التقارير

عودة طالبان: تأمّلات في الحدث/ما بعد حكومة تصريف الأعمال(3)


 

ادريس هاني ||

 

- بعد غياب طويل يظهر الظواهري، بمناسبة ذكرى مرور عشرين عاما على أحداث الحادي عشر من سبتمبر. الرسالة واضحة، وهي في الحقيقة أكثر من رسالة، إحدى هذه الرسائل محاولة تكذيب خطاب بايدن، والذي يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية عاقبت المسؤولين عن الحادثة، هذا بينما الرسالة الثانية  تؤكد على أنّ القاعدة ماضية في أجندتها حدّ النهاية، وأسلوبها سيظل واحدا، وفي توجيه كلامه لتنظيم حراس الدين المسلح  بسوريا، مؤشر على أن القاعدة ستوسع نشاطها خارج بؤرة شرق الفرات، بل ستضرب في درعا، والمستهدف هم الروس. لقد ظهر الظواهري وهو يلف غثرة بدل العمامة، وسائل إعلام كثيرة اعتبرت ذلك لباسا سعوديا، بينما الحقيقة هو لباس الشيوخ السلفيين، إلاّ أنّ المغزى واضح: لم يعتمر الظواهري عمامة على طريقة طالبان والأفغان، وذلك - إن أضفنا إليه عدم تعرضه للحديث عن الوضع الجديد في أفغانستان - لرفع الحرج عن طالبان، وإن كذَّب بعض قادتهم وجود الظواهري في أفغانستان. السؤال الحقيقي: كيف عرفت طالبان بأنّ الظواهري لا يوجد في أفغانستان؟ أين يوجد يا ترى؟ أما الظواهري فقد حاول أن يؤكد بأنّه موجود ووجوده لا يتوقف على إرادة طالبان والتسويات، وله مساحة لتصريف العنف المسلح، لا سيما في سوريا.

- مع أنّ القاعدة خاضت حربا مع بعض الفصائل المتطرفة في سوريا لا سيما مع داعش، فقد تقتضي المصلحة أن يلتئما في أفغانستان، بعد أن أصبح عدوهما واحد. ستحاول طالبان أن تقصي أولئك المنافسين، ولكن القاعدة وداعش لا يعتبران نفسيهما أغرابا، إنهما نقلا وسائل العنف إلى أفغانستان باعتبارها دولتهم.

- تزداد حرب العلامات، فأوّل طائرة تزور مطار كابول، قادمة من باكستان. إنّ  الطيران يقدم جملة مفيدة عن طبيعة العلاقات والتحالفات، ويبين الأهم والمهم في تراتبية العلاقات. قطر وسيط مهمّ بالنسبة لطالبان وواشنطن، لكن ولاء طالبان هو لباكستان. ما يثير الغرابة هو ما لاحظه مراقبون كثيرون حول صمت الولايات المتحدة الأمريكية على الدور المزدوج لباكستان فيما ذهب إليه الخبير الأمريكي في قضايا الأمن إيلي ليك في تقرير بوكالة بلومبرغ للأنباء، حيث  يشير في الوقت نفسه لتصريح سابق قبل سنوات للأدميرال مايك مولن، الذي شغل منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة سابقا، بأنّ "شبكة حقاني تعمل كذراع حقيقية لوكالة الاستخبارات الباكستانية".

- تدرك طالبان أنّ شبح أحمد شاه مسعود يطاردها، وبأنّه بات أسطورة قومية للطاجيك، وكانت طالبان قد سيطرت فيما زعمت على ضريح أحمد شاه مسعود بمدينة بازارك بولاية بنجشير. وجرى الحديث عن أنهم قاموا بتلطيخه وتخريبه، قبل أن يتم الحديث عن أنّ طالبان أعادت ترميمه وتنظيفه. سيجد الطاجيك حلفاء لهم من الداخل ومن الجيران ومن العالم، التفاف طالبان على مبدأ الشراكة هو غباء جيوستراتيجي.

- طالبت إيران بحكومة شاملة، لأنّها تخشى من زعزعة الاستقرار في أفغانستان، غير أنّ إقدام طالبان على فرض حكومة من جهة واحدة لن يكون محلّ رضا الهزارة، ولا ننسى لواء فاطميون المتوجس من عودة طالبان، حيث يمكن تشكل حلف عريض من المعارضة. وفي حال أصرت طالبان على الاستبداد بالسلطة، هل تستطيع إيران إقناع أولئك المتوجسين بعدم الدخول في معركة تقرير المصير؟ وفي هذه الأثناء، وحيث ليس من المتوقع أن تكون داعش حليفا للطاجيك ولا للواء فاطميون، فهل نتوقع تحولا في المعادلة، بحيث يحصل توافق بين طالبان وداعش لمواجهة العدو المشترك؟

-سيكون من الحكمة أن لا يؤخذ كل تصريح وبوح من طالبان أو واشنطن أو الوسطاء مأخذ الجد، ففي حرب العلامات تصبح الجمل والشعارات أدوات حرب. هناك من يريد الدخول في تجارة سياسية غررية، وهذا هو مقتل السياسة. لو كانت طالبان تحمل روحا للشراكة والتسامح لظهر ذلك في يوميات الاحتكاك الأولى بالطيف الأفغاني، ما فعلوه هو توزيع الابتسامات المتوحّشة، بينما اليد على الزناد وغياب التنازل. النوايا الحسنة تظهر للوهلة الأولى وبالفعل، إنّها القاعدة الأصولية التي لم يتعلموها في المدارس الديوباندية، وهي : لو كان لبان!

ادريس هاني:14/9/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك