المقالات

سألو الحكيم...!

1742 2022-05-01

كندي الزهيري||

 

في زمن من الازمنة في بقعة ما، كان هناك حكيم ولديه تلاميذ، سألوه يوما ما؟... يا حكيم نسالك ونود الاجابة !، قال؛ تفضلوا... قالو؛ يا حكيم صف لنا الانسان، ثم قل لنا من الناجي،و ما الذي  ابكاك؟. قال الحكيم؛ اما وصفي للإنسان، مخلوق عجيب ومغرور، طويل الامل، كثير العلل، قليل الصبر، ساع في الدنيا كأنها دائمة، يحكم على الظن، ويتبع الهوى، حريصا على الدنيا كحرص الام على ابنها، تذله الحاجة، حدود امله لحدود قبره، يرى نفسه قوي فيذله ما لا يرى بالعين، يدعي الملك وهو لا يملك نفسة، يرى الالوان فينغر بها فيسير خلفها كسير الاعمى، اضاع عقله ووقع في فكرة، اذا مسه الخير طغى ومنع، وان مسه الشر جزع، جاحد بالنعم، قليل الذكر، كثير النسيان والقفلة، اشترى دنياه باخرته، يسعى في الفاني وترك الباقي ، يكره الحق ويحب الفتنة، يعتقد بأن هذه اخر حياة له بقوله ((قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)) نسى وتناسى بانه خلقا من العدم للوجود من نطفة امشاج ونسى مقدرة خالقة ((قُلْ يحيها الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)). اما من ينجوا  من الناس فهم، من اهتدى الى ركنا وثيق، ورضا بالرحمن ربا، وتبع رسله وصدق بما جاؤوا  به وسار على نهجهم، ومن تمسك بحبل الله المتين وهم اوصياء الانبياء، ومن تزود بالتقوى، ونظر في لله وتوكل على الله، من يرى بان الدنيا دار ممر لا دار مستقر، فينظر الى مكانه الابدي والسرمدي فيعمل الآجلة، لا يتسابق على حطامها، ولا يتبع الهوى، يستثمر وقته في صقل نفسة، حاجته عنده الله عز وجل، كريم النفس، عزيز اين ما حل، لا يخرج منه الا الجميل، ولا يسكت الا عن حكمة، ساعيا في مدارات الاخوان، ونشر الفضائل والصدق بين الناس، اذا رأى الحق اظهره واتبعه. ثم قال ما ابكاني اربع اصناف ، من قدم اخرته على دنيا، فخسر دنياه واخرته. وحاكم تسلط على رقاب الناس، نشر الفساد، وهتك الحرمات، تكبر وتجبر، حتى ظن لا احد عليه بمسيطر، فهلك ولم يعتبر من الماضي وما آلت الية حكم الملوك السابقين ونهاياتهم. وقوم  وضع الجاهل  موضع العالم فتبعوه، فسلك بهم مسالك المهالك، واغرقهم  في بحر الظلمات، ثم تبرأ منهم كما تبرأ الشيطان من الانسان حين اتبعه. وقوم اخذهم جهلهم الى الغرور وانكار اصلهم، وفضل ربهم عليهم، فحق عليهم العذاب. {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك