عزت الأميري
من لايعرفه من الجيل الرياضي او الإجتماعي الحالي نقول هو اشهر جناح يسار في منتخب العراق الكروي في الخمسينات واوائل الستينات زامل المرحوم عمو بابا وجمولي والكوكبة المعروفة من النجوم الذين كان يُشار لهم بالبنان وبقوا في سماء الكرة العراقية مواهبا متألقةونجوما سواطعا رغم عاديات الزمن. رحل إلى ربه راضيا مرضيا قبل ايام في منطقة معروفة الشعبية وبأنها منبعا للمواهب الادبية والفنية والعلمية وشتى الاختصاصات الا وهي منطقة مدينة الحرية في غرب كرخ بغداد.القصة لم تبدأمن وفاته الطبيعية بحكم العمر المديد الذي منحه حب الناس في منطقته بريقا وآلقا بل مما صاحب هذه الشخصية الفذّة من خصائص ومميزات جعلته يستحق ان يكون حديث الناس في أيامه الأخيرةمع نبل أخلاقه المتميزة الرفيعة.كان المرحوم ابو عادل وهو ابنه الوحيد ويكنى ابو ليلى او ابو ليلة مؤذن جامع الفاروق في منطقة دور نواب الضباط في حي الحرية لسنوات عديدة محتفظا بقيمه الأسلامية الكريمة الشمائل مع جميع المذاهب في منطقته وليس سرا أن نكشف جزءا يسيرا مما يغلف هذه الشخصية النبيلة الخلق والطبع ففي قمة التناحر الطائفي في منطقته ولااريد الخوض في تفاصيلها انقطع أبو عادل عن الآذان ليس خوفا من جهة بل بقي سرا وقتها ذاك الغياب حتى انحسرت الصلاة وقتها في الجامع لعدة أشخاص وعندما أقبلت المنية عليه أسفر ابو ليلى عن سره الدفين ! انه لم يقبل بسيطرة المتطرفين والمتشددين والتكفريين ودعاة الموت الغادر ودعواتهم الهمجية وتصرفاتهم العبثية وهو يعرف مجتمعه المسالم الذي عاش فيه مايقارب 50 سنة ولكنه لم يستطع البوح عما يراه من خروج عن قيم الدين الحنيف وتطرف يُسّهل قتل الاخر بلحظة عين فقرر ان لايكون جسده الطيب الطاهر جزءا من الاوباش والمتطرفين فآثر الانزواء محافظا على قيمه الاسلامية وصفاته الفذّة التميز.وفي كل سنة بعد سقوط نظام العاركان المرحوم فخري يحضر في الموكب القريب لدار سكنه 40 ليلة منذ قدوم المحرم لحين الاربعين يشارك اهل منطقته بكل مراسيم العزاء المعروفة بتفاصيلها و بما يوحي بنبع صفاته النقية السامدة للعلياء والتي تعرف قيمة آهل البيت الكرام دون ان يحس شخص ما بانه غريب عن حركة مجتمعه المناطقي حتى مع إختلاف المذاهب وهي ليست عقبة كؤؤد تحول دون حضوره السنوي.توفي ابوعادل هل تعرفون ماذا حصل؟ قد لاتصدقون! جمع آهالي منطقته من كل بيت تبرعات بما يقارب 50 ألف دينار لفاتحة تليق بفارسها المترجل ليكون ذاك الخيار الجماعي أفضل هدية يقدمها الآهالي له بعد رحيله ثم تتصل الناس بقراباته ومعارفه من كل مدن الوطن وخاصة المناطق التي يخاف سكانها القدوم لمدينة الحرية ويضمنون لهم المجيء والمشاركة في العزاء والعودة سالمين لان القيم الوطنية متأصلة في جذور الطيبين.وأخر المفاجئات وقد لاتصدقونها مثلي! ان المرحوم فخري ابو ليلى اوصى بأن يُدفن في النجف الأشرف!!! وبجوار امير المؤمنين فنفّذ الاطياب الأشراف وصيته رغم أن الاراضي صعبة المنال هناك ماديا وهل تصدقون ماحصل؟ أرسل الله له من ينفّذ وصيته رجل له قطعة أرض في مقبرة النجف الاشرف جعلها وقفا للغرباء وللمحتاجين ووو فكيف أوصلت الأقدار هذا الجسد اليه بحكمة ربانية ودون صرف نقود مع الاستعداد عند الاجواد من آهالي منطقته لشراء الارض له رحمه الله.. وهكذا دُفن أبو ليلى وسط أرض في مقبرة شهداء الصدريين بناءا على وصيته وفي بعض هذه الرحلة عبرة لمن يعتبر.. رحم الله شهداؤنا ورحم الله أبو ليلى فقد نال ماوصى به وجاور أمير المؤمنين ع.
https://telegram.me/buratha