اطاحوا بنظامهم المخلوع قبل ان تطيح به السرفة الامريكية في التاسع من نيسان عام 2003 لا بشهادة عدم مقاومة القوات الأمريكية المحتلة للبلاد انما بشهادة قيام النظام بإصدار اكثر من 350 قرارا يدين العراقيين بحكم الاعدام لأي سبب يرى فيه النظام خروجاً للعراقي عن بيت الطاعة.

هذا الكم الهائل من قرارات الموت التي اضيف اليها موت المقابر الجماعية والتصفيات الجسدية الهائلة للقوميات والاثنيات بحملات عسكرية منتظمة؛ جمعيه يؤكد حقيقة علاقة هذا الشعب بنظامه السابق، الامر الذي يؤكد استحالة ترويض العراقيين على سلوك لا ينسجم وقناعاتهم او ثوابتهم وربما من السهولة بمكان ان نستشهد بثابتٍ عراقي واحد لتأكيد اصرار العراقي على التمسك بثوابته بالاشارة الى الطقس الكربلائي الذي ظل صامداً متطوراً رغم كل اشكال القسوة التي مارستها اجهزة النظام ضد مكونات ذلك الطقس.ما نريد ان نستنتجه مما مرَّ آنفا.. ان التجربة الجديدة في العراق لا تخص احداً بعينه من حيث المسؤولية، انما مسؤولية التجربة برمتها هي مسؤولية تضامنية، ولا يحق لأحد من اعضائها التنصل منها ما دام الجميع أعضاءً فيها.

ومن المؤسف حقاً ان تتحول بعض مؤسساتنا او وزاراتنا والهيئات التابعة لهما الى ما يشبه مكاتب الاحزاب او مقرات للكيانات السياسية بعد خلع رداء وطنيتها وعراقيتها وإلباسها قسراً رداء هذا الحزب او تلك الحركة وان كانت عراقية، فالوزارات والمؤسسات هي بيوت العراقيين جميعاً دون تفريق في الجنس او العرق او المذهب او الاتجاه، ان كان فكرياً او سياسياً.

قد يكون شخص الوزير من هذه الجهة او ذلك الكيان، لكن ذلك لا يعني على الاطلاق ان تتحول الوزارة الى واجهة لذلك الحزب او ذلك الكيان.. لذا يجب ان تبقى مؤسساتنا مفتوحة بروحها وقلبها وكوادرها للجميع، وعلى الجميع ان يعمل وفقاً للبرنامج الوطني للحكومة الواحدة الموحدة القائمة على اساس الشراكة الحقيقية ووفقاً للسياقات العامة وان يضع أي مسؤول نفسه لخدمة العراق والعراقيين.

ان العودة بمؤسساتنا الى الاداء الوطني النزيه لا يوازيه بالأهمية سوى الجهد والتضحيات التي يبذلها المخلصون من ابناء العراق لاجتثاث قواعد وجذور الارهاب الذي بات جسده يترنح بين قبضات العراقيين الغيارى على وطنهم وشعبهم لنبدأ بعد ذلك مسيرة اعادة البناء والاعمار والانتقال بالعراق الى دائرة الامن والسلام والاستقرار والرخاء لأبنائه المكافحين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك