سالي المهندس
ما كان المجلس الأعلى الإسلامي متسلط ولا مستبد ولا طالب للكراسي والمناصب أنما جاء حاملا مشروع سياسي كبير فحصل على ثقة الجماهير العراقية التي استطاع طلاب الكراسي والمناصب من جماعة حزب الدعوة والذين استغلوا دم السيد محمد باقر الصدر خير استغلال وهم بعيدين عنه وعن دمه ممن لم يحصلوا على عشر مقاعد مجالس المحافظات في عام 2005 على التلاعب فيها وكان المجلس الأعلى هو صاحب الحظوظ الكبيرة والذي حقق وعلى واقع الأرض اكبر الإنجازات في المحافظات التي أدارها ولكن الإشاعات المغرضة والحملات الإعلامية المباشرة وغير المباشرة هي من تلاعبت في رأي الشارع وكان أهمها :
قضية إشعال الحرب بين التيارين الصدري والحكيمي في فتنة أريد منها تشتيت الشارع العراقي وتحويله عن الاثنان المجلس الأعلى كونهم خلقوا كراهية الصدرين للمجلس وبدر وبعاد الشارع عن الصدرين باعتبارهم مجرمين وجهلة حسب وصفهم .تحريض الشارع ضد المجلس الأعلى كونه يطالب بالنظام الفدرالي ببث إشاعات على تحوله إلى ضيعه لأل الحكيم وجعل المجلس الأعلى هم الحكماء وإعطاء كركوك للأكراد وفي الحقيقة أن الشعب تغافل عن هذا وذاك وان رئاسة الإقليم تأتي بالانتخابات وان كركوك أصبحت اليوم مزايدة لكل من يريد كسب الأكراد وفعلها المالكي حينما عرض تنازل عنها مقابل ترشيح الأكراد له في صفقة فاشلة.
حملة التسقيط والتعدي على حرمات الآخرين والتي لا يتعامل بها المتدينين فقد شنها حزب الدعوة ضد قيادات المجلس الأعلى لاسيما السيد عمار الحكيم وعادل عبد المهدي وجلال الدين الصغير حتى اعتبروا قضية المطالب بالحقوق غير مقبولة وإنما يريدون الشعب يقبل بالسكوت لاسيما وان المجلس الأعلى هو من حفظ حكومة المالكي ولعدة مرات وأهمها مؤامرة الأردن والتي إطاحة بالمالكي لولا السيد عبد العزيز الحكيم وقضية البصرة التي حوصر المالكي في قصره لولا تدخل البدريين وإنقاذه منها كل ذلك يعتبر من منجزات المالكي.استبعاد كافة العناصر الموالية للمجلس الأعلى وبدر من كافة الدوائر المهمة في المنطقة الخضراء وتحويلها إلى ضيعة خاصة بحزب الدعوة واستغلالها لمصالحهم الحزبية متناسين أن الأمور سوف ترجع لصناديق الانتخابات وان الشارع لم ينتخب المالكي والعبادي وكمال الثوري لجهادهم ومواقفهم وإنما من انتخبهم لمصالح تنتهي بنهاية الكرسي.
كل هذه الأمور اليوم يتخلى عنها المجلس الأعلى وترك الأمر للكتل السياسية رغم حصوله على (21) مقعد تم توزيعها كما يلي بغداد(2) باقر الزبيدي وهمام حمودي وديالى(1) هادي العامري والموصل(1) محمد تقي المولى وبابل(2) علي شبر وحسون على حسون وواسط(1) قاسم الاعرجي وكربلاء(1) حبيب الطرفي والنجف(2) عبد الحسين عبطان وعبد الهادي الحكيم والديوانية(3) حامد الخضري ومحمد المشكور وشذى ليلو والسماوة(2) فالح الساري وفاطمة نومان والناصرية(3) عادل عبد المهدي وعزيز كاظم علوان وأمل عطية والبصرة(1) فرات الشرع والعمارة(2) حسن الساري وكريم المحمداوي والهدف من إعلان أسماء نواب كتلة المجلس الأعلى هو أعلام المالكي وجماعته ممن أغرتهم الأصوات التي تنكرها المالكي وينعتها بالبسيطة رغم أنها محاولة مبطنة لإثارة الشارع ضد العملية السياسية ونقول للمالكي أن التهاون بحجم المجلس الأعلى سوف يضرك وان وصولك لهذا المنصب الذي لم تحلم به جاء بجهود المجلس الأعلى الذي تنكرت له أيضا وأنت لم تنسى مسعاك في 2003 حينما طلبت أن تكون قائم مقام طويريج ولم تفلح في ذلك وان تشبثك في المنصب هو خيانة لدعمك للنظام السياسي الديمقراطي وتجاوزك على الأصوات التي لم ترغب بتوليك المنصب مرة أخرى رغم انك تعلم أن الأصوات التي حصلت عليها هي نفسها التي قتلتها في البصرة في تظاهرات الكهرباء.
وان هجومك هذا على المجلس الأعلى دليل الثقل الذي يتميز به المجلس الأعلى في العراق وانك رغم حصولك على 89 مقعد لم تستطع أن تشكل حكومة مع أن الحكومة تشكل بـ 217 مع منصب رئيس الجمهورية و163 لمنصب رئيس الوزراء وهذا يعني لو استبعدنا نواب المجلس الأعلى (21) وتركنا لك الاختيار في 304 نائب فانك لم تستطع تشكيل حكومة لعدم حصولك على الأصوات المطلوبة وهذا دليل ضعف وجودك في الساحة الوطنية وان محاولة وصولك بصفقة التسوية عام 2005 لم تعود أبدا وان محاولة ترشيح غيرك لم تجني نفع فعساك أن تقبل بهذا الوضع.
https://telegram.me/buratha