المقالات

المرجعية الدينية .. صحة المنهج وسلامة التوجه وصواب الموقف

588 09:49:00 2010-08-07

ابراهيم احمد الغانمي

قبل يومين حذر المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم المسؤولين العراقيين من كارثة تحل بالجميع اذا لم تشكل سريعا حكومة تحفظ مصلحة الناس. ودعا المرجع الحكيم خلال المؤتمر الوطني السابع عشر للمبلغين والمبلغات الذي عقد يوم الخميس الماضي في محافظة النجف الاشرف خلال كلمة القيت نيابة عنه المسؤولين في الدولة الى رعاية المصلحة العامة والاسراع بتشكيل الحكومة بما يخدم مصالح البلد العليا، معتبرا ان ذلك من شأنه حفظ مصالح الشعب واستعادة ثقة الناس بهم، محذرا أنه بخلاف ذلك ستحل الكارثة بالجميع. واضاف اية الله العظمى السيد الحكيم ان العراقيين يتطلعون بفارغ الصبر الى الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة ، معربا عن أسفه للتأخير الكبير في ذلك فيما كان المواطنون قد توجهوا الى صناديق الاقتراع بأمل كبير في تقدم العملية السياسية بما يخدم البلد.ماقاله المرجع الحكيم وماعبر عنه من موقف ، يعكس في حقيقة الامر صورة الواقع القائم على الارض في البلاد.وماعبر عنه هو موقف ورؤية عموم مراجع الدين العظام، والذي يمثل هما كبيرا بالنسبة لهم انطلاقا من طبيعة وجوهر مسؤوليتهم الشرعية، وموقعهم القيادي في الامة.وعلى مدى الشهور الخمسة الماضية التي اعقبت الانتخابات البرلمانية كان مراجع الدين وفي مقدمتهم اية الله العظمى السيد علي السيستاني يتابعون عن كثب تفاعلات وتطورات الاوضاع في البلاد ويبدون توجيهاتهم ونصائحهم السديدة لمختلف القوى والمكونات والشخصيات السياسية، وكانوا ومازالوا يحذرون من مغبة بقاء الاوضاع السياسية بهذه الصورة وعلى هذا الحال.وكان واضحا من خلال خطب الجمعة، وعبر مايقولونه للوفود السياسية التي تذهب اليهم، ان رؤى المرجعية الدينية هي الاكثر نضجا وعقلانية وموضوعية وابتعادا عن حسابات المصالح الفئوية والحزبية الضيقة.فهموم الناس ومشاكلهم ومطاليبهم كانت ومازالت حاضرة في تعاطي المرجعية الدينية، ولعلها تشكل اولوية اساسية في سلم الاولويات بالنسبة لها، وهي حينما تطرح كل القضايا والامور عبر منابر الجمعة بوضوح وصراحة، فأنما تريد من خلال ذلك ان تنبه الى مواضع القصور والنقص والخلل، وتوجه الى المسارات الصحيحة التي ينبغي على المعنيين بزمام الامور السير فيها.فحالة الاحباط والاستياء والامتعاض الشعبي الكبير من الكتل والشخصيات السياسية التي تقف وراء حالة الجمود السياسي في البلاد ، هي حقيقة شاخصة وواضحة للجميع، وحينما تحذر المرجعية الدينية وتنبه فأنها تعكس الصورة الحقيقية لمشاعر وتوجهات الشارع العراقي.وعندما تنتقد بشدة المتسببين بتأخر تشكيل الحكومة والاستخفاف بمصالح البلد والناس، فهي لاتوجه نقدها ضد طرف معين، ولاتريد ان تعزز موقع ومكانة طرف ما على حساب الطرف الاخر، وانما هي تسعى الى تسمية الاشياء بمسمياتها ووضع النقاط على الحروف، وتثقيف وتوعية الجمهور بما يجري.ومن الخطأ ان توجه سهام النقد للمرجعية الدينية من قبل هذا الكيان السياسي او ذاك، لانها لم تتبنى مواقف مؤيدة وداعمة له، ولانها لم تصدر بيانات المديح والثناء والاطراء له لانه في افضل الاحوال قام بالواجبات التي يفترض به ان يقوم بها على احسن وجه من دون ان يكون متفضلا على احد.وغير خاف على الجميع ان المرجعية الدينية حرصت في كل الاحوال والظروف على ان تبقى على مسافة واحدة من مختلف القوى والمكونات وان تنطلق في مواقفها من المصلحة الوطنية والمسؤولية الشرعية التي يمليها عليها موقعها الديني والابوي في المجتمع، واكثر من ذلك فأنها لم تكن معنية بالرد والدخول صراعات ومهاترات حتى مع الجهات التي اساءت اليها وشهرت بها من دون وجه حق، ارتباطا بقناعة ان موقعها ومكانتها ومسؤوليتها اكبر وارفع واجل من ذلك.وعندما نراجع مسيرة الاعوام الستة المنصرمة سنكتشف حقيقة ان المرجعية الدينية ساهمت في تجنيب البلاد والعباد ازمات ومشاكل وكوارث كبيرة من خلال حكمتها وسلامة نهجها وحسن تقديرها للامور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك