الأخبار

كلمة سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير النجفي دام ظله الى الخطباء والمبلغين بمناسبة حلول شهر محرم الحرام 1429هـ

1041 16:36:00 2008-01-03

المركز الإعلامي للبلاغ _ خاص

القى سماحة الشيخ علي نجل المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي ( دام ظله) كلمة المرجع الديني الشيخ بشير النجفي في الملتقى الوطني الحادي عشر للمبلغين والمبلغات ، وفيما يلي النص الكامل للكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق اجمعين وله الشكر على هدايته لدينه وله المنة على ما دعا إليه من سبيله والصلاة والسلام على سيد عباد الله الصالحين من الأولين والآخرين محمد وآله القادة الهداة الميامين قال الله سبحانه (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) صدق الله العلي العظيم، وعن الامام الصادق عليه السلام (رحم الله من احيى امرنا).

ايها الاخوة الاعزاء والسادة الخطباء وفرسان ميدان المنبر الحسيني وساسه محاذ الحق على الباطل ان الله سبحانه قد من عليكم ان تتولوا اشرف وظيفة وافضل عمل بعد وظيفة الفقهاء نواب الامام المنتظر عجل الله فرجه وهي التبليغ والوعظ والارشاد وهداية الناس ودعتهم الى الذين وقد حث الائمة سلام الله عليهم قولا وعملا على الاهتمام باقامة مجالس العزاء الحسيني في طول ايام السنة وخصوصا ايام محرم الحرام ولم يكن ذلك الاهتمام منهم عليهم السلام لمجرد الارتباط الروحي والعاطفي مع جدهم الامام الحسين سلام الله عليه وعليهم وانما كان لأجل ان نهضة سيد الشهداء اعادت الحياة للدين كاد ان يندرس تحت وطأة الظلم والفساد والتحلل الخلقي التي ترأستها الشجرة الملعونة التي كان استيلائها على مقدرات الامة ثمرة ذلك الانحراف الذي تسبب من صرف السلطة الظاهرية وانتزاعها عن اهلها الى شذاذ الامة والاحزاب ومحرفي الكلم فكانت النهضة الحسينية ضرورة حتمية، ويبدو من خلال التأمل في الاحداث السابقة عليها واللاحقة لها ومن تنويع الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله بها انه قدخطط لها منذ زمن من قبل وقوعها لحاجة الدين اليها قمعا للزيغ المتوقع عمومه للناس تحت وطئة الجسد وبقايا رتسبات الحقد الجاهلي الدفين ونار الشرك والالحاد تحت الرماد وكان يعلم قادة الدين: الرسول الاعظم (ص) وسيد الاوصياء (ع) والحسن المجتبى (ع) انه لا بد من هذه النهضة ولذلك اكد الائمة عليهم السلام على احياء هذه النهضة لان في احيائها احياء الدين لتبقى جذوتها متقدة تثير العواطف والهمم والشوق الى الانفداع لنصرة الدين واحياء شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وقد قدمت الامة قوافل الشهداء علىمر التاريخ في سبيل الحفاظ على هذا الرصيد الجهادي الحي ومشعل الهداية المتوهج.

وعلى هذا فعملكم ايها الخطباء يصب في هذا القالب ويقع في سلسلة اعمال الشهداء والمضحين في سبيل الاسلام فهنيئا لكم هذه المنتزلة. واهمية هذا العمل تحتم علينا ان نلتفت الى الامور الاساسية في الظروف التي يعيشها الشيعة في العالم عموما وفي ارض العراق بالخصوص.

الاول: قد مرت على العراق سنوات بل قرون ولم يفلت من سطوة ظالم الا وقد وقع في قبضة ظالم آخر ومن لدن اضطرار الامام الحسن المجتبى عليه السلام للمهادنة مع ابن هند آكلة اكباد الازكياء كضرورة ألحت عليه لمعالجة الظروف الحينية والمستقبلية والى يومنا هذا وأيدي الظلمة تتعاور على العراق الجريح وسعت تلك القوى جاهدة في ابعاد الشعب عن الدين وعن ساحة اهل البيت عليهم السلام ولكن الائمة سلام الله عليهم وفي خدمتهم علماؤنا الابرار سعوا في ابقاء الشعب في حظيرة الدين وكانت الحوزة العلمية في النجف الاشرف تواكب الاحداث وتصارع الزمن وتبارى الظلمة على مر العصور في سبيل ابقاء جذوة الدين في قلوب الشعب متقدة كما سعت الحوزة بقادتها على مر التأريخ في تخليص العراق من براثن الظلمة فنتج منها ثورة الشعرين والانتفاضات المتتاليه وكان آخرها ما حدث في 1991م وكانت القوافل الطليعية للشهداء من اكباد الحوزة وقادتها ورعاتها:

الثاني: ينبغي للخطيب ان يكون عمله خالصا لله سبحانه وتعالى ويسعى من خلال منبر الحسين عليه السلام في حث الناس على الالتزام بالدين والالتفاف حول العلماء وبالارتباط الوثيق مع الحوزة العلمية في النجف الاشرف صانها الله ريب الدهور ويجب ان ننتبه الى ان هناك ايدي قذرة ونفوسا شريرة تسعى جاهدة في ابعاد الناس عن الحوزة وقطع وشائحها معهم ليصبح الشعب فريسة سهلة تأكلها الذئاب وكرة تتقاذفها الاحزاب كيفما تشاء وتتخذ منه وسيلة لنيل مآربها.

ويجب الاهتمام بالمواكب الحسينية من خلال حث الناس على المشاركة كما تجب الحيلولة دون خروج تلك المواكب والشعائر عن الحدود الشرعية فنجب المحافظة على الرزانة وعدم السماحة بالتشابيه التي تسيء الى نهضة سيد الشهداء كما يجب ابعاد المواطب والتعازي عن المقاصد السياسية ولا يتخذ احد من قضية الحسين عليه السلام وسيلة لتحقيق المقاصد المادية او السياسية كما يجب ان يتم تنظيم المواكب واوقات المجالس بنحو لا يتعارض مع الصلاة او يؤدي الى تضيعها فإن فيه تضييع مبدأ الحسين عليه السلام الذي ضح لاجل الدين الذي عموده الصلاة.

الثالث: بلغنا الله انه قد بدأ الشياطين في نشر افكار ضالة مثل دعوى البعض لالتفاء بالامام المنتظر عجل الله فرجه وأنه يتلقى الأحكام منه مباشرة فلم تبق إلى التقليد، ومن يدعي مثل هذه الدعوى فقد كذبه الحجة سلام الله عليه قبل أن تلده أمه. ولو فتشت سيرة هؤلاء لاقنعت بكذب دعاويهم وفساد مسلكهم وبعدهم عن الدين وتربيتهم في احضان الضلالة فعلينا تحذير الناس من هؤلاء وتخليصهم من براثنهم سعياً منا في حفظ الناس من قبضة شياطين الانس والجن.

الرابع: يجب على الخطيب انتقاء الروايات الموثوقة والاستعانة بالكتب المتكلفة ببيان فضائل وفواضل أهل البيت عليهم السلام وسرد مصائبهم فلا يجوز للخطيب ان يذكر رواية تفوه منها نتانة الوضع أو خيراً فيه إساءة إلى المذهب أو إلى الحسين عليه السلام والاولى ان يجعل مسؤولية الرواية على الكتاب الذي اخذها منه ليجنب نفسه تبعات نقلها.

الخامس: على الخطيب التأكيد باهتمام شديد على ارتباط احداث كربلاء وما بعدها باحكام الدين كالصلاة والصوم والحج والزكاة والخمس والجهاد من خلال الكلمات المروية عن سيد الشهداء عليه السلام واصحابه والائمة عليه السلام من بعده مثل قوله سلام الله عليه: الا ترون ان الحق لا يعمل به وان الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا .. الخ كلامه، وقوله عليه السلام عند قبر جده صلى الله عليه وآله حين اراد ان يودعه: اللهم اني احب ان آمر بالمعروف وانهي عن المنكر .. الخ دعائه.

واعلموا ايها الاخوة ان الحكومات الفاسدة التي تعاقبت على هذا الشعب سعت في ابعاده عن الدين بحيث اصبحت الشريحة الواسعة من الناس يجهلون اوليات الاسلام ومبادئه الاساسية وضروريات الاحكام التي لايجوز لمسلم ان يغفل عنها فعليكم الاهتمام بهذا الجانب.

فعليه المسؤولية كبيرة والمهمة صعبة، ارجو الله تعالى ان يعينكم على اداء، واجبكم ويمكنكم من القيام بالمسؤولية التي هي وظيفة الانبياء والرسل والخيرين من عباد الله الصالحين، والله ناصركم وهو نعم المولى ونعم النصير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك