ذو الفقار آل طربوش الخفاجي
يعد ان أثار ظهور هذه البقع في تلك الارض البصرية اللغط والتساؤل والحيرة عند الناس وأتخذها البعض مزارا لغرابتها الجيولوجية وسكوت مكاتب المراجع الدينية الكريمة عن تاكيد الأمر أو نفيه كمكان محتمل لمعركة الجمل ،كان لابد من اللجوء للعلمية في البحث والتقصي فبادر اربع باحثين في قسم علم الأرض من جامعة البصرة وقاموا بدراسة للبقع ليخرجوا بخلاصة(( أن البقع هي شبه دائرية إلى شبة مستطيلة الشكل مساحة الواحدة منها تتراوح ما بين متر إلى مترين وتتميز بان لها لوناً افتح من المنطقة المحيطة بها ونسبة ملوحة أقل من المناطق المجاورة، كما تعكس انطباعاً اتجاه المطر يختلف عما تحيطها من ترسبات، أي انها بحلول المطر تكون أصلب من محيطها كما أن البقع تتوزع بشكل مستقيم وعلى هيئة خطوط متوازية.و أن أعمال الحفر التي نفذت خارج وداخل البقع ولعمق خمس أمتار لم تظهر وجود رفات موتى أو بقايا مقبرة".)) وتوصلت الدراسة (( إلى ان وجود البقع الأرضية ليست ظاهرة جيولوجية طبيعية"، وفسرت وجود البقع باتجاهين الأول يشير إلى أنها ناجمة عن إجراء عمليات نقل للتربة لأغراض زراعية"، والتفسير الآخر هو امتداد للتفسير الأول ويفيد بأن البقع الأرضية عبارة عن مخلفات نظام إروائي قديم يمتد بمحاذاة شط العرب. وأسند الباحثون هذا التفسير بالقول إن "المرئية الفضائية للمنطقة المحصورة بين شط العرب وناحية خور الزبير كشفت عن وجود مجارٍ مائية قديمة مندثرة تقع غرب المجرى الحالي لشط العرب"، كما كشفت الدراسة عن وجود مواقع أخرى في نفس المنطقة تحتوي على عدد من البقع المماثلة، مشيرين إلى أن "نمط توزيع البقع في المواقع الثلاثة الأخرى يبين أنها لا تتجه صوب القبلة وهذا دليل على عدم وجود علاقة للبقع باتجاه القبلة، وإن حدث تطابق فإنه من باب المصادفة.)) هذا كان الخلاصة العلمية لباحثي قسم علم الأر ض البصريون.أما خبراء كلية الزراعة البصريون أيضا فقد كانت لهم رؤية علميةتفسيرية محيرة بالموضوع! {{ أعدت كلية الزراعة دراسة حول الظاهرة في العام 2009، ويقول رئيس قسم علوم التربة والمياه الدكتور عبد الزهرة طه ظاهر في كتاب يحمل توقيعه وموجه إلى رئاسة الجامعة إن "الفريق البحثي للكلية اطلع على الخصائص المورفولوجية والفيزيائية والكيميائية لقطاع التربة ولعمق مترين لكلا التربتين الاعتيادية والتربة المكونة للبقع". وإن النتائج أظهرت أن التربة المكونة للبقع تختلف في كافة خصائصها عن التربة الاعتيادية المحيطة بها، فمن المفترض أن تكون البقع مالحة شأنها شأن التربة المحيطة بها، لكن هذا لم يحدث، ومن الملاحظ أن هذه التربة غير مستغلة زراعيا منذ عقود من الزمن"، وجاء في الجملة الأخيرة من الكتاب أن "الاختلاف الحاصل بين البقع والتربة المحيطة بها يرجع إلى أسباب لا يمكن تفسيرها بالأدلة المادية والعلمية المباشرة".وهنا أصبح الحيرة نفسها تبحث عن اجوبة! فكيف تختلف ملوحة ارض عنارض مجاورة لها بالسنتمترات على كريقة مربعات الشطرنج!أما كلية الدراسات التاريخية البصرية فقد نفت بشكل قاطع على لسان عميدتها الدكتورة رباب جبار السوداني أن تكون "المنطقة التي توجد فيها البقع وقعت فيها معركة الجمل أو عسكر فيها جيش الأمام علي ابن أبي طالب قبل أو بعد المعركة لأنها كانت مغمورة بالمياه في تلك الفترة"، وهو ما قد يتناقض مع ما جاءت به الدراسة التي أعدتها كلية العلوم لأنها ذكرت أن المنطقة التي توجد فيها البقع والمناطق القريبة منها كانت تنفذ فيها مشاريع زراعية كبيرة وأنها تحتوي حتى الآن على آثار قنوات أروائية مندثرة}}. وتشير الدكتورة السوداني في الدراسة إلى أن "الروايات التاريخية تؤكد أن المعركة شهدتها الأطراف الشمالية أو الشمالية الغربية من مدينة البصرة آنذاك" كما اعتبرت الدراسة التي استندت على مراجع قديمة منها معجم البلدان لياقوت الحمودي والكامل في التاريخ لابن الأثير ومراجع أخرى حديثة نسبياً منها كتاب خطط البصرة ومناطقها أن "الأعداد الكبيرة لمقاتلي الجيشين كانت تحتاج وفق المتطلبات العسكرية السائدة حينها إلى مساحة واسعة من الأرض، وهذه الميزة كانت متوفرة في الأجزاء الشمالية والغربية من البصرة كونها مفتوحة على الصحراء بخلاف المنطقة التي توجد فيها البقع" وخلصت الدراسة التاريخية إلى أن "حشود الجيشين لم تقترب حتى من المنطقة التي توجد فيها البقع". وهذا كله إفتراض تصويري تخيلي لمشهد أرض المعركة
فلم تورد لنا الدكتورة هل تملك صور الارض ذاك الزمن من الاقمار الاصطناعية لتؤكد حديثها! او الاعتمادات العلمية التي تجعل ارضا كانت مغمورة بالمياه لاي سبب لما تجف تصبح كرقع الشطرنج فيها مايقارب 3000 بقعة متميزة الملامح ومنتشرة تصرخ ببريق غرابتها !!وملوحتها متفاوتة المذاق مع تجاورها المكاني؟!!!
بينما للجوانب الدينية آراء كبرى في الموضوع سنتطرق لها في الجزء الثالث.
https://telegram.me/buratha