التقارير

القاهرة سيدة الأعياد

2099 2021-07-28

 

د.أمل الأسدي ||

 

سُمي العيد عيداً ؛لأنّه يعود كل عام بفرح مجدّد،ولكل شعب من الشعوب أعياد خاصة به،ومناسبات عديدة يحتفي بها الناس،ويتوارثون طقوسها وتفاصيلها من جيل إلی جيل،وتشكِّل هذه الطقوس جزءا مهما من هوية الشعوب،وجزءا راسخا في الذاكرة الجمعية،وكلما تطورت الحياة وتغيّرت لوازمها،تجد الناس يستحضرون هذه الطقوس،ويحييونها،ويحتفون بها،ويذكرونها حتی وإن  كانت محاولات طمسها قائمة لأسباب سياسية أو غيرها،ومن ذلك أعياد المسلمين ومناسباتهم المتعلقة بأهل البيت التي ارتبطت بطقوس شعبية،وسنن قائمة،وحكايات وتفاصيل تبقی حاضرة الذكری في كل عيد أو مناسبة.

وحين تقلِّب كتب التأريخ ، وتتصفح وريقاته القديمة لاتجد معنًی للعيد ولاتری صورةً له إلاّ في مصر!

وحدها القاهرة كانت سيدة الأعياد!!

هناك يأتي العيدُ مصحوبا بالبهجة والسرور والترف والشعر والموسيقی، ومن هذه الأعياد عيد الغدير، إذ كان الخلفاء الفاطميون يقيمون طقوسا رائعة في هذا العيد، بقي عبقها ثائرا الی يومنا هذا،وبقيت متفردة لايشابهها شبيه،ولايماثلها مثيل،فهم ينزلون بأنفسهم ليشاركوا الناس الاحتفالات،ويبثوا البهجة والسرور في النفوس ، حتی صار الشعراء والأدباء والعلماء يقصدون مصر من الأقاليم الأخری كي يتنعموا بعطايا الخلفاء الفاطميين وكي يشهدوا الاحتفالات في العيد.

ومن أبرز الطقوس الفاطمية في عيد الغدير:

- تزويج اليتامی

- توزيع الكسوة علی الفقراء

- تفريق الأموال والهبات علی سائر الناس(العيدية) ولاسيما الأطفال.

- نحر الماشية.

- عتق الرقاب .

-الاستماع الی الشعراء الوافدين.

-الاستماع الی القراء والمنشدين.

-إعداد الأسمطة(الموائد الفخمة) في القصور والمساجد.

فالعصر الفاطمي يشكل العصر الذهبي لمصر،ولم تكتسب القاهرة هذا الزهو وهذه الثيمة في الأعياد وفي شهر رمصان المبارك إلا من الدولة الفاطمية،والغريب أن أثر هذه التمظهرات انتقل الی البقاع المجاورة، وامتد زمانه إلی يومنا هذا،ومن ذلك ظاهرة الفانوس الرمضاني والاحتفاء بالشهر الفضيل بمزيد من الاهتمام والحظوة،فسياسة الفاطميين ونهجهم كان مميزا وناجحا وهو مزج الشعائر الدينية والمناسبات الدينية بالظواهر الاجتماعية،وهذا يكسبها لونا آخر،ويمنحها رسوخا وبقاءً في الذاكرة،ويلبسها ثوبا شعبيا محببا، ويجعلها جزءا رئيسا من الهوية الاجتماعية والدينية،فإن لم يستطع الشعب إحياءها كاملة،فهو يذكرها ويسرد تفاصيلها سردا ممتعا متوجا بالفخر.

كل عام وأنتم بخير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك