المقالات

لماذا يباركون التدخل الأجنبي ؟

517 11:43:00 2010-08-01

حافظ آل بشارة

من اكثر الحقائق مرارة في ملف الأزمة السياسية الراهنة ظاهرة تطبيع التدخل الأجنبي في شؤون العراق ، فلم تعد هناك حساسية أو قوة ممانعة لدى بعض الساسة تقف في وجه التدخل الخارجي أو تعلن رفضه واستهجانه ، وقد انتقل فهم التدخل من مرحلة غياب الرفض الى مرحلة المفاضلة العلنية الوقحة المثيرة بين تدخل دولة وأخرى ، فهل ان التدخل الامريكي افضل ام السعودي ام الايراني ثم ماذا عن التدخل التركي أو السوري ؟ يتم ترجمة تدخل جهة ما الى أموال هائلة تهطل على عرابي الصفقة ، يجري الحديث بصراحة عن اسعار التدخل وبورصته فالسعودية وايران والولايات المتحدة تدخلها يترجم الى ارصدة متصاعدة ، بينما يفتقر التدخل السوري والتركي والاردني الى ذلك البريق ، لأن ساحة اصحاب الجيوب الثقيلة لا مكان فيها للشحاذين الاقليميين الذين ما رافقوا حليفا الا أفرغوا جيوبه ، اكتسب العراقيون من رأس الهرم وسفوحه العليا خبرة والمعية في ربط جدوى الصداقات الاقليمية بالمركز المالي لكل عاصمة ، فيقال لك احذر فالرياض ووواشنطن وطهران يملأون جيوبك فأنت تزورهم لتكرف ، يمسحون دموع مظلوميتك المذهبية او العرقية ليس بنشاف ورقي بل بالدولار ، تجد الاخضر ابو الشايب ينتظرك في تلك العواصم الغناء فتخرج راضيا قانعا مقرا مذعنا ، لكنك في الوقت نفسه مسحت دموعهم ايضا ليضعوك تحت الناظور لأجل غير مسمى ، أما في انقرة ودمشق وعمان وحتى القاهرة فقد تستدعى الى هناك لكي تفرغ جيوبك لتملأها بمشاريع ذات طابع مبدأي بين العثمنة والاستعراب والبعثنة الغابرة ، لم يستجدوك لكنهم نفضوك لتمتلئ خطابات ولكي يتوجوك آلهة للشأن القومي او البعثي أو العثماني بكل مافي هذه الرموز من أوهام التفوق ورائحة السلطة ورائحة النفوذ الذي لا يمكن ان يأتي لتقبض من دبش ، التدخل الخارجي لا يقبله الا ناقص عقل ودين ، ولكن خارج دائرة القيم هناك فحص سريري تجريبي يؤكد ان اسباب مرض قبول التدخل كثيرة اهمها ضعف البنية السياسية وضعف التضامن الوطني والتخندق الطائفي والعقد النفسية الناتجة عن الاضطهاد والقمع القديم والخوف المتبادل بين ابناء الوطن وضحالة التجربة السياسية ووحشية الجوار الاقليمي ، هذه الامراض جعلت بعض ابناء الوطن الواحد يشعرون بأن الخلاف بينهم خلاف حياة وموت اقتلك أو تقتلني ، ان لم اقتلك فأنا لست ابن ابي ، ولكني على استعداد لانجاز رحلة مسح الدموع في أي عاصمة أجنبية بدون خجل ، هذه الأمراض كادت ان تحول العراق الى ساحة خلفية لتصفية الحسابات ، والقاعدة تقول ان النهوض بمصالح البلد والشعب يحتاج الى فريق عمل ، منظمة كبرى ، دولة جامعة ، أمة ناهضة ، نخبة متضامنة ، اما النهوض بمصالح الاجانب فيحتاج الى فرد متسلط ، عصابة متنازعة متنافسة ، واجهة مزيفة ، طغمة خائفة متباغضة ، من يضع هذه القاعدة معيارا سيعرف من الذي يمثل مصالح العراقيين ومن الذي يمثل مصالح الأجانب من بين اصحاب البدلات النظيفة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد
2010-08-01
من مفارقات الواقع المتلبد أن ينتمي الكبير الى الصغير! انه أمر لا يجري وفق المألوف.والانتماء شأن شائك,تفرضه القيم تارة,واللاقيم تارة اخرى..بوركت ولا زلت موفقا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك