الصفحة الإسلامية

الامام الحسين عليه السلام في كتاب لهذا كانت المواجهة للمؤلف الشيخ جلال الدين الصغير (ح 5)


الدكتور فاضل حسن شريف

قال الشيخ جلال الدين الصغير في رد له على السيد محمد حسين فضل الله عن كتابته حول الزيارة و الشعائر الحسينية: سؤالنا الأول له عن مدى شرعية كلامه هو، فمن أين أتى بحديث عدم الاستحباب؟ فإذا كانت سيرة المتشرعة طوال مئات السنين وفيهم جميع علماء الطائفة الكبار لم تبين له استحبابا وصحة في العمل، فهل يريدنا أن ننسى أن الإمام زين العابدين عليه السلام ومعه حوراء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد زاروا الإمام الحسين عليه السلام في مثل هذا اليوم؟ فإن قال بأن وصولهم إلى كربلاء صادف ذلك اليوم ولم يكن قد تم عن عمد قلنا بأن مفاهيم الولاية - وهي مفاهيم لا يفقه عنها شئ على ما يبدو من جميع كلماته تدعونا للتأسي بهم في كل ما فعلوه وأدوه، وما أيسر فهم واجب المواساة لعليل كربلاء وللصديقة الحوراء عليهم السلام وهم يعودون للتو من سبي أقرح أشد القلوب قسوة غيرة على نساء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما أسهل إدراك واجب الوجدان تجاه إمام مفترض الطاعة من أئمتنا وله من الحب والولاء كالإمام الحسين عليه السلام ورأسه الشريف يعاد في مثل هذا اليوم إلى الجسد الطاهر. ترى هل أن كلمته عن نسيان الميت بعد وفاته تترجم لنا العلاقة المطلوبة في نظره مع الإمام الحسين عليه السلام بحيث يكون المطلوب هو أن ننسى الإمام الحسين خلاص؟ أم أن نعت الزيارة بأقذر الصفات في الوجدان العام للأمة قد جاء بريئا بحيث إنه لم يسع به لتكملة الشق الأول من مسألة نسيان الميت؟ أم أن تجريد الزيارة من الاستحباب الواضح ويكفيه استحبابا أنه للحسين عليه السلام كان خاليا من المسعى لتجريد النفس من متبقي الرغبة بزيارة الإمام صلوات الله عليه فإذا ما كان المطلوب هو نسيان الميت وأن هذه الزيارة يهودية الأصل وهي ليست بمستحبة فما الذي يبقى بين يدي عشاق الحسين في يوم عودة الرأس المقدس إلى الجسد المبضع بجراحات الأمة والمكتنز بآلام العقيدة والدين؟ على أننا لا يمكن لنا أن نغفل عن حقيقة تظل في واقع الحال أخطر بكثير من هذه الحقائق، فالذي يريد أن يبلغ أمة عن يوم له كل القداسة في نظرها، وتكبدت في سبيل إحيائه الجسيم من الخسائر، وضحت بالغالي من الأبناء والأفذاذ والأموال في سبيل تمجيده، يشترك في ذلك كبير علمائها ووجهائها مع سائر الشرائح العلمية والاجتماعية.. بأن هذا اليوم ليس له من قيم القداسة شئ بل على العكس هو إرث لقيم فاسدة وقبيحة.. أتراه قد استهدف في ذلك هذا اليوم فحسب؟ من المسلم أنه لم يستهدف هذا اليوم فحسب بل إنه يحاول أن يزرع شكا من شأن سيطرته على النفوس لو سيطر عليها أن يقتلع كل خير فيها، وأن يجتث كل مواطن الاطمئنان والاستقرار فيها!. وهنا يكمن بيت القصيد فالذي يسعى لمثل هذا السعي لا يمكن أن يكون عابثا بريئا من المخطط المسبق، وإنما يمتلك ما بين يديه مخطط الحط من جميع بنى المقدس عند المجتمع، من دون فرق بين أن يكون هذا المقدس هو العقيدة أو أشخاصها ومثلها وتجسداتها الاجتماعية.

واضاف الشيخ الصغير قائلا: ولو أننا أخذنا مجمل ما تحدث به هذا الرجل عن المعتقدات والأنبياء والأئمة وعن مناهج التشريع فلن نخطئ الظن لو قلنا إن هذا الرجل لا يبحث عن بدع ليروج لها ضمن مذهب معين غير مذهب أهل البيت عليهم السلام بل هو صاحب مشروع أخطر من ذلك، فحيث إن لديه الكثير من الأفكار والمواقف مما لو اطلع عليه أهل السنة لحكموا عليه بالردة عن الإسلام، وحيث إن له من المفارقات مع مذهب أهل البيت عليهم السلام ما لو أن المرء جمع كل ما كتب النواصب وأعداء هذا المذهب عبر تأريخ وجودهم لما وصلوا لما وصل إليه هذا الرجل من جرأة وقدرة على الإضلال، فإننا نعلم عندئذ أن ثمة مشروع لدين جديد أو قل لمذهب جديد يلوح واضحا في الأفق. هذا في مخططه ولكن هل سينجح في مسعاه هذا لن نجيب إلا بما قالت الصديقة الحوراء صلوات الله عليها: فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا وما رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد.

قال السيد محمد حسين فضل الله: (أسلوب اللعن أسلوب غوغائي لا يمت إلى العلم بصلة - الندوة 5: 501). اي ان لعن يزيد وقتلة الامام الحسين عليه السلام واهله واصحابه هو اسلوب غوغائي. وعلق الشيخ جلال الدين الصغير: ورد اللعن العام والخاص 41 مرة في القرآن فهل كان أسلوب القرآن غوغائيا أم أن منزل القرآن ليس له من العلم شيئا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك