د. احمد المبارك
ان الدول الحرة والمتقدمة تثمن رغبة الانسان في حب التعلم وتفتح الافاق واسعة امام المتعلم او من يفصح عن رغبته في التعلم الا في العراق فقد زادت حلقات التضييق منذ قيام الحكم البعثي فقد حاولت الحكومة منذ عام 1979 م التضييق على المتعلمين حتى وصل الحد ان طالب الاعدادية المتخرج عليه ان يقدم مع اوراق قبوله ورقة تثبت انه عنصر متعاون مع حزب البعث وهي الورقة الكفيلة في اخراج الى الشارع او اكمال دراسته ولا تشفع لاي انسان عراقيته او حقه في التعلم مالم يحصل على ورقة التزكية من حزب البعث اما العملية عندما يريد او يجد في نفسه الرغبة في اكمال دراسته العليا العملية تكون اصعب واعقد ، فالحلقة تضيق ولعل الكثير ممن اراد التقديم وجد ان حلقات التقديم للدراسات العليا منحصرة بمناطق وعشائر خاصة ومحدودة بالاضافة الى التزكية الحزبية التي تكثر اوراقها وتعهداتها من الحزب والامن والمخابرات تبحث عن محيط الطالب الى عشرة افخاذ او اجداد ، ومع انفلات العراق من عقال الدكتاتورية الى سماء الحرية بدأنا نشهد متطلبات وشروط لا تختلف في سياقها العام عن سياسة البعث وكان الهدف ولايزال هو التضييق على الطالب وعدم السماح له للتقديم للدراسات العليا وان من اغرب الاساليب اليوم هي ان على الطالب احضار التوفل وال اي سي 3 كابشع صورة من صور التضييق ( وكلمة حق يراد بها باطل ) على الطالب ومحب العلم فالدولة صاحبة الامكانات الى الان لم تستطع ان تبعد شبح الامية العلمية عن جامعاتها فهي الى الان لم تخرج طالب يعرف القراءة باللغة الانكليزية ولو كانت استطاعت ذلك فلماذا هي تطلب التوفل ضاربة بشهادتها وعلمية اساتذتها عرض الحائط فاليوم مثلا الطالب المتخرج من قسم اللغة الانكليزية او اللغات لايقبل الا بشهادة التوفل مما يعني ان وزارة التعليم العالي مقرة بفشلها بتخريجها طالب لغة انكليزية لا يعرف الانكليزية لانها لا تعترف بشهادتها وتطلب منه توفل ثم تعمد الى الطالب الاخر وهو طالب الشريعة والتاريخ والعربية وعلم الاجتماع الذي لم تنجح ايضا الكلية في تعليمه اللغة الانكليزية عن طريق مادة النصوص التي يدرسها في الجامعة ويتخرج وهو لم يحصل الا على درجة 50 النجاح فقط في مادة النصوص وتريد منه التوفل فان كانت وزارة التعليم العالي لا تستطيع ان تعلم الطالب كيف يقرأ الانكليزية وهي تدرسه فكيف تطلب منه ان ياتي لها بشهادة التوفل وهي واثقة ان القليل هم الذين سيحصلون على الشهادة بل الاتعس والانكا من ذلك ان وزارة التعليم العالي لم تعف خريجو كليات الهندسة الحاسبات بمختلف فروعها من شهادة ال اي سي 3 يعني انها لاتعرف بكل شهادات الهندسة والعلوم المتخصصة بالحاسبات لانها تطالبهم بال اي سي 3 فماذا قدمت للطالب طوال اربع سنوات وهو طالب حاسبات وماذا كانت تعطيه اذا كانت لاتعرف الا بشهادة ال اي سي 3 التي لا اعرف هل هذه المعاهد التي تعطي هذه الشهادة اخذت شهاداتها من القمر ام اوحي الى هذه المعاهد في مادة ال اي سي 3 ولم تعطها الجامعات ، وان وزارة التعليم العالي اذا اردنا ان نقييم عملها نجدها تضيق على الطالب وان قراراتها تذكرنا بقرارات حكومة البعث السابقة التي تصوغ القوانيين من اجل طالب او اثنين ففي العام الماضي سمحت وزارة التعليم للطالب الذين تجاوزت اعمارهم ال 40 للتقديم للماجستير ليس لانها تريد فسح المجال امام محبي العلم والتعلم بل لانها ارادت فسح المجال لواحد او اثنين من اعضاء البرلمان اللذين تجاوزت اعمارهم السن القانونية وقد قبلوا في العام الماضي بعد فشلهم في امتحان الكفاءة بقرار وزاري على وفق المثل القائل ( شيني واشيلك ) و ( فيد واستفيد ) واليوم صيغ قانون التوفل وال اي سي 3 من اجل طالب او اثنين ممن يهتم لهم وزير التعليم العالي في حين ضيق على اكثر الطلاب وتجد الطلاب اليوم عازفون عن التقديم للدراسات العليا لانهم لايستطيعون الحصول على التوفل هذا العام بعد ان باغتهم الوزير بالقرار ، ثم ان هناك مشكلة اخرى القت باعبائها على المتخرجيين الجدد حيث لم يسلم هؤلاء الخريجون الجدد وحتى الاوائل منهم حتى تأييد نجاح وذلك لان القرارات الجامعية لم تصدر في حين ان القانون العراقي يلزم الجامعات باكمال تسلسلات الطالب الجدد ووثائقهم قبل 22/ 7 لكن الطلاب لحد الان لم تمنحهم جامعاتهم اي تاييد كما لم تمنحهم تسلسلاتهم مما يعني ان الخريجين الجدد لن يستطيع حتى الاوائل منهم ان يقدموا للدراسات العليا مما يعني ضياع سنة كامل من عمر الطالب المجتهد والراغب في اكمال دراسته سنة كاملة او اكثر تتحمل مسؤوليتها وزارة التعليم العالي ورئاسة الوزراء التي لم تؤشر لحد الان عن اي خطأ في وزارة التعليم العالي وكأن وزارة التعليم العالي بعيدة عن الخطأ والزلل ، ان ضياع العمر واهدار الطاقات ماهي الا مؤامرة بعثية تقوم بها السلطة الحاكمة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لاجهاض الرغبة في نفس الطالب لتبقى صبغة التعليم العالي على حالها طائفية وياللعجب اكبر وزارة معرفية في العراق تعمل بطريقة طائفية وتعمل بذكاء في اخفاء توجهاتها الحقيقة في تدمير الدولة العراقية ومن دون ان يشعر احد ولحد الان لم يؤشر على الوزارة اسلوبها الطائفي لان الجميع يخاف اتهام الوزارة بالطائفية لانه سيتهم بالطائفية فطبيعة الوزراة تبدلت بالكامل بفضل وزيرها الجديد والجميع يفضل السكوت على الحديث خوفا من ان يوصم بالطائفية سلاح الطائفيين الذين يستخدمونه كلما اثيرت حولهم الشكوك مع حكومة لاهية في ان تمنتج فلم المصالحة الوطنية والمحافظة على مكتسباتها حتى تخرج دون ان تتهم بالطائفية فلله شكوى الطالب المحب للعلم في وزارة تعمل من اجل الاجهاض على العلم
https://telegram.me/buratha