وقال :" إن من حقنا أن نقف اليوم في إستراحة كإستراحة المقاتل الذي يراجع ما حصل في الميدان من إخفاقات ونجاحات حتى يعرف ما عليه أن يفعل للمستقبل ، وإن عملية بناء الوطن معركة بكل معنى الكلمة لأنها تشييد ومحاربة ، يد تبني وأخرى تحارب الإرهاب ". ودعا الى " التصدي ليس للذين يقتلون الناس فقط وإنما للذين يعملون بأجندات وخلفيات طائفية وعنصرية لتمزيق وحدة الصف الوطني ".
واضاف المالكي :" إن الإرهاب والطائفية حالة شاذة غريبة زرعوها في الأرض غير المناسبة لأن العراق ليس الأرض الصالحة لزراعة الفتنة الطائفية ، وعلى التاريخ أن يكتب بحروف من نور كيف واجهنا الطائفية ومضينا بإتجاه المصالحة الوطنية التي مضت بأعلى مستوياتها وحققت الكثير ، وإننا حينما نتحدث عن المآثر والإستعدادات فهذا ليس غريبا علينا ، لأن تاريخنا حافل بالمواقف الوطنية ، وسنخلص إلى بناء عراق موحد ومرفه وعزيز وسيد في محيطه ".
واوضح :" علينا أن نتذكر كيف كان الوضع في العراق وكيف أصبح الآن ، لقد كان العراق بلدا ممزقا ومقسما ، ومحافظاته لا تستطيع الإتصال فيما بينها ، ولولا حكمة العراقيين لكانت الدماء تسيل أنهارا ، ونحن نريد مزيدا من السيادة الوطنية ومن الأخوة والمحبة وليس مزيدا من الدماء ".
وتابع :" كان البعض يتصور انه عندما يأتي إلى العراق عليه أن يلبس الدروع ، وانه سيجد الناس يتقاتلون في الشوارع ، هذه هي الصورة التي كان يعكسها الإعلام المعادي ، للعالم عن العراق ، ولكننا تمكنا من إستعادة علاقاتنا مع الدول والكثير منها إفتتحت سفاراتها من جديد بعد النجاحات التي تمكنا من تحقيقها ". وبيّن قائلا :" لقد اضطر الناس إلى الهجرة بعد عمليات التصفية على أسس طائفية وعرقية واستهدفت الجسور والمياه والكهرباء والمعامل ولم يبق في العراق شيء الا واستهدف ".
وتساءل المالكي :" ما المصلحة من ضرب الجسور ومحطات الكهرباء ، وأي أناس يقفون خلف هذه الأعمال ، وهل هؤلاء شربوا من ماء العراق .. ولماذا يقومون بتعطيل الخدمات " داعيا جميع العراقيين الى الحذر من هذه الاعمال.
وقال :" قد نختلف بالإنتماءات ولكننا نتفق بأننا أبناء العراق ، سيما ونحن مقبلون على الإنتخابات النيابية التي ستكمل الدولة بعد النجاحات التي تحققت في إنتخابات مجالس المحافظات ". ودعا الى " الحذر من الإرهابيين والعصابات ومن الذين يتربصون هنا وهناك ويستهدفون الأبرياء في تازة وتلعفر والبطحاء ومدينة الصدر ، متسائلا : هل أن قتل البسطاء هو عمل سياسي.. ليقولوا أن العملية السياسية فشلت ، وإذا كان هذا هو الجسر الذي يريدون من خلاله الوصول إلى الحكم ، فبئس الجسر ".
وتابع :" لقد أوقفنا هدر الدم والتداعيات وحققنا بناء الدولة ، والآن نسير في طريق البناء والإعمار ، وعاد الناس يمارسون حياتهم الطبيعية من جديد وعاد الشعراء والأدباء والفنانين ، واليوم اصبحت جميع الإنتماءات محترمة ولا يوجد تمييز على أساس الطائفية والمذهبية والقومية .. واصبحت المواطنة هي معيار الحقوق والواجبات ، وإنتهت عملية تقسيم المواطنين إلى درجات وفئات ، وبدأت الشركات تقبل على العمل في العراق ".
واوضح المالكي :" اننا ومن موقع القوة تسلمنا المسؤولية الأمنية ، ونعمل على بناء دولة قوية تستطيع أن تحمي نفسها في الداخل والخارج وتستند على المصالح المشتركة في العلاقات مع الآخرين ، وهذا كله حصل ببركة المصالحة الوطنية ".
واستطرد :" لقد تحققت المصالحة الوطنية ولكن ليست المصالحة التي يفهمونها ويريدونها مع القتلة والمجرمين ، فلا يمكن ان نتصالح مع الذين وضعوا العراق في هذا الوضع الصعب ، ولا نتصالح مع المجرمين الذين رملوا النساء ويتموا الأطفال او مع الذين يعملون بمبدأ الحزب الواحد والقائد الضرورة ". واشار الى " ان هؤلاء يريدون أن يعودوا بنا إلى تلك الأيام ، ولكننا لن نسمح لهم بذلك ، والأيام المقبلة ستشهد لنا وقفة لصالح العراق ".
وتابع :" إني أتعجب ممن يدافعون عن حقوق المجرمين تحت إسم حقوق الإنسان ، نحن مع حقوق الإنسان ولكن نريد لهؤلاء أن يحاسبوا وفق القواعد الدستورية والقانونية ، وأؤكد ان كل شيء يعارض حقوق الانسان قد إنتهى بنهاية النظام السابق ، وعلينا أن نعمل على إعادة حقوق الضحايا والأيتام والأرامل ".
وقال :" نريد أن نستمر بعملية البناء على أسس دستورية ، ونحن لا نقول أن هذا الدستور لا يحتاج إلى تعديلات ، ولكن إذا ما حدث ذلك فيجب أن يكون وفق القواعد الدستورية وإرادة المواطنين ".
واضاف المالكي :" سنستمر في ملاحقة الفسادين الإداري والمالي ، وقد حققنا خطوات متقدمة في هذا الإطار ، ونحن بحاجة إلى تعاون المواطن مع الدولة في ذلك ، وأن ما هو أخطر من الفسادين الإداري والمالي ، الفساد السياسي " داعيا الى " الحذر من المشاريع التي تريد أن تدخل علينا عبر هذه البوابات ".
واوضح :" ان ما تحقق اليوم هو تثبيت السيادة وليس إستعادتها ، وان العراق لديه قوات قادرة على تحمل المسؤولية ، وإذا كانت القوات الاجنبية موجودة فان ذلك مشابه لوجودها في البلدان الاخرى مثل المانيا واليابان ، وإن وجودها اصبح ضمن إتفاقيات وضوابط و مختلف عن السابق ، وإن الإتفاق الأمني الذي حصل وإتفاقية الإطار الاستراتيجي يعد إنتصارا للعراقيين ".
وتابع :" لقد كان البعض يراهن على ان الأوضاع الأمنية ستفلت بعد إنسحاب القوات الأجنبية ، ولكن جيشنا وقواتنا الأمنية أثبتت قدرتها على تحمل المسؤولية ، وإتجهنا إلى البناء والإعمار وتقديم الخدمات للمواطنين التي تعطلت ". وبيّن :" ان نسبة خدمة المجاري الصحية كانت 7% وبعد الجهود التي بذلت وصلت إلى 37% ونطمح أن تصل إلى70% ، ومياه الشرب كانت بنسبة 50% ، وسيبقى هدف تحسين الخدمات موضع إهتمامنا
https://telegram.me/buratha