حيدر محمد الوائلي/الناصرية
هو المعارض في زمن كانت السياسة فيه لمن يحكم فقط ...هو الرافض للدكتاتورية والظلم في وقت كان الناس مشغولة عنها ببلاويها ... هو الصوت الهادر بالإحساس المرهف والكلمات النارية والتعبير الخطير الذي من الممكن أن تجر صاحبها للإعدام في بعض الدول العربية الآن ، وأكيداً فمحكوم بالموت من دون نقاش من كان يتداول كلماته في العراق في زمان المجرم صدام وعصابته ...هو الحالم وسط قصب الأهوار وهو مطارد ليقتلوه ولكنه في تلك اللحظة يحلم بعراق فيه حرية وكرامة وعيش رغيد للشعب وراحة بعد عناء طويل ...هو صاحب المبدأ الذي لم يتنازل عنه ولم يساوم عليه ...هو الحالم في بلد يُقدس الإنسان كما تُقدس الأديان فعنده أن الإنسان أقدس من الأديان لأن الإنسان أصل التشريع وأساسه والأديان مجرد تطبيق وتنظيم عملي .
هو القائل : (في قصيدة الوتريات الليلية)يا وطني المعروض كنجمة صبحٍ في السوقفي العلب الليلية يبكون عليك ويستكمل بعض الثوار رجولتهم ويهزون على الطبلة والبوق أولئك أعدائك يا وطني
وهو القائل : (في قصيدة الوتريات الليلية)أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبةلن يبقى عربيٌ واحدُ إن بقيت حالتنا هذي الحالة بين حكومات الكسبة
تمنى النواب وطناً لا يباع ويُشترى في مزايدات السياسة والمصالح الفردية وتموت دولة الإنسان ، ولم يحلم بدولة يحكمها متعصب جاهل ، أو حاقد أو طائفي أو سجان ديكتاتور قاتل كما في أكثر الأنظمة العربية والحمد لله فلقد تخلصنا من سجاننا ودكتاتورنا وقاتلنا صدام ...
فهو القائل : (في قصيدة في الحانة القديمة)سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل وأن يوضع قلبي في قفصٍ في بيت السلطانوقنعت أن يكون نصيبي من الدنيا كنصيب الطير ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان وأنا لا زلت أطيرفهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر سجونٌ متلاصقةٌسجانٌ يُمسك سجان
وهو القائل : (بيت أبوذية)غفل دهري يها الوادم ولانيعبن ما غيرت جلدي ولونيلا هو الوكت عف عني ولا انيرضيت هدان يتفرعن علية
وهو الثائر الناقد الذي إتخذ من الحسين شعاراً ومنهجاً وفكراً وليس حب ظاهري أو مجرد كلام ...وهو القائل في قصيدته حول وقوف الأمام الحسين وثورته :تعلمت منك ثباتي وقوة حزمي وحيداًفكم كنت يوم الطفوف وحيداًولم يك أشمخ منك وأنت تدوس عليك الخيول.........إننا في زمان يزيدٍ كثير الفروعوفي كل فرعٍ لنا كربلاء لُعِنت زماناً خصى العقل فيه تقود فحول العقول ما أنت طائفةٌ إنما أُمةٌ للنهوض لست أبكي فإنك تأبى بكاء الرجالولكنها ذرفتني أمام الضريح عيوني يطاف برأسك فوق الرماحٍورأس فلسطين أيضاً يُطاف في بلاد العروبة ياللمرؤة والعبقرية بالجبنأما العراق فيُنسى لأن ضريحك عاصمة الله فيهوجود بنيه أقل من الجود بالروح جودٌ خجولوطني رغم كل الرزايا يصلي على الموت كل صباحٍ ويُغمد في الحزن كل مساءٍوينهض ثانية والصباحات بين يديه بطاقات عرسٍ .....................أنت لابد يا رب للكفر إن حراً أبياً وهيهات تغفر للمؤمنين العبيدوذلك فهمي وأنت ضماني على ما أقول ..............كأن العروبة ليست ترى كيف يُحتز رأس العراقوكيف تقطع أوصاله ويطوف يزيدٍ به في البلادورأس فلسطين يُطاف به في بلاد العروبة .
وتبقى أحلام مظفر الماضية التي لم تتحقق في الماضي ، وللأسف تحقق بعضها فقط في الحاضر وليس أكثرها فقد بقى كثيراً منها لم يتحقق ، وأخشى عدم تحقيق هذا الكثير من الأحلام في الزمن المستقبل .والفقراء يحلمون ، لأنك إن لم تجد في الواقع خيراً فخيراً لك أن تحلم ، فالحلم يخلصنا ولو قليلاً من التفكير الكئيب والمأساوي ، فأحلموا ولو حتى حلم يقظة .
ولا تُفسروا الأحلام لكيلا تُعتبر منتمياً لحزب أو طائفة فأحفظه لنفسك .
ولا زال مظفر النواب يحلم معنا وهو في غربته في سوريا ، والحمد لله أنه ليس في العراق لأضحى مقتولاً ...سأل أحد الصحفيين العراقيين الرئيس العراقي الحالي جلال طلباني عن سبب عدم تكريم مظفر النواب لحد الآن ؟فأجاب الرئيس جلال طلباني :تكلمنا معه وأعطيناه استحقاقه من أموال وحقوق فرفضها قائلاً :أنا لم أأخذ مالاً من أي رئيس من قبل ولن أأخذها منك الآن !!ولما سأل الصحفي الرئيس جلال طالباني عن الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري فقال :نحن كرمناه بأن بنينا له تمثالاً في كردستان وسمينا شارعاً بأسمه بينما لم تفعل له مدينته النجف أي شيء !!
حفظ الله الشاعر الكبير مظفر النواب وأنا أحببته لحبه لمبدأه وإصراره وتفانيه في سبيل الكرامة والحرية وإنشاء الله تقر عيني بأن أرى لك تمثالاً شامخاً وتراه بعينيك قبل أن توافيك المنية والأمر بيد السياسين والحكومة إن كانوا يتذكرون أمثالك .
https://telegram.me/buratha