الأخبار

رئيس الجمهورية يوجه كلمة الى الشعب العراقي بمناسبة الذكرى الخامسة لسقوط نظام الطغيان

832 18:06:00 2008-04-09

وجه فخامة الرئيس جلال طالباني اليوم الاربعاء 9 نيسان2008 كلمة الى الشعب العراقي بمناسبة الذكرى الخامسة لسقوط نظام الطغيان.فيما يلي نصها:

"أيها الشعب العراقي الابي يا شعب الحضارات و الامجاد و الصمود البطولي بوجه الدكتاتوريات و الارهاب . السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهسيدخل يوم التاسع من نيسان عام 2003 تأريخ العراق بوصفه يوم انهيار اعتى دكتاتورية شهدتها بلاد الرافدين ، وسقوط نظام سياسي جر الويلات على شعب العراق وشعوب المنطقة. و خلف وراءه مقابر جماعية تضم مئات الالوف من الابرياء و ترك عراقاً مهدماً و محروماً من أبسط مقومات حياة عصرية لائقة بانسان هذا العصر. في هذا اليوم لم تسقط بغداد ، بل ان الشعب العراقي الذي عانى الامرين من جور صدام حسين وطغيانه رفض القتال معه او نيابة عنه، كما ان افراد القوات المسلحة أبوا ان يكونوا وقودا لمعارك في سبيل حكم اضطهدهم وجار عليهم وزجهم في اتون حروب دموية عبثية دمرت اقتصاد العراق واستنزفت موارده البشرية والمادية وخلقت حالة عداء مستحكم وارتياب شديد بينه وبين اشقائه وجيرانه.

لقد كان التاسع من نيسان كسرا لدائرة مغلقة كان نظام الاستبداد يستولد فيها نفسه وينوي ان يسلم راية الطغيان من جيل الى جيل، ولذا كان لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية الدور الابرز في مساعدة الشعب العراقي في انفاذ مشيئته وتخليصه من نير سلطة الحيف والجور. وسنحفظ لاصدقائنا الاميركيين والبريطانيين ومن سائر دول التحالف مشاعر الود والامتنان لما قدموا ،وما زالوا يقدمون، من تضحيات بشرية ومادية في سبيل تثبيت الامن والاستقرار في ربوع العراق ، عاملين في الوقت ذاته على وضع اتفاقية استراتيجية طويلة الامد مع الولايات المتحدة الاميركية تكرس تحالفنا وصداقتنا وتصون المصالح المشتركة للشعبين والبلدين. وتحرر العراق من قيود الاحتلال المقرر بقرار دولي.

ان التاسع من نيسان لم يكن مجرد تبديل لنظام، بل انهاء لحقبة طويلة من الحكم الجائر ، وايذانا ببداية مرحلة التغيير والبناء بكل ما صاحبها ويصاحبها ويتخللها من مصاعب ومشاق وتضحيات.وقد ترك النظام البائد ارضا سعى الى زرعها بروح الحقد والكراهية والعنف والتسلط، وخلّف بقايا اجهزة قمعية وامنية لطالما عانى منها شعبنا. وكانت العقود الماضية مرحلة فرض قسري للرأي الواحد بينما الصوت المعارض محكوم عليه بالالغاء السياسي والمعنوي والتغييب الجسدي. وقد كرس "قانونيا" حكم الحزب الواحد الذي كان في واقع الحال تسلط عائلة وطغيان فرد، تُكرس له المنابر الاعلامية كلها ويتصرف على هواه بموارد الدولة ومصائر الشعب، لا يقيده دستور ولا حتى "قوانين" كان يستقي منها ما يشاء ويغير فيها كيفما اراد.والنظام السابق هو الذي خلق ميليشيات متسلطة بأسم "فدائيي صدام" و"أفواج الجحوش"( المرتزقة ) و"جيش القدس" واجهزة حزبية ومخابراتية كانت تعمل خارج اطار الدولة ومن دون غطاء شرعي، لتضطهد وتصفي كل من ترتاب بعدم موالاته للنظام.

ان محاربة مثل هذا الارث الثقيل لم تكن بالامر الهين ، فقد استأنفت نشاطها بقايا الاجهزة التي زرعها النظام ، وتحالفت معها الفصائل الارهابية الوافدة وعلى رأسها القاعدة ، كما ان قوى اقليمية متنفذة كانت تدعم كل العمليات الرامية الى زعزعة الوضع الجديد في العراق.

الا ان سقوط النظام فتح افاقا عريضة امام الشعب العراقي ، فقد اتيحت حرية العمل السياسي والحزبي والنقابي وانطلقت الصحافة الحرة وعملت منظمات المجتمع المدني ، وبدأ ارساء دعائم النظام المؤسساتي بأنتخاب جمعية وطنية تولت وضع دستور دائم طرح على استفتاء عام وحظي بموافقة الشعب ، وعلى اساسه جرت انتخابات برلمانية اسفرت عن قيام مجلس نواب انبثقت عنه رئاسة الجمهورية وشكلت حكومة وحدة وطنية برئاسة الاخ نوري المالكي ضمت ممثلي الجميع غداة تشكيلها.

وكان لمسيرة شعبنا ان تمضي بوتائر اسرع لولا شراسة الهجمة الارهابية والتدخلات الاقليمية، ولولا الصعوبات التي اكتنفت عملية التوصل الى اجماع وطني. بيد ان الاجتماع الاخير الذي عقده المجلس السياسي للامن الوطني قبل ايام ، كان نقلة تأريخية واستكمالا منطقيا لعملية بناء الدولة . فقد حصل اجماع وطني فريد على تكريس فكرة الدولة المؤسساتية التي تقبل تعددية الفكر ولكنها تتمسك بمبدأ المرجعية الواحدة للسلاح ، فالاختلاف في الراي متاح لكن استعمال القوة حكر على الدولة ومؤسساتها .

واسترشادا بهذه الافكار والقناعات ركنت القوى السياسية خلافاتها الثانوية جانبا ودعمت الحكومة في مواجهتها الحازمة مع الخارجين على القانون وعلى الاجماع الوطني. ونحن الان في سبيلنا الى اعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية برئاسة الاخ المالكي تتولى ترسيخ ركائز الديمقراطية وتعمل على التصدي للفوضى واشاعة هيبة القانون وسلطة الدولة، وتنفذ مشاريع اعادة الاعمار ، وتكافح مظاهر الفساد الاداري والمالي والمحسوبية وغيرها من المظاهر التي تعيق تحركنا نحو عراق الديمقراطية. ان بيان المجلس السياسي للامن الوطني مع سابقه بيان القادة الخمسة في آب الماضي يشكلان خارطة طريق للعمل الوطني الموحد و المتحد و يبشران بربيع جميل. وها نحن نقبل على ربيع بغداد السياسي الجديد فلنسرع في تنفيذ بنود البيان في اعادة ممثلي القوى السياسية المنسحبة الى وزارة الوحدة الوطنية التي يرأسها الاخ المالكي خاصة وان بنود بيان القادة الخمسة تتضمن جميع الاهداف المرجوة في المشاركة الحقيقية في ادارة الدولة و القيادة المشتركة وان القوانين الصادرة لبت الكثير من مطاليب القوى السياسية المعارضة. فالي اسهام الجميع في ربيع بغداد الجديد ادعو الكتل البرلمانية و جميع القادة و المخلصين.

ان احدا لن يتمكن من الغاء ذاكرتنا ومحو الصفحات المظلمة من تأريخنا ، لكننا نعمل بوحي من روح التسامح والطموح الى اشاعة روح المحبة والتفاهم ونتعود الاصغاء الى الراي الاخر ونحتكم الى الحجة وصناديق الاقتراع رافضين اللجوء الى التسلط والاستبداد والعنف، ساعين الى بناء عراق ديمقراطي اتحادي تعددي موحد يحيا ابناؤه على اختلاف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم في ظل القانون الذي يمنع أي استئثار اوتهميش و يكفل للمواطنين المساواة والفرص المتكافئة ويحفظ لهم كرامتهم ويوفر مناخات الحرية والتقدم والازدهار.والسلام عليكم و رحمته الله و بركاته"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جعفر العاني
2008-04-09
بارك الله في همتكم ونشاطكم وتأكيدكم بان 9 نيسان الاغر بوم سقوط الديكتاتورية، سيظل يوما خالدا في اذهان جميع العراقيين المخلصين ولا يمكن للدعايات المغرضة والاكاذيب التى تروج حوله من اطفاء نور الحرية التى عمت ربوع وادي الرافدين بعد عهود من الظلم والظلامية التى رسخها النظام الشمولي السابق والذي نرى ازلامه ،مع اعداء الشعب العراقي، اليوم يحاولون بشتى الاساليب رفع راية التمرد ضد السلطة المنتخبة ونشر الارهاب وسموم الحقد في انحاء وطننا
سعيد العراقي
2008-04-09
بارك الله بجهود كل الخيرين الذين يسعون الى اعادة اللحمة الوطنية لهذا الشعب المظلوم واعادة الامن والاستقرار لهذا البلد المنكوب وهذا امل يتطلع الى تحقيقه كل عراقي شريف محب لهذا البلد العزيز ولكن ودائما هناك ولكن العراقيون واجزم بانهم جميعا" يطالبون بالاسراع في تحقيق هذا الامن الذي يتمناه كل العراقيين فقد طال الزمن وصعبت الحياة والكل يطالب بالاسراع والصدق في تحقيق هذا المطلب ومرة اخرى بارك الله بجهودكم سيادة الرئيس وحمى الله العراق الحر الامن الديمقراطي الموحد والسلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك