ماجد محمد
أصبـح الحديـث عن ملـف الخدمـات ومنهـا الكهربـاء لغـوا ً لا فائـدة ترتجـى من تكراره أوالخـوض فيـه مع حكومـة أثبـتت أنهـا لا تنتمـي الى الشعــب بأي شكـل من الأشكـال فهـي بعيـدة كل البعـد عن همومـه ومعاناتـه ولا تتحسـس آلامـه ولا مآسيـه بـل هـي غالبـا ما تكـون الطـرف الأول فـي أسباب تلك المعانـاة ومن مسبباتهــا ، ومع ذلك فـإن الطـَرق على أمثـال هكـذا حكومـات هـو واجـب مقـدس يحتـم على جميـع الأقـلام الحـرة وكل الأصوات الوطنيـة الإستمـرار فيـه حتى تعـي عزلتهـا وتفضـح حقيقتهـا أمـام العالـم ولكي تعـرف أن الشعـب الحـي لايمكن أن يسكـت على ضيـم يصيبـه أو حيـف يلحـق بـه مهمـا كانـت التبريـرات التي تلجـأ إليهـا !إن السلـوك الذي لجـأت إليـه حكومـة المالكـي في تعاملهـا مع التظاهـرات الشعبيـة المطالبـة بحق التزود الكهرباء هو السلـوك ذاتـه التي تلجـأ إليـه الحكومـات الديكتاتوريـة ! وإلا فمن ْمِن َ الدول الديمقراطيـة أوحتى الشبـه ديمقراطيـة إستخدمـت العتـاد الحي إزاء شعبهـا ؟ ومن من تـلك الـدول طـاردت قـادة تظاهـرة شرعيـة خرجـت بموجـب القانـون ؟ بـل وحتى إسلـوب الكـلام الذي صـدر من نـوري المالكـي ( وهـو يمثـل منصـب رئيـس مجلـس وزراء لحكومـة تدعـي ثوريتهـا على كل آثـار الديكتاتوريـة ) لايمـت ّ إطلاقـا الى الديمقراطيـة بشـئ ! فبـدلا من الإعتـذار من الشعـب يصـف الشهـداء بقتلـى الشغـب ؟! وبدلا من تقديـم التبريرات على إخفاقاتـه وفشلـه في تحقيـق حـق طبيعـي لجمـوع الشعـب نـراه يقـول ( شنـو تريـدون رئيـس الوزراء يمـد إيـده بجيوبـه ويطلـّعلكـم كهربـاء ؟) منطـق لـم يجـرؤ عليـه حتى الطاغيـة في عـز طغيانـه ! إنمـا هـو منطـق من يستهـزئ بمشاعـر وأحاسيـس الشعـب . لقـد إردنـا من إستبـدال وزيـر الكهربـاء السـابق كريـم وحيـد بديـلا نزيهـا شريفـا يحـس بمعاناتنـا ويلمـس مأساتنـا ويريحنـا من همومنـا التي لا يتحملهـا إنسـان في أشهـر صيـف لـم تألفهـا البشريـة من قبـل بعـد أن أبتليـت بالإحتبـاس الحـراري ! وإذا بالبـديل أشـر من سابقـه !؟ فأستهـل إستلامـه المنصـب الجـديد بزيـادة ساعـات القطـع من ستـة عشـر ساعـة يوميـا الى ثلاثـة وعشـرون ساعـة بالتمـام والكمـال ! وكأنمـا أراد المالكـي القـول ( الويـل لمن يعترض على ما أفعـل ) .
لقـد نبهنـا منـذ أكـثر من سنـتين وفي أكـثر من مقـال بـأن السيـد نـوري المالكـي يتجـه بتصرفاتـه وممارساتـه الى الديكتاتوريـة المطلقـة وحكـم الفـرد الواحـد ! وهو أمـر طبيعـي في شخصيـة كشخصيـة المالكـي وجـدت نفسهـا وبالصدفـة ( كما قالهـا هـو بنفسـه ) يتربـع على عـرش أهـم وأغنـى دولـة من دول العالـم المصدرة للنفـط ! وسيستمـر في غيـّه مـادام الشعـب صامـت والكتـل الأخـرى تترجـى رضـاه بالحسنـى .
ماجد محمد
https://telegram.me/buratha