محمود شاكر شبلي
أن الانحدار الأمني الذي نشهده ومن ضمنه أحداث الأعظمية المأساوية قد كشف عن قضايا على صعيد الشارع الأمني العراقي .. وبعضها :1_تصاعد وتيرة الإرهاب ومرونته :أن تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية وعودة ممارسات التهجير والاغتيالات ومهاجمة السيطرات العسكرية تدل بوضوح على أن مانتمناه غير واقع , وأن مالا نتمناه هو الواقع . حيث أن الإرهاب أستطاع و ببساطة حل الإشكاليات الساذجة التي وضعها في طريقه القادة الميدانيون لقواتنا الأمنية ومنها تركز القوات الأمنية على شكل سيطرات في الشوارع الرئيسية لتي مضارها أكثر من نفعها , حيث أن الإرهاب يستطيع ببساطة تفادي الشوارع الرئيسية التي تتواجد فيها القوات الأمنية والعمل داخل الأزقة والشوارع الفرعية. وهذا مايحدث ألان حقيقة حيث ان عمل تنظيمات البعث والقاعدة يتم الان بحرية كبيرة وبشكل شبه علني داخل التجمعات والأزقة, حيث تعقد الاجتماعات ويقف الحراس المسلحين على أبواب المجتمعين لحراستهم , وتوزع الأدواروالأعمال داخل المناطق وخارجها من تواجد ومراقبة وجمع معلومات واتصال عن طريق الموبايلات وأجهزة اللاسلكي وإيصال المعلومات الساخنة ونقل الأسلحة وحماية ناقليها , وتوزيعها على الأعضاء. بالإضافة الى عناصر تقوم بحماية مخازن السلاح ومقرات التدريب والمطابع وورش التفخيخ وتصنيع العبوات , كل هذا يتم بشكل علني تقريبا في الشوارع الخلفية التي لاعلاقة للقوات الأمنية بها . ومن هنا أيضا يتم التخطيط والاستعداد والتنفيذ لشن الهجمات على السيطرات القابعة في الشوارع الرئيسية كأهداف سهلة ومكشوفة.
2- تواجد أمني شكلي : ان تصاعد وتيرة الإرهاب يدل على ان خطط مكافحته لم تجد نفعا ولم تكن كافية وان انتشاره بين صفوف أهلنا بالمناطق ذات الكثافة السنية العالية لهو دليل على غياب ظل الحكومة والقوى الأمنية عن تلك المناطق و أن تواجد القوى الأمنية هو تواجد شكلي يتركز في الشوارع الرئيسية لغرض الاستعراض وليس لغرض حفظ الأمن حقيقة أو مكافحة الإرهاب بصدق ..
3- انكماش عدد وعدة القوى الأمنية :لو حضرت الى مقرات الوحدات العسكرية العراقية يوم توزيع الرواتب لصعقت بالأعداد الهائلة التي تستلم الرواتب ومن ثم تختفي وتتلاشى وتطوى الصفحة عليها لحين يوم الراتب في الشهر التالي .. هذه الأعداد بينها طبعا أقارب الأمر وأخوته, وأخوان الضباط وأقاربهم, والجيران, وأقارب الضباط الآخرين في الوحدات الأخرى ( وفق مبدأ أخدمني وأخدمك ) .. وبينهم من يقوم بشكل منتظم بالتبرع بنصف راتبه ( لنثرية الوحدة طبعا) وبينهم من يمطر الضباط بكارتات الهواتف ( لغرض خدمة اتصالات ضباط الوحدة طبعا ) .أما عن السيطرات ألأمنية فحدث ولا حرج .. فلكل سيطرة هناك يخصص فرد للمباحثات مع سائقي السيارات التي تنقل البضائع والأغراض المختلفة ..!! حيث لا أحد يمر عبر السيطرة أو يعبر الجسور بدون دفع (مبلغ الريوك أو الغداء) . 4-التغازل بدل التقاتل:أما عن قابليات الجنود القتالية وحسهم الأمني فأنه يتلاشى أمام رنات الموبايل الساحرة التي تحمل أخبار الحبيبات .. وكأن جندينا أو شرطينا قد دخل تدريبات مكثفة على التغازل وليس التقاتل .. وظاهرة التحرش بالفتيات والنساء وحتى العجائزقد انحسرت تقريبا في مجتمعنا وأصبحت مقتصرة على أفراد الجيش العراقي والشرطة العراقية و المنظفين الذين يملأ ون شوارعنا المليئة بالأزبال .
أن طرحنا هذا لايشمل طبعا ثلة طيبة من جنودنا وضباطنا الشرفاء الذين لديهم مناعة من ألانجرار لهذا الفساد المستشري بين صفوف قواتنا المسلحة الباسلة , وأنهم رغم التهديد والوعيد الذي يتعرضون له من قبل المفسدين والذي يصل أحيانا إلى القتل , فأنهم صامدون ويؤدون دورهم الشريف والخطير , حيث أنهم أصبحوا مستهدفين من قبل الإرهاب ومن قبل المفسدين أيضا ..
5-استعادة السلطة:أن زيادة التعرض للقوات الأمنية يدل على أن البعث وباقي التنظيمات الإرهابية قد هجروا أدعاء مقاومة المحتل الذي كانوا يتسترون به والذي استغلوه أيما استغلال لإعادة الروح الى تنظيماتهم الميتة, وكشفوا عن خططهم المقبلة بشن حرب لاهوادة فيها لاستعادة السلطة مهما كان الثمن .
أن عدوا بهذه الوحشية , وجيشا بهذا التراخي لايبشر بخير .
https://telegram.me/buratha