أعلنت وزارة الشؤون الدينية في تونس؛ أنّ مصحفا يتمّ تداوله بين المواطنين يتضمّن أخطاء فادحة تتمثّل أساسا في سوء ترتيب صفحاته في مواضع عدّة، ونقص 15 سورة (من سورة الحشر إلى سورة الإنسان).
والمصحف المعني هو برواية قالون عن نافع المدني، ومطبوع بتونس من طرف دار العلماء، عدّة طبعات، بعد حصوله على ترخيص سنة 2005.
وطالبت الوزارة في بيان لها، الأربعاء، المكتبات بالامتناع عن تداول نسخ هذا المصحف، داعية الدّار النّاشرة إلى المُبادرة بجمع النّسخ المتوفّرة بالمكتبات.
ودعت “الشؤون الدينية” التونسيين أو المساجد لتسليم هذه الطبعة إلى أقرب إدارة جهوية للشؤون الدينية أو إلى مقر الوزارة.
وشدّد الخطيب والباحث في علوم القرآن، أحمد الغربي، على ضرورة التحقيق في هذا الموضوع لمعرفة ما إذا كان التحريف مقصودا أم مجرّد خطأ مطبعي، لافتا إلى أنّ هذا المصحف هو برواية قالون عن نافع المدني، وهي الرواية التي تعتمدها تونس وبلدان وشمال أفريقيا”.
وقال لـ”عربي21″ إنّه سيفترض حسن النّية في الجهة التي تولّت طبع المصحف ونشرته، لكنه اعتبر أن وجود خطأ بهذا الشكل في كتاب الله عز وجل يدلّ على التسرّع ونقص في المعرفة بضوابط طبع ونسخ معجزة الله الأبدية.
وأوضح أن عملية مراجعة مصحف القرآن الكريم ليست يسيرة، بل هي عملية دقيقة جدّا وتفترض إشراف علماء على إنجازها قبل وبعد مراحل الطبع.
وكان وزير الشؤون الدينية في تونس، محمد خليل، قد دعا الثلاثاء، خلال ندوة علميّة حول “الإرهاب في ميزان الأديان السماويّة” في محافظة المنستير، إلى ضرورة دحض شبهة الإرهاب عن الإسلام التي يحاول البعض إلصاقها به، بمجرّد كون بعض الإرهابيّين من المسلمين، مستهجنا ربط الإرهاب بالمساجد “لأن فيها تدنيسا لبيوت الله”، كما قال.
كما دعا المسيحيين واليهود في العالم إلى “معاضدة جهود المسلمين في مقاومة الارهاب لا عن طريق التنديد الإعلامي أو التنظير أو مجرد الاشتراك في مقاومة بؤر التوتّر بواسطة السلاح فحسب، بل بمساهمة فاعلة في الكنائس وفي البِيَع، عبر تهيئة نفسية تستند إلى مرجعية دينية وأخلاقية مدعومة بالنصوص المقدسة تماما كما يفعل المسلمون في المساجد”، بحسب قوله.
وطالب الوزير بأن يساهم المسيحيون واليهود بفاعلية في التصدّي للإرهاب عبر المناهج التعليميّة والبرامج الثقافية والإعلامية الهادفة.
https://telegram.me/buratha