المقالات

منظمة بدر تضحيات جسام ودور وطني فاعل

812 00:23:00 2010-08-10

وليد المشرفاوي

إن كثيرا من المحللين والمراقبين كانوا يتصورون تعرض منظمة بدر للاهتزاز نتيجة الضغوطات والاستفزازات التي واجهتها منذ الأيام الأولى لسقوط النظام ألصدامي في العراق,لتجبرها على التنازل والتراجع عن قيمها ومبادئها,إذ إن منظمة بدر وعلى لسان قائدها شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم(قدس) أعلن للعالم منذ البداية موقف منظمة بدر وموقفها ومتبنياتها دون خوف أو وجل ,ومع مرور الزمن تبين انه ليس لم تتراجع منظمة بدر عن مبادئها بل ازدادت تماسكا وقوة ,علما إنها تعرضت لهجمات شرسة في مختلف الميادين كانت كفيلة بتقويضها أو على الأقل النيل من مبادئها الإسلامية والوطنية,أبرزها اغتيال قائدها السيد محمد باقر الحكيم(قدس) في الأول من رجب عام 2003م لإثارة حرب طائفية بين أبناء الشعب العراقي لو اشتعل فتيلها فإنها لاتبقي ولا تذر ,مع تحديات سياسية من أطراف عديدة داخل العراق وخارجه سعت إلى تغيير مسار منظمة بدر نحو توجهات غير إسلامية انتهت دون تحقيق أهدافها المرجوة ,إن أهم عامل ساعد منظمة بدر على الاستمرار واجتياز العقبات وأيضا الفاعلية والعطاء هو العامل الجماهيري,حيث لم تكن منظمة بدر حالة طارئة أفرزتها حالة التغيير الأخيرة ولم تكن كيانا تأسس من فراغ أو على غفلة من الدهر,منظمة بدر عريقة وكبيرةبطاقاتها وكوادرها وتمتلك تجربة كبيرة فعلى مدى عقدين من الزمن مع شرعيتها المستمدة من العلماء والفقهاء جامعي الشروط ولم تكن قراراتها منفعلة أو متعجلة ووجود تراكم خبرات الوعي السياسي أسهم في تعميق رؤاها وبلورة قدراتها وقد تأكدت بعد التغيير الأخير قناعات مستجدة تتلائم مع التطورات الجديدة الحاصلة وكانت تمتلك التصورات الإستراتيجية والتكتيكية لكل مرحلة ,فخطوات منظمة بدر طيلة الفترة الأخيرة التي أعقبت سقوط النظام البائد كانت مدروسة ومنضبطة ,وفي المرحلة الراهنة كان لمنظمة بدر برامجها ورؤاها وخططها القريبة والبعيدة الأمد وقد أثبتت بكل جدارة قدرتها على تجاوز الصعوبات والتحديات التي حاولت بعض الأطراف وضعها أمام حركتها ومسارها من اجل إعاقتها وفي نفس الوقت كان لمنظمة بدر موقفها المدروس والمبدئي لمجمل الأحداث التي شهدتها البلاد ولم تتكاسل أو تتواكل في المضي قدما باتجاه ما يسهم في حل مشكلات شعبها واستتباب الأمن وترسيخ الاستقرار,والحقيقة التي لاغبار عليها كانت تفكر بمصالح شعبها أكثر مما تفكر بمصالحها الفئوية لعلمها الراسخ بان مصدر قوتها وديمومتها هو الشعب وأي عطاء طارئ ومكاسب سياسية لاقيمة لها قبال إغفال وإهمال هذا الشعب الذي عانى مرارا من الديكتاتورية والاستبداد والاضطهاد وليس هذا ادعاء نريد تسويقه لإقناع الآخرين بالإيثار والتضحية والترفع عن اللهث وراء حطام الدنيا بل أثبتت التجربة لمواقف هذه المنظمة التي كانت وما زالت ذراع المرجعية الدينية والمدافع عن الحقوق المغيبة لشعبنا ,إن منظمة بدر لم ولن تمن على ابناء شعبها بجهادها وتضحياتها لأنها من صلب مهامها وواجباتها , المبادئ والأهداف والثوابت الإسلامية والوطنية التي يحملها الخطاب السياسي لمنظمة بدر استقطبت حولها الملايين من أبناء الشعب العراقي حيث أن الشعارات التي رفعتها مستوحاة من ضمير الأمة ضمن البرنامج الفكري والسياسي والأخلاقي لمنظمة بدرقادة وأعضاء على الساحة العراقية 0فاننا لم نجد حزبا أو تكتلا سياسيا أنجز واجبه الشرعي والوطني والأخلاقي مثلما فعلت منظمة بدرفهي العين الساهرة على مصالح أبناء الشعب منذ اللحظة الأولى والى ساعتنا هذه في هذه الأيام التي يعيشها أبناء شعبنا حيث رصدت أين تكمن مصلحة وأسباب رخاء هذا الشعب فكانت سباقتا وحريصة على المطالبة بحقوق أبناء الشعب العراقي بينما كانت الأحزاب والهيئات والحركات السياسية تحاول طرح نفسها أنها البديل للنظام المقبور فكانت منظمة بدر الرائد في المطالبة بالانتخابات ومنح هذا الشعب المظلوم حقه في اختيار من يحكمه وعندما دارت عجلة العملية السياسية كانت حاضرة في التوجيه وكبح جماح التيارات والمخاطر التي حاولت ان تعصف بالعملية السياسية أكثر من مرة 0لقدظل دور منظمة بدر دوما سباقا وساندا بل ومدافعا عن العملية السياسية ودعوة جميع طوائف وقوميات الشعب العراقي للانخراط فيها وتضمين حقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية في روح الدستور كما لعبت دورا هاما في الحفاظ على وحدة الشعب العراقي وتأمينه من خطر الانزلاق في الحرب الأهلية التي كانت زمر القاعدة وأيتام النظام البائد يخططون لها 0ان الموقف الذي اتخذته منظمة بدر بالوقوف إلى جانب الشعب العراقي والمطالبة بحقوقه السياسية العادلة التي ظل محروما منها طيلة عقود من الزمن يؤكد الانتماء الأصيل والالتصاق الصميمي بتربة هذا الوطن ومساندة أبناء شعبها ونهوضا حقيقيا بالمسؤولية التاريخية التي تحمل أعباءها وتشعر بأنها ملزمة بالوقوف إلى جانب الشعب العراقي0فقد أثبتت الأيام والوقائع بروز دور منظمة بدرفي العملية السياسية حيث كان دورها السند القوي للشعب العراقي بمحنته وهمومه0ان مافعلته منظمة بدرو خاضت في أثره غمار النضال والكفاح المسلح ضد اعتى سلطة بوليسية حكمت العراق من اجل سلطة القانون وبناء دولة المؤسسات واحترام إرادة أبناء الشعب العراقي نالت بعدها الفوز الكبير بحب أبناء الشعب لها وقد أصبحت اليوم معادلة صعبة في الشارع السياسي لايمكن تجاوزها تحت أي ظرف كان 0ان تحقق الشروط الموضوعية في الخطاب السياسي وفلسفته ونهجه العام جعل منها قوة مؤثرة داخل البيت العراقي فلمنظمة بدر التاريخ الجهادي والتضحيات الجسام على درب الحرية وتحرير الإنسان العراقي من كل القيود ولهذا صار لزاما علينا جميعا أن نفخربما حققته وما تنوي ترجمته من طموحات مستقبلية لكي تصل بالشعب الصابر إلى الأمن والاستقرار وتحقيق المنجزات في أعمار العراق وتوفير كل ما من شانه التقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي ومواصلة البناء حتى تصل بالمواطن إلى مبتغاه الحضاري أسوة بباقي الشعوب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك