المقالات

ادعموا المحكمة الاتحادية افضل من المناصب الحكومية

1366 2022-05-16

عدنان جواد ||   المصالح الحزبية والسياسية في العراق هي السائدة، فنرى احصائيات اموال كبيرة تخصص لوزارات الدولة المختلفة، لكننا في نهاية كل حكومة لا نجد اي تقدم في هذه الوزارات، بل بالعكس فالزراعة لا تزرع والصناعة  لا تصنع ، ووزيرها هو من يعرقل تشغيل مصانعها، نتيجة لمصالح حزبية وشخصية، وانتشار الفساد الذي اصبح منظومة متكاملة من اعلام وخبراء قانون، ودعم اطراف من السلطة، فنرى من اصحاب السلطة تزداد اموالهم وقناطيرهم المقنطرة من قصور وفلل ومصارف وشركات، وبالمقابل تزداد نسب الفقر لتصل لأرقام مخيفة، ونشاهدهم يوميا في التظاهرات يطالبون بالتعيين وتوفير العمل، وفي ازقة وشوارع المدن الشعبية وقهاوي وتقاطعات الطرق والاشارات الضوئية، والبعض يقع فريسة سهلة لتجار المخدرات. وبعد الحرب الاوكرانية الروسية وصعود اسعار النفط، ومعها اسعار المواد الغذائية لان ثلث المواد الغذائية يأتي من روسيا واوكرانيا، ونتيجة للوفرة المالية  من بيع النفط سارعت جهات سياسية لاقتراح مشروع قانون الدعم الطارئ ، في ظاهره لمساعدة الطبقات الفقيرة وتوفير الغذاء وتمشية امور الدولة بحجة توفير الغذاء  ودفع اموال الفلاحين من اجل تسويق محاصيلهم ، وتوفير الكهرباء بدفع الديون واستيراد الطاقة،   ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل ، ولان الحكومة لازالت لم تشكل لحد الان، والحكومة الحالية حكومة تصريف اعمال ، وتشكيلها يصطدم بخيارين متناقضين، فالتحالف الثلاثي يريدها اغلبية والاطار توافقية، فلابد من وجود باب للصرف  وموازنة غير موجودة، ولكن ونتيجة للسوابق الكثيرة في صرف الاموال وهدرها ، فيتم تبويبها بأبواب لخدمة المواطن لكن الحقيقة ان جزء بسيط منها يذهب للمواطن والجزء الكبير لجيوب الفاسدين، والمؤمن ينبغي الا يلدغ من الجحر مرتين، لذلك تصدت المحكمة الاتحادية للتفرد في التصرف بأموال الدولة من دون رقابة ومحاسبة، وهي تسير حسب ضوابط ومنهاج قانوني صريح، فالمحكمة الاتحادية العليا هي اعلى محكمة في العراق، تختص في الفصل في النزاعات الدستورية، وهي انشات بالقانون رقم(30) لعام 2005 ووفق المادة(93) من الدستور، وقراراتها باتة وملزمة للسلطات كافة، وهي مستقلة بشكل كامل عن القضاء العادي، مقرها في بغداد وتتكون من رئيس وثمانية اعضاء، وسابقاً كان يؤخذ عليها انها لا تكون صارمة في قراراتها نتيجة لتأثير الاحزاب السياسية النافذة عليها. ولكنها اليوم تتخذ قراراتها بحزم ومن دون محاباة لاحد، وقد لاقت ترحيب كبير من جميع ابناء الشعب العراقي بما فيهم الاكراد فهم ايضاً يعانون من عدم استلام رواتبهم والسلطات هناك تصدر النفط ولا يعلمون اين تذهب اموال بيعه ، والقرار السابق القاضي بعدم شرعية قانون النفط والغاز في الاقليم، الصادر من اقليم كردستان ، والحكم على سلطات الاقليم بتسليم كافة المستخرجات النفطية الى السلطة المركزية، وخضوع مؤسسات الاقليم لسلطات وانظمة ومراقبة مؤسسات الحكومة المركزية، وهذا القرار لاقا اعتراضاً قوياً من قبل السلطة في الاقليم وخاصة عائلة مسعود البرزاني، والذي هدد بإعادة هيكلية المحكمة الاتحادية وربما استبدال اعضائها، وقرارها الاخير الذي وجه للبرلمان والذي منع اقتراح القوانين من حكومة تصريف الاعمال،  وان البرلمان الحالي لا يستطيع محاسبة الحكومة السابقة او تعين واختيار درجات خاصة في الاجهزة التنفيذية، فهو اي البرلمان لحد الان لم يستطع اختيار رئيس للجمهورية، ورئيس وزراء وحكومة جديدة، وقد تتخذ المحكمة الاتحادية قرار في حال عجز البرلمان والكتل السياسية في تشكيل الحكومة لحل البرلمان والدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة، وعندها ستتصدى تلك الجهات السياسية للمحكمة وتخضعها للسياسة فنعود للمربع الاول، فعلى الكتل السياسية التي يهمها مصلحة البلاد والعباد ان تدعم وتحمي المحكمة الاتحادية وتحافظ على كادرها الحالي، فهي الامل الوحيد في تصحيح الاخطاء السياسية، وهي القادرة على محاسبة الفاسدين واعادة الاموال المسروقة، وحماية ودعم المحكمة الاتحادية افضل لهم من المناصب الحكومية الزائلة، والتي اصبحت متهمة بنظر الناس وهي ابواب للسرقة، وان من يتسلم المنصب اليوم لا يستطيع انجاز اي شيء مطلوب منه في ظل الصراعات السياسية والتقاطعات، وان الكتلة الصدرية حتى لو ذهبت للمعارضة سوف تعطل عمل الحكومة اذا لم تشترك بها. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك