التقارير

أهم دلالات الهروب والفشل الأميركي في أفغانستان

1906 2021-08-16

 

حازم أحمد فضالة ||

 

    المشكلة لدى المثقفين والكُتّاب والمدونين اليوم هي بتأليه أميركا وتقزيم ما سواها!، لماذا لا ينظرون إلى الجهة الأخرى، والمحور الآخر، لماذا لا ينظرون إلى جبل الدَّين الأميركي الخارجي (23) تريليون دولار، والداخلي (73) تريليون دولار؟!

    لماذا لا ينظرون إلى خسارتها في العراق (6) تريليون دولار! وخسارتها في أفغانستان (2) تريليون دولار! وعشرات الآلاف من جنودها بين قتيل وجريح ومنتحر ومجنون!

    لماذا لا يفهمون قيمة الاتفاق الصيني - الإيراني (اتفاق 25 عامًا)، والاتفاق الروسي - الإيراني (اتفاق 20 عامًا)!

    ولماذا لا يفهمون قيمة الدعوة الأوراسية للجمهورية الإسلامية -التي طرحتها روسيا- للحضور إلى اجتماع (منظمة شانغهاي للتعاون) بتاريخ: 16/17- أيلول-2021 لتثبيت إيران عضوًا دائمًا في شانغهاي بعد أن كانت عضوًا مراقبًا؟!

    أليست هذه الخطوة هي بداية نزع الدولار عن عرش التعاملات المالية العالمية؟! وهي خطوة تقضي على قيمة ومفعول العقوبات الأميركية قضاءً مبرمًا، ويُنقَل الثقل والميزان الاقتصادي والمالي والصناعي والتجاري والتكنولوجي والأمني الإستراتيجي من الغرب إلى قارة آسيا؟!

    بعد هذه التساؤلات نقول

ماذا كانت الخطة الأميركية البديلة (Plan-B) في أفغانستان، وهل نجحت أم هل أنها فشلت؟

    نحن لا نتكلم عن حجم المشروع بأطرافه المترامية كلها، فهذا ليس من السهل في هذه المرحلة التي تمثل مرحلة تساقط أحجار الدومينو، والغبار يصعد إثر التساقط مسببًا نسبةً من التعتيم، لكن! ريثما ينجلي فإننا نتكلم.

    إنَّ أهم مرتكز في خطة الهروب الأميركي (المتسارع، غير المحسوب بدقة)؛ هي تثبيت الحكم البديل، ولأجل ذلك نقول:

1- كانت تركيا قد آوت المارشال (عبد الرشيد دوستم) وهو أوزبكي الأصل، يبلغ عمره (67) عامًا، وهو مظلِّي وقائد شيوعي سابق، آوته مع بضع مئات من مقاتليه تدريبًا وتجهيزًا واستعدادًا، وهذا المشروع بأوامر أميركية، وحضر فعلًا تحتضنه وكالة المخابرات الأميركية في أفغانستان؛ بعد التوجيه الأميركي إلى أردوغان بتاريخ: 5-آب-2021 بوجوب نقله إلى أفغانستان فورًا، حضر المارشال وأطلق جملته: (إنَّ حركة طالبان لا تتعلم أبدًا من الماضي).

2- أُصدِرَت الأوامر إلى المارشال دوستم بقيادة القوات، وتسليح (داعش)، وفتح جحيم الحروب الأهلية على الحدود الثلاثية لكل من: الصين، إيران، روسيا.

3- المحور المشارك (المتورط) قصدًا في خطة نقل المارشال دوستم والعبث في أمن الثلاثي الصاعد عن طريق انهيار أفغانستان، هم: أميركا، تركيا، أذربيجان، إسرائيل، ونوعًا ما قطر.

4- المعلومات الدقيقة التي وصلتنا تشير إلى فشل المارشال دوستم، وهروبه ناجيًا بجلده مطلقًا ساقيه للريح نحو أوزبكستان (طشقند)، هرب على رتلٍ تحميه مروحيات أميركية، عبر الطريق رقم:

(NH : 0104) وصولًا إلى الطريق رقم: (NH : 89) حيث المعبر الحدودي بين أفغانستان - أوزبكستان.

    وبذلك ينهار المشروع الأميركي البديل في أفغانستان، الذي هو بحد ذاته (تكتيكًا وليس إستراتيجيا)، لكنه مع ذلك انهار انهيارًا مذلًا، وهذا كان من أهم دلالات الهروب والفشل الأميركي في أفغانستان، وليس (الانسحاب وتفعيل المشروع البديل).  

    البعثات الدبلوماسية الإيرانية الخمسة في: كابول، مزار الشريف، جلال آباد، هرات، قندهار وغيرها من المدن الأفغانية؛ ما زالت تعمل، ولم تقتحمها (طالبان الجديدة) وبعض البعثات خفَّضت أعدادها.

    وفي الجهة الأخرى (البعثات الأوروبية والغربية) مثل: أميركا، بريطانيا، إيطاليا… فقد فرَّت فِرار العبيد مُخليةً السفارات والقنصليات بعد عشرين عامًا من الصداقة الحميمية والتربية والتدريب!.

    أعادت طالبان رفعَ رايات العزاء للإمام الحسين -عليه السلام- في مزار شريف وغيرها من المدن؛ بتنسيق مع الجمهورية الإسلامية.

    نقول (حتى الآن) الأوضاع تسير على وفق إرادة آسيا، وليس على وفق إرادة المحور الأميركي، ونحن مع المتغيرات، لا نتشاءَم، ولا نتفاءَل فوق الواقع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك