الأخبار

عقول عراقية عائدة.. بعضها قرر البقاء (لخدمة الوطن) وآخرون (نادمون) بسبب الروتين

931 11:00:00 2009-04-12

أكثر من 400 عالم وعالمة من العراقيين الذين شتتهم في بلاد الغربة أسباب كثيرة، لكن رغبة العودة لأرض الوطن جمعتهم لتقديم يد العون في هذه المرحلة الصعبة، وهذا العدد جاء على دفعات خلال الأشهر الخمسة الماضية بعد تطبيق سياسة العودة التي تبنتها الحكومة العراقية، لكن الشيء الذي لمسناه من خلال أحاديث بعض العائدين أنهم هنا ليس فقط لتلبية نداء الوطن بل إنهم أصبحوا «مجسات» للعقول العراقية المترددة أو المتخوفة من العودة، الذين ينتظرون الإشارة من زملائهم لاتخاذ القرار.

 الدكتور نعمة عودة العكيلي، العائد من بيلاروسيا في فبراير (شباط) الماضي قال لـ«الشرق الأوسط» انه غادر العراق عام 1993، بعد أن ضيق عليه من قبل النظام السابق وسجن في المخابرات حينها، ورغم عيشه في أمان في بلد الغربة لكنه دوما كان يحلم بالعودة والعمل بالعراق، لكنه فوجئ بـ«قصور أو فتور» في ترويج معاملات العودة من قبل بعض الجهات. وأضاف العكيلي انه وبعد أن شاهد الروتين الذي وصفه بـ«الممل» فكر بالعودة لبيلاروسيا مجددا، رغم تأكيداته بأن وزارة المهجرين استقبلتهم برحابة صدر.

والعكيلي يريد تطبيق قرار مجلس الوزراء 144 الذي ينص على وجوب تعيين العائدين في وزارات الدولة. وقال «كنت اعمل سابقا في وزارة الثقافة وأروم العودة لنفس وظيفتي، لكن بعد مراجعة لجنة المفصولين قالوا لي سنضع كتاب العودة في اضبارتك الخاصة لرفعها لوزير الثقافة، وبعدها ترفع لمجلس الوزراء الذي سيقرر إما العودة أو لا». وأضاف قائلا «هناك أكثر من 200 معاملة أخرى لعائدين بنفس حالتي».

وأكد العكيلي أن «الوضع الأمني جيد وهو يتحسن بشكل مستمر، لكن الشيء غير الجيد هو أني لم ألمس جدية في التعامل معنا وهذا ما خيب أملي، أين قطعة الأرض التي خصصت لنا؟ ومن يصرح لنا بإدخال أثاثنا من الخارج؟». وبين انه في حال عدم الموافقة على عودته للوظيفة السابقة سيقرر العودة من حيث أتى بعد أن يبيع عقاره ببغداد.

العالم العراقي علي الزبيدي، الذي عاد من الدنمارك نهاية العام الماضي بعد أن قضى فيها فترة 22 عاما هو وعائلته، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه بدأ مراجعاته لوزارة الهجرة قسم الكفاءات بداية العام الحالي، وقال «استقبلوني بشكل جيد وطالبوني ببعض المستمسكات، وروجوا جميع معاملاتي المتعلقة باستعادة الجنسية والبطاقة التموينية، وكتب الحصول على وظيفة في وزارة التعليم كوني من أصحاب الاختصاص في مجال علمي أكاديمي وهو الهندسة الميكانيكية، لكن خلال مراجعتي لبقية الوزارات وجدت أن الاهتمام بنا ضعيف جدا والروتين مزعج بشكل لا يصدق، رغم أن قرار مجلس الوزراء صريح وهو تأمين التعيين بوزارات الدولة بشكل سريع وإعطاؤه سيارة بأقساط مريحة وغيرها، لكن كل وزارة تحاول التملص من هذه الامتيازات وكل دائرة تحولنا على الأخرى».

وبشأن روتين المراجعات بين انه قدم للتعيين له ولزوجته أيضا، وقال «من اجل التعيين علينا معادلة الشهادة الذي يستغرق 6 أشهر، لماذا هذا التأخير؟ هل يصح التأكد من شهادة أن يستغرق نصف عام؟ لماذا لا تسهلون علينا الأمر مثلا بأخذ تعهد علينا ونعين وبعد تعييننا تستمر هذه الإجراءات، وبخلافه تتخذ إجراءات قانونية وغيرها، وكذلك بقية المخاطبات التي وجهتها وزارة الهجرة للوزارات المعنية مثل التجارة والجنسية».

أما عقيلة الزبيدي، الدكتورة لينا الشيخلي المتخصصة في مجال أدب اللغة الانجليزية، بينت أن قرار عودتها مع زوجها للعراق نهائي، ولا يفكران بالرجوع للغربة مرة ثانية، لكنهما يعانيان من كثرة التكاليف ولا يمتلكان الآن أي مصدر دخل. مبينة في الوقت ذاته أن من عاد هو بمثابة «مجس» لقياس مدى صحة الدعوات. وقالت «أتلقى العديد من الاتصالات من أقراني في الخارج، يسألوني عن الوضع الأمني، وهل حصلتم على الامتيازات؟ هل حصلتم على عمل؟ وأنا أجيب بشكل ايجابي وأقف على الحياد تماما، وأقول لهم الحقيقة وأدعوهم للعودة لأن الوضع الأمني جيد، والمعاملات هي الآن في ملعب الحكومة، لكن لو سمعوا منا العكس سيفكرون ألف مرة قبل أن يقرروا العودة». وعن الأعداد العائدة، بين الدكتور علي الزبيدي ان «من محافظة بابل رجع حتى الآن 5 علماء، وفي دائرة البعثات في وزارة التعليم التقيت خلال مراجعاتي أكثر من 50 شخصية علمية، والجميع بين انه عاد وفق رغبته، لكن الامتيازات لم يحصلوا عليها».

جميع هذه التساؤلات والهموم وضعت على طاولة رئيس قسم الكفاءات في وزارة المهجرين العراقية، هادي جاسب، وهي الدائرة المعنية باستقبالهم وترويج كافة معاملاتهم وتخليص متعلقاتهم في بقية الوزارات، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن قسم الكفاءات في وزارة الهجرة، الذي استحدث قبل شهر ونصف من الآن، استقبل حتى الآن 170 شخصية عائدة، وهناك عدد آخر منهم راجعوا وزارة التعليم قبل تأسيس قسم الكفاءات، وعددهم 250 أي المجموع وصل ما يقرب الـ 400 كفاءة علمية عائدة.

وبين جاسب أن «مسألة المراجعات التي تخص العائدين تكون وفق آليات منسقة ما بين وزارة الهجرة المعنية بهذه الشريحة والدوائر الأخرى، أي أن أي إجراء أو أي وثيقة أو أي امتياز يروم العائد الحصول عليه يبدأ من وزارتنا، بعد أن نوجه للجهة الأخرى طلبا، مثل إعادة الجنسية أو البطاقة التموينية أو تسجيل أبنائهم بالمدارس وغيرها الكثير وخاصة الوظيفة، وهناك تنسيق مباشر مع بقية الوزارات أي وجود ممثلين بيننا وبينهم يتابعون الأمر وتذليل العقبات إن وجدت».

 وأضاف جاسب ان «حصولهم على الامتيازات يجري بمتابعة مجلس الوزراء بشكل مباشر، وهناك سجلات خاصة بهم وعملية منحهم الأراضي وغيرها تسير بشكل طبيعي، لكن أي معاملة تحتاج لوقت للتنفيذ، منها منحهم مبلغ العودة البالغ 3 ملايين دينار (حوالي 3000 دولار)». وعن فرق الرواتب بين الخارج والداخل بين جاسب ان «لدى الوزارة مؤشرا استبيانيا بشأن المستوى المعيشي، ووجدنا أن رواتبهم هنا أفضل بكثير من الخارج، حيث سألنا عالما عراقيا بدرجة بروفيسور يعمل في جامعة كبرى بالخارج، حول الراتب الذي يتقاضاه، وكان رده 70 ألف دولار، أما راتب عالم عراقي بالداخل بنفس التخصص ونفس الدرجة العلمية فلا يتعدى الثلاثة أو الأربعة ملايين دينار أي ما يعادل 3000 دولار أميركي، وهنا الفرق واضح لكن الغريب أن هذه الـ3 آلاف في الداخل أفضل من الـ70 ألفاً بحسب كلامه هو، حيث بين أن 33% من راتبه يستقطع كضرائب، وهناك نسب تذهب كضمان صحي ومعيشي. وخلاصة قوله انه في النهاية لا يحصل إلا على 3 أو 4 آلاف دولار كراتب صافٍ، وهو لا يوازي ما يقدمه، لكن الأربعة ملايين دينار عراقي في الداخل هي صافية له، ويستطيع بها تأمين أي شيء له ولعائلته».

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.اياد
2009-04-13
السلام عليكم شكرا اولا وقبل كل شيء لموقع براثا انا من الكفاءات العائدة الى ارض الوطن وقد راجعت وزارة الهجرة والمهجرين وحقيقة ومن قلبي اشكرهم على الاخلاق العالية التي يتمتعون بها . حقيقة ان قرار مجلس الوزراء ممتاز وشجعنا على العودة ولكن المشكله في الوزرات التي لحد الان لن تتخذ اي شيء تجاة القرار.فمثلا راجعت الشركة العامة للسيارات وقال لي نعم لي علم بالقرار ولكن لحد الان لم يطبق لان ليس لدينا تخصيصات لاستيراد السيارات!!! مما اثار حقا استغرابي وحيرتي لذا نطالب بتفعيل القرار بكل فقراته وشكرا
د- محمد الاحمر
2009-04-12
المشكله اخوتي الاعزاء هيه في نفسية القائمين على هذا الموضوع وهم من نتاج البعث الطويل فالموضفين في كافة دوائر الدوله والمعنيين بارجاع عراقيي المهجر من الكفائات ينتحسون من عودة منافس علمي مبدع احسن منهم وقد ينافسهم على مناصبهم وهذا مالمسته انا عند عودتي وتقديمي لمعامله اخذت ستة اشهر بدون اي نتيجه الى الان. انا اطالب باحالة كل اوراق المغتربين الى لجنه من خارج كل الوزارات تابعه لمجلس الوزراء تتبني كل ماله علاقه بالكفائات بدون تدخل موضفي هذه الوزارات وتبلغ من باب اللعلم بالشي فقط.
ABO HADI
2009-04-12
اولا قرار مجلس الوزراء رقم 441 وليس 144 للتنويه فقط ثانيا عيب على مجلس الوزراء التصريح بشئ لايقدر عليه واصدار قرار وخداع الكفاءات العائدة الى الوطن وترك وظائفها وحياتها وارجاع العوائل المستقرة في دول المهجر القرار صدرفي 14دسمبر2008 ولم يطبق وانا شخصيا احد الذين خدعوا ورجعت للوطن الحبيب لاخدم فيه واكمل مسيرتي الاكاديمية ولكن اصدمنا بالقرار الغريب 442الذي ينص على ايقاف التعيينات واعادة التعيين والعقودوالذي شمل حتى الكفاءات العائدة حسب وزراة التعليم العالي والان رجعت الى الغربة خائبا غيرمصدق ماحدث
جد الصراحه وعم العدل
2009-04-12
ثم وبس لا أزيد لمتطلبات البلاغه والافلدي الكثير اقول يااعز المسؤولين وياجموع المراجعين الصابرين وياباكين طهرالعامري الامين والزينين؟ اضربوابيد من أصلب الحديد على كل يد تعقدأتفه الأمور لتنال الأجور او لتذل المراجع المقهور من خلف المايكروشباك ولغاية خسيسة وارباك فأنهم أعداء الشعب ومذليه لجشع أقذر انتابهم فأنساهم حساب القبر والحشر والغيرة على الشعب الدر فهل من معز مكرم مفتخر مشع شاعر ناثر لكل مسؤول فاخر وضارب بأقسى الحديدومزنجر سكرابه المريد على كل من يستحل المال النبديد واذلال وثم
جد الصراحه وعم العدل
2009-04-12
ثم وللمرة المئة اعيد ولا مانع من ان تكون المره الف بعد كفاح سنة اوقريبها وانا انتظر لتقديم اوراق المعامله بعد سنه لسفارتنا ااساعه 9 الا 10 دقائق لينظروا بها ويرسلوها الى بغداد والله كريم علما ان الجواز العالمي في دولة المهجر الاعصمي تحصل بدقائق ممعدوده 3 وان المشيرين الاصدقاء دبروها بكم ورقه ولا راح ولا اجه؟ واخرى اسافر الساعات العشر الطوال فيسمح لي دخول الشافعات والتدافعات في بلد الاحترامات لاوقع شهاده نامه تقول انني فلان ابن فلانين اسمح لزوجتي الحصول على جواز لتلتحق بي واناالمريض ثم
ابن الجنوب
2009-04-12
لماذا لايتم الاستفادة من خبرات العقول العراقية التي ترغب بالعودة للوطن من اجل اعادة اعماره وبنائه؟ والى متى سيستمر هذا الروتين القاتل في المؤسسات الحكومية من اجراءات متعبة ومملة؟
جد الصراحه وعم العدل
2009-04-12
ثم وعدت ليعجب المسؤولون من الامر ورغمها جددت الاوراق واخرى ونحن طابور قديقارب الكيلومتر طولا في زقاق دمشقي ننتظر فتح الباب السمسميه ليلاحسب تعليماتهم ويخرج بين الفينة والاخرى جعنكي ليصرخ بنا ان نقف بانتظام واستعداد والا والا والغايه هي حصولنا على استمارة تقديم طلب جواز وطبعا وبعد ساعات عدنا ادراجنا بلا استمارة ولا قطرة ماء نبلع بها الاسبرين واخرى صاحب الشهادتي دكتوراه والضابط بدل اجابة سؤاله النازك البرئ يطرق جرس الفراش لاخراج السائل الخفاش ثم واخرى كفاحي الطويل ب3 دول لحد الان للحصول على
جد الصراحه وعم العدل
2009-04-12
بسمه تعالى لاتستصغروا صغار الخيرات و لاتتساهلوا بصغار المساوئ سأحاول ان أختصر دردشتي بكل البلاغة التي أجيدها محاولا وصول الهدف الحساس ا قصة النقيب العامري النجيب لم تكلف الرجل الا دريهمات ولها فاضت الدموع العابقات والقصائدالجواهريات وانسكلوبيديا من درر التعليقات وكذا ما كتب مدير جوازات شارع المغرب مرة على من لم تنتهي معاملته نفس اليوم مراجعتي حالا وعلى الطرف الاخر من رجل حدود يرمي الي اوراق خروجي مع جأجأة بالكاد سمعتها ومديره يؤيده بالقول انه اعرف بالقانون خلاص وطبعا ثم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك