المقالات

وقفة مع أية تبديل السيئات بالحسنات ....

1514 12:10:00 2010-08-13

ابو فاطمة العذاري

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله أجمعينلنقرا جيدا هذه الآية الشريفة قال تعالى :(( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان/70} ))

من جوانب الرحمة الإلهية بل و من الكرم الإلهي الذي لا يقتصر على الغفران وإزالة الأثر المترتب على الذنب وإنما يتعداه إلى تبديل السيئات إلى حسنات وبغض النظر عن المقدمات المؤدية إلى تلك العملية فهو باب ُفتح برحمة الله تعالى للبشرية رحمة بهم وفضلا منه تعالى للعباد من خلاله يستطيع الإنسان أن يبدل سيئاته وفسوقه وتعديه الحدود الإلهية يبدلها إلى حسنات وثواب ورصيد أخروي ،ويبدل السخط إلى رضوان !.وهو مجال للتدارك والتغيير أي إن الذنب مهما كان عميقًا وقديمًا ، لكنه وبفعلٍ معين يقوم به الفرد فيتغير هذا الذنب الدارس إلى حسنة وتأخذ مجراها في رصيد الإنسان وتعطي ما تعطي الحسنات وهذه الحقيقة تعطي الإنسان السلطة للتحكم في ما سلف من أفعاله .وهذا كما قال اهل المعرفة ((من غرائب الكرم الإلهي )) إذ جعل به القدرة على تغيير الماضي ، فالذنب الذي ارتكبه الإنسان المفروض اخذ قراره وأعطى ما تعطي الذنوب ولكنه في لحظة ما يتغير هذا الفعل القديم إلى ضده ويعطي ما تعطي أضداده وكأنه لم يكن . قالت الاية الكريمة ان التوبة والإيمان والعمل الصالح هي من المقدمات لقضية التبديل ((إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا )) .والملاحظ فيهن ما يلي :المقدمة الأولى : التوبة وكما هي معروفة ان أركانها ترك السوء والندم عليه وعدم العود إليه فيكون بذلك وضع الإنسان القدم الأولى وهي قطع استمرار الذنب .المقدمة الثانية : هي الإيمان و المقصود من الإيمان هو إيمان ما بعد التوبة والذي تقتضي التوبة الدخول فيه والتزام مفرداته لان إيمان ما قبل التوبة على بساطته هو مستوى ضعيف من الإيمان لا يصمد أمام المغريات أو غيرها وهذا ما يعانيه الكثير من الناس في الحصانة من العودة للذنب أي انتهاء الضغط النفسي المؤدي إلى العودة فتكون بالمستوى الأعلى من الإيمان .المقدمة الثالثة : وهي العمل الصالح إن مكانة العمل الصالح من هذه المسألة هو منزلة القفل أي قفل باب المستوى القديم الداعي إلى مزاولة ذلك الذنب فالعمل الصالح يكون به الإنسان قد دخل مرتبة جديدة من مراتب الإيمان معايشة دون الرجوع إلى المرتبة السابقة وهنالك يستحق بكرم وجهه تعالى أن يغلق باب ذلك الذنب فيبدله بحسنة تكون مساعدة له في مستواه الجديد .

والمهم عندئذ ينبغي للفرد الذي بدل الله سيئاته حسنات أن يتيقن من هذا التبديل إذا جاء بالمقدمات وان لا يتكاسل بالنظر إلى تلك السيئات بل تعد رؤيتها بعد تبديلها تكذيب لله تعالى في ما قاله ، وسوء ظن بما التزمه ، وهو الذي اخذ على نفسه أن من جاء بهذه المقدمات سيبدل سيئاته حسنات ، فينبغي أن لا يشكك ولا يتردد إنما الله فعال لما يريد ولا يبدل القول لديه وما هو بظلام للعبيد .والتبديل لا يقتصر على إزالة السيئة فحسب بل وإزالة كل جوانبها ومنها العلم بتلك السيئة لمن اطلع عليها أي إن الله تعالى سيستر تلك فلا يعلم احد إنها كانت سيئة وما هي تلك السيئة إلا الله تعالى والعبد المسيء التائب .قال الإمام الصادق (عليه السلام ) : (( أوحى الله عز وجل إلى داود النبي عليه السلام : يا داود إن عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبًا ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحيى مني عند ذكره غفرت له وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وأنا ارحم الراحمين ))بل قال أمير المؤمنين (عليه السلام ) : (( أُمِرت جوارحه أن تستر عليه , وبقاع الأرض أن تكتم عليه , وأُنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه ))فيجب على المؤمن أن يعي هذه الحقيقة وهذا الباب الذي فتحه الحق تعالى لطفا بعباده وان يعمل بهذه القاعدة ليرى من خلالها العطاء الرباني والخير ولله الفضل دائما أبدا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك