الأخبار

النص الكامل لكلمة رئيس الوزراء نوري المالكي خلال إفتتاحه لإعمال المؤتمر التنسيقي بين الحكومة المركزية وحكومات الاقاليم في بغداد

911 15:50:00 2008-05-05

كلمة دولة رئيس الوزراء نوري كامل المالكي خلال إفتتاحه لإعمال المؤتمر التنسيقي بين الحكومة المركزية وحكومات الاقاليم في بغداد 5-5-2008

السادة المشاركون في المؤتمر التنسيقي الذي أتمنى ان يكون الاول، حتى يكون الثاني والثالث، لأنني ارى في هذه المبادرة الكريمة التي قامت بها هيئة المستشارين، مبادرة مهمة واساسية في عملية بناء الدولة العراقية الجديدة، وفق المعايير والاسس والدستور الذي أقر هيكلية وصلاحيات تتوزعها المحافظات والاقاليم والحكومة الاتحادية.

العراق الجديد يحتاج الى عملية تواصل وتكامل فيما بيننا، بين الحكومة الاتحادية وحكومات الاقاليم لتثبيت اسس هذه الدولة الجديدة ومن أجل ترجمة الدستور العراقي الجديد الذي يوزع الصلاحيات والذي يجعل بعضها حصرياً والآخر شراكة بين المركز والاقليم والمحافظة التي لم تنظم باقليم، هذا المؤتمر انا انظر له من خلال مانعلق عليه من آمال، اولاً هو سيثبت اسس الوحدة الوطنية وسيادة البلاد من خلال هذا التواصل بين المحافظين والحكومات المحلية والاقاليم والحكومة الاتحادية، وثانياً سيقضي على كل نقاط الاختلاف او الفهم الذي يمكن ان يحصل في عملية تجسير وتقييم الامور وفق الدستور الجديد، والنقطة الاولى التي اراها مهمة ونحن في عملية البناء والاعمار ان المحافظات تحتاج ان تستفيد من بعضها الآخر في مجال الخبرات المتراكمة ومجالات التكامل بين مختلف المحافظات، بينهم وبين الحكومة الاتحادية، لإننا في تجربة حديثة ولاننا نقول وبكل سرور بان معالم النجاح بادية بشكل كبير حينما اخذ السادة المحافظون والحكومات المحلية ورؤساء المجالس دورهم بشكل فاعل خلال فترة قياسية رغم انها حديثة عهد ولكنها تطورت ويبقى الطموح وتبقى المسؤولية اكبر مما تحقق لاننا نأمل من خلال هذا التوزيع للصلاحيات، وهذا النظام السياسي والاداري الجديد ان نتعاون جميعاً وكلا يأخذ طرف من المسؤولية من موقعه، من اجل التعجيل بعملية البناء والاعمار وتوسيع دائرة الخدمات من اجل ان تتظافر جهود الجميع وكل الطاقات والكوادر الموجودة في المحافظات بدل تلك الايام التي كانت الامور تدار بشكل مركزي حديدي قاتل للطاقات، قاتل للكفاءات اليوم دستورنا الجديد اطلق هذه الكفاءات واعطاها فرصة لكي تمارس دورها، واعتقد لاعذر لمعتذر منا اليوم حين نقصر في اداء دورنا وواجبنا في تنمية الاقاليم وفي توسيع دائرة الخدمات في تطوير الجهاز الاداري في الطموحات التي نسعى من اجلها، وفي نفس الوقت هذا التواصل الذي يجري بين السادة المحافظين والحكومة المركزية سيعطينا على طول الخط وكلما تكررت هذه اللقاءات والمؤتمرات التنسيقية يعطينا تصورات عن ضرورات ان تعزز في هذا البلد معاهد إستراتيجية جديدة على ضوء الاخطار التي تحكم العملية السياسية.

هذه المعاهد التي اتمنى في مثل هذه المؤتمرات التنسيقية في كيفية تأصيل وتثبيت هكذا نظام سياسي جديد نعمل به واضف ضرورة مثل هذا المؤتمر اننا نعول عليه ونعلق الآمال الكبيرة انه سيحفظ وحدة البلاد وتماسكها وتماسك المحافظات فيما بينها في آطار العراق الجديد لاننا لم نذهب بإتجاه النظام الفيدرالي الاتحادي على حساب وحدة البلاد وتماسكها والوحدة الوطنية سواء كان في الارض او في الانسان، مثل هذه المؤتمرات تجعلنا جميعاً تحت خيمة واحدة وتحت قبة واحدة هي قبة العراق وقبة النظام السياسي العراقي الذي يحمي وحدة هذا البلد، لاننا في الحقيقة ونقولها بصراحة نخشى ان يذهب بعضنا في إتجاهات الفهم الذي يؤدي بالنتيجة على ظاهرة الاخفاق لهذه الوحدة الوطنية ووحدة العراق وتماسكه وسيادته، وهنا اود ان اشير ونحن نحث الخطى ونحثكم جميعاً، نحث الحكومة المركزية، نحث الوزارات المعنية جميعاً بضرورة العمل الجاد والسريع والتسابق مع الوقت من اجل تحقيق الخدمات وتحقيق الافضل الذي ضحى من اجله، اقول لابد ان نأخذ في نظر الاعتبار ونحن في هذا الاطار ماتحدثنا عنه من ضرورة حماية العراق ووحدة العراق وسيادة العراق تحتاج منا حتى ونحن في المحافظات وفي الحكومات المحلية حينما نفكر بمشاريع الاستثمار ومشاريع الخدمات لابد ان نحسب في هذا الاطار حساباً يتعلق بالجانب الامني لان العملية في مرحلة استهداف والبلد في مرحلة نهوض والبلد في مرحلة تشكل، ربما تكون بعض المشاريع لها مساس بالحالة الامنية وهنا اريد اقول وراجياً من جميع اخواني في الحكومات المحلية ان يأخذوا بنظر الاعتبار خطورة بعض المشاريع الاقتصاديةعلى الجانب الامني، كما اود ايضاً ان اشير هنا الى بعض المشاريع الاقتصادية وارجو ان لايفهم مني انه تقييد لعملية اطلاق المشاريع بل هو عملية حث اكيدة لكم باتجاه المزيد من المشاريع واستثمار رؤوس الاموال والاستثمارات الخاصة والاستفادة من صلاحياتكم في هذا الاتجاه، لديكم صلاحيات كبرى انا اعتقد بقدر الصلاحيات يمكن ان تحاسبوا من قبل جماهيركم في الحكومات المحلية، اسمحوا لي ان اقول هذا الآن الصلاحيات الموجودة لدى المحافظات وبالذات حينما ننسبها الى موضوع الفيدراليات والمحافظات التي لم تنتضم باقليم ستكون هناك صلاحيات كبيرة ينبغي ان نستفيد منها ولكن ايضاً وفي هذا المجال ربما تواجهون مخاطر ونحن في اطار عملية الاستثمار بعضها ربما تتعلق بسيادة البلاد، الاقتصاد واحدة من الامور الحاكمة على السيادة والحاكمة على المستقبل، لابد ان يأخذ بنظر الاعتبار ان الاستثمارات الخاصة والاستثمارات المستدرجة التي ينبغي ان نعمل من اجل كسبها وجرها الى الساحة الاقتصادية، لابد ان نأخذ بنظر الاعتبار ان هذه الثروات وان هذا الاقتصاد لابد وان لايكون مؤثراً على سيادة البلاد او عملية رهن لهذه السيادة لفترة طويلة لاتتعلق بالمصلحة، لدينا نظام استثماري، لدينا ضوابط استثمارية، ولكن لايضر بالضوابط الاستثمارية ان يأخذ بنظر الاعتبار هذه المشاريع التي ينبغي ان تكون منسجمة مع عملية حفظ سيادة البلاد، والجانب الاقتصادي كما تعلمون هو واحدة من البوابات التي ربما يفرز او تكون لها نتائج مؤثرة على الاقتصاد مستقبلاً وعلى تماسك ووحدة البلاد، انا اعتقد ايضاً بان هذا المؤتمر لابد ان ينفتح عن بعض من كل السادة المحافظين لان لكل محافظة خصوصية، ولايمكن ان تكون وصفة واحدة من حيث الاداء لكل المحافظات، لان هذا متعلق برغبة المستثمر بأهمية المحافظة والمصادر الطبيعية للثروة وغير ذلك من امور ربما تميز محافظة عن محافظة، رغم ان جميع المحافظات تشترك فيما بينها بالاهمية، انها على قدر عالي من الاعمار والخدمات ورفاهية المواطنين، ولكن في مجال الاستثمار، في مجال رؤوس الاموال وتوظيفها قطعاً تختلف محافظة عن محافظة أخرى لذلك الانفتاح في تجارب المحافظات على بعضها في هذا اللقاء الكريم بين الاخوة المحافظين سيعطينا خصوبة وتأصيلاً وفائدة كبيرة في الاستفادة من خيرات بعضنا الآخر في مجال الاعمار والخدمات بل في مجال المشاكل التي تعترض الطريق، اقول ايها الاخوة ان البلاد سواء كان في الزمان الدكتاتوري او فيما تلاه من عملية هجمة للإرهاب والإرهابيين والاستهداف لإمنه وسيادته واستقراره سواء كانت محلية او خارجية طبيعية او غير طبيعية يعاني ومازال يعاني كثيرون، نعم كلنا يتحدث عن المعوقات ولاشك انها معوقات حقيقية وليست إلتماس للأعذار حينما نقول ان الامن والارهاب هي المسألة الاساسية التي تحول دون إطلاق التمنية في البلاد، هذا الشئ حقيقي وانتم تعلمون بان الكثير من الشركات والكثير من اصحاب رؤوس الاموال يريدون ان يستثمروا في البلاد لان فيه فرص كثيرة للاستثمار ولكن يحول دون ذلك الإرهاب الذي وضع في إستراتيجياته ان يحارب التنمية والاعمار وعدم دخول رؤوس الامول لتطوير البلاد، هذه واحدة من الامور الحقيقة وليس نتذرع بها ولكن كان الى جنبها نقص في الاموال التي تعتبر اساسية في اطلاق عملية التنمية، ولكن اقول والحمد لله ان الجانب الامني بإتجاه التحسن ورغبات الشركات ورؤوس الاموال ان تنزل الى البلاد، هناك اموال مخصصة في ميزانية الدولة، لدينا لقدرة على تخصص ضعف هذا المبلغ المخصص للموزانة لهذا العام هذه كلها تلقي علينا حجة، بأنه لم يعد هناك مبررات كما كنا نعتذر بها، نعم مازال بعض هذه المبررات والعوامل الضاغطة موجودة ولكنها الآن وان شاء الله وفي المستقبل القريب ستنتهي جميعاً الاموال موجودة، رغبات الشركات الكبرى في مختلف المجالات موجودة، تراكم الخبرة موجود، عملية استقرار الدوائر موجودة، اذا بقي علينا ان نحث الخطى في مختلف المجالات من اجل توفير افضل الفرص لعملية البناء والاعمار.

وكما قلت في البداية سوف لن تتمكن محافظة بذاتها ان تنهض لأن المشاريع الموجودة في المحافظات وعوامل التنمية متداخلة، احياناً بين محافظة واخرى تكون مشاريع مشتركة، واحياناً هناك مشاريع اتحادية مركزية هذه ليست من مسؤولية المحافظة، وليست من موازنتها، لذلك هذه العوامل، عوامل الشراكة بين المحافظات وعوامل الشراكة بين الحكومة الاتحادية والمحافظة، تقتضي منا مزيداً من هذه المؤتمرات التنسيقية والانفتاح على بعضنا لحل المشاكل وتوفير افضل الفرص وتوفير افضل الكفاءات لإطلاق عملية التنمية لان البلد ولان الشعب العراقي قد تحمل الكثير وعيونهم ترنو الينا جميعاً في المحافظات والوزارات وفي الحكومة الاتحادية من اجل ان ننهض، لان المعاناة طالت لسنوات وعقود من الزمن والعراق يخسر ثرواته ويخسر راحته وامنه ورفاهه واستقراره واليوم حينما اشتركنا جميعاً والحمد لله لم يعد هناك مهمش ولا مقصي ولم يعد هناك مستأثر ولم يعد هناك حزب حاكم ولا طائفة حاكمة. كلنا اصبحنا في المسؤولية وفي مركب المسؤولية لذلك علينا جميعاً ان نحث الخطى بإتجاه التكامل والتنسيق المشترك لحماية وحدة العراق وسيادته وامنه واستقراره واطلاق عملية التنمية بأسرع وقت ممكن، وكلنا معكم وخلفكم من حيث التجربة والخبرة والتسهيلات اللازمة لهذه العملية التنموية، انا اشكركم وابارك لكم هذا المؤتمر واتمنى لكم مرة أخرى ان يكون هذا المؤتمر بين فترة واخرى من اجل مزيداً من التعاون والتكامل الذي يأتي قطعياً بالفائدة علينا جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك