رويترزـ أعلن زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس الجمعة 20 مايو/أيار أن الحركة ستفصل نشاطها السياسي عن النشاط الديني في خطوة تسعى من خلالها إلى النأي بنفسها عن "الإسلام السياسي".
والنهضة أول حركة إسلامية تصل للحكم بعد انتفاضات الربيع العربي في 2011 وكونت ائتلافا حكوميا عقب الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وقال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة في افتتاح مؤتمرها العاشر "حريصون على النأي بالدين عن المعارك السياسية وندعو إلى التحييد الكامل للمساجد عن خصومات السياسة والتوظيف الحزبي لتكون مجمعة لا مفرقة".
وأضاف "تطورت الحركة من السبعينات إلى اليوم من حركة عقدية تخوض معركة من أجل الهوية إلى حركة احتجاجية شاملة في مواجهة نظام شمولي دكتاتوري إلى حزب ديمقراطي وطني متفرغ للعمل السياسي بمرجعية وطنية تنهل من قيم الإسلام."
وقال محللون إن التغييرات التي أعلنتها الحركة تمثل فيما يبدو محاولة لتمييز نفسها في منطقة مني فيها "الإسلام السياسي" بانتكاسات كما تهدف أيضا للاستعداد للانتخابات المحلية المقررة في العام القادم والانتخابات الرئاسية المقررة في 2019.
ورحب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بخطط النهضة للفصل بين الجانب الديني والسياسي.
وقال السبسي في كلمة أمام مؤتمر النهضة "لا يفوتني أن أنوه بالتطور الذي عرفته حركة النهضة بقيادة الغنوشي الذي تجلى في ضرورة القطع بين الدعوي والسياسي وكذلك القطع مع احتكار الدين."
واعتبر السبسي أن النهضة لم تعد حزبا يمثل خطرا على الديمقراطية.
وعقب الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في مصر، تخلت النهضة عن الحكم ودخلت في حوار مع خصومها العلمانيين انتهى بالتوافق حول دستور جديد وحكومة غير حزبية قادت لانتخابات في 2014. وفي انتخابات 2014 حلت النهضة ثانية خلف حزب نداء تونس.
والنهضة الآن جزء رئيسي في الائتلاف الحاكم مع خصمها العلماني نداء تونس وهي أكبر قوة في البرلمان بسيطرتها على 69 مقعدا بعد أن استقال نواب من كتلة نداء تونس.
وقال الصحفي جمال العرفاوي معلقا على إعلان النهضة التحول إلى حزب سياسي مدني "النهضة استوعبت جيدا التغييرات الإقليمية وما حصل للإخوان في مصر .. وفهمت أنه لا مستقبل للإسلام السياسي.. وخطواتها نتيجة قراءة متزنة لما يحدث في المنطقة عموما للمحافظة على وجودها كلاعب رئيسي."
واعتبر أن النهضة نجحت في رسم صورة جديدة للإسلاميين في الخارج ولكن يبقى السؤال "هل هي قادرة على إقناع الداخل بأنها تغيرت فعلا.. إن هناك اعتقادا في تونس بأن النهضة تواصل الرقص ولكن فقط غيرت الموسيقى".
وقال العرفاوي إن الامتحان المقبل أمام النهضة سيكون الانتخابات البلدية في مارس آذار 2017.
https://telegram.me/buratha