المقالات

هل الحسين (ع) دعا على العراق ؟!!!

17638 20:30:00 2008-05-06

بقلم : سامي جواد كاظم

نعم هنالك دعاء للامام الحسين عليه السلام كثر اللغط حوله وقد فسر بتفسيرات كلها خاطئة غايتها النيل من الشيعة عامة والعراق خاصة ، مضافا الى ذلك هنالك الكثرة الكاثرة من العراقيين الذين يقولون ان ما يحصل في العراق هو نتيجة لدعاء الحسين عليه السلام .

اولا هنالك خطوط عريضة لا بد من التعريج عليها لتكون الاساس في فهم المقال وهي ان الدعاء دائما اما يكون لدفع شرمكروه او لجلب خير او للانتقام من المسبب للظلم شريطة ان يكون هذا الانتقام ضمن الحكمة الالهية وحسب مقتضى الضرورة والشخص الداعي .

الجانب الثاني هو فهم ابعاد الظلم فالظلم هو توجيه الارادة الانسانية لسلب حق مادي او معنوي منصوص عليه شرعا وقانونا وعرفا ، فالسرقة ظلم والغيبة ظلم والاخلال في العبادة ظلم والحسد ظلم والفقر ظلم وقطع صلة الرحم ظلم ، وكثير من هكذا مصطلحات رفضها القران هي ظلم .

والان لنذكر الفقرة الخاصة بالمقال من دعاء الامام الحسين (ع) وهي (ولا ترضي الولاة عنهم أبدا) هذه الفقرة قالها الامام عليه السلام في واقعة الطف وقبل هذا الدعاء سال عمرو بن سعد الحسين (ع) عن سبب قدومه فاعطاه الرقاع التي بعثها له ممن وقفوا الى جانبه ضد الحسين طالبين منه القدوم لغرض الثورة ، بعد ذلك جاء دعاء الامام الحسين (ع) واعقبه بالقول ضمن الدعاء لكي يشخص المعنيين بالدعاء فنص فقرة الدعاء من غير بتر هي (اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا , واجعلهم طرائق قددا , ولا ترضي الولاة عنهم أبدا , فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدو علينا فقتلونا) اذن من خلال هذه العبارة يتضح ان المقصودين هم اصحاب الرقاع والكتب الذين دعوه لغرض الثورة .الامر المهم هل الدعاء وقتي ام ابدي هنا الاشكال الذي يجب الوقوف عنده .

الكثير يعتقدون ان المعني من هذا الدعاء هم الشيعة وليس هذا بالصحيح فالشيعة الذين يصفهم الامام الحسين (ع) وبقية المعصومين هم الذين لا يغدرون ولا يكون في ايمانهم خلل ولا في قلوبهم دغل اما ان ياتي من هب ودب يقول انا شيعي فهذا شانه كما وان كلمة شيعي تطلق على كل من يوالي شخص اخر فكتب الاخبار تذكر شيعة علي وكذلك شيعة معاوية وشيعة عمر وغيرهم الكثير الكثير اما الان اذا ما سمعت كلمة شيعي فان المقصود منها هم شيعة علي وجاء هذا نتيجة التضحية والتفاني اللذين ابدياها شيعة امير المؤمنين الخلص في سبيل مذهب اهل البيت ، كما كانت سابقا تطلق كلمة العصابة على اي مجموعة متماسكة فانها اليوم تطلق على المجرمين سابقا كانت عصبة الامم المتحدة هي من مشتقات عصب وعصابة اما اليوم عندما يقال حرب عصابات فانه يفهم منها حرب المجرمين او القاء القبض على عصابة فانها لنفس المعنى .

فالذين يقال عنهم انهم شيعة الحسين وقد دعا الحسين عليهم هذا خطأ فانهم بالامس كانوا ظاهرا شيعة للحسين طبقا لكتبهم ولكن عندما وقفوا مع يزيد اصبحوا فعلا وباطنا شيعة يزيد .عدم رضا الولاة عن الشعب يحتم علينا احدى الاعتبارات التالية اولا ان يكون الحاكم ظالم والمحكوم مظلوم ،ثانيا الحاكم ظالم والمحكوم هو الاخر ظالم ثالثا الحاكم عادل والمحكوم ظالم ، فهذه الاعتبارات تجلب عدم الرضا فاذا تسلط حاكم عادل على محكوم عادل هو الاخر فهل يعقل ان يدعو الحسين (ع) على احدهم لتغيره من العدالة الى الظلم والحسين (ع) الذي يبكي يوم الطف على ما سيؤل اليه مصير اعدائه يوم المحشر فهل يعقل هذا يا اولي الالباب ؟ واذا حصل هذا الامر فهل من حق الله عز وجل ان يحاكم الظالم على ظلمه باعتبار انه تغير طبقا لدعوى الحسين (ع) ؟، اعتقد هذا الافتراض بعيد جدا ، ولكن يمكن الاستفادة من الدعاء انه اذا ما حصلت احدى الاعتبارات الثالثة لابد من تغير الظالم فيها حتى لاينزل غضب الله عليهم طبقا للدعاء فان الدعاء هنا حافز للتغير نحو الافضل والهروب من المهالك .والعبارة التي تبعت فقرة الدعاء فانها شخصت المعنيين بالدعاء واذا اردنا اثبات ذلك فلننظر الى ما حصل لكل من شارك في واقعة الطف .

فثورة المختار التي حكم فيها الكوفة كان حاكم عادل وضمن محكوميه ظلمة وهذا يتفق مع تحقيق بنود الدعاء بعدم رضا العادل عن الظالم فحنث العهد الذي قطعه المختار لعمرو بن سعد الغي من خلال اخلال ابن سعد بالعهد مع عدم الرضا القلبي في داخل ابن سعد والمختار احدهم على الاخر هو نتيجة حتمية لتحقيق الارادة الالهية من خلال دعاء الحسين (ع) واعتقد تعرفون نتيجة القتلى ما حدث لهم من قصاص عادل جاء تلبية لدعاء الحسين (ع) .

نعم هنالك من لم يشارك بقتل او سلب او سبي في واقعة الطف الا انه لم ينصر الحسين مع علمه بمظلوميته فهذا ايضا من المشمولين في الدعاء لهذا نجد هنالك الكثير من الامويين المتقاعسين عن نصرة الحسين (ع) اصبحوا طرائد لحكام امويين ولعل حاكم المدينة هو احدهم وما جرى عليه من قصاص من حاكم ظالم اموي على محكوم ظالم فهذا ضمن الاعتبارات التي ذكرتها في نتيجة عدم رضا الوالي عن مولاه هو اشتراكهم في الظلم .

اضف الى ذلك الثورات العلوية التي حصلت بعد واقعة الطف فانها جاءت لتحقيق الممكن من عدم رضا الوالي على مولاه ، وانقصم ظهر الامويين على يد ظلمة اخرين هم بنو العباس .دعاء الحسين (ع) يتحقق مع كل اعتداء على مقامه او زواره ولعلكم تذكرون ما حدث لحسين كامل وكيف اقتص منه الله عز وجل بيد ظالم ، وبالامس القريب الذين اعتدوا على مقام الحسين (ع) وزواره في النصف من شعبان كيف تم القصاص منهم في الاحداث المتعاقبة التي حصلت بالجنوب والتي جاءت كون الحاكم عادل والمحكوم ظالم .

هنا المهم في هذا الامر ان النجاسة هي نجاسة بغض النظر عن حجمها فالمجتمع الذي تعداده مثلا مليون وفيه مئة مجرم تكون الصفة الغالبة على المجتمع هو السلبية ولعل الكثير ممن هم يعدون دراسة عن مستوى الجريمة في بلدانهم فاذا ما تجاوزت النسبة 1 او 2 % فانها تعد كبيرة ، فكيف بالعراق وقد تعدت هذه النسبة .

كل انسان محب للامام الحسين (ع) فانه سيكون ضمن الحماية الالهية في كثير من الامور وحتى الابتلاءات التي قد يتعرض لها هذا الشيعي الموالي فان سببها هو الايجابية له اما لامحاء ذنب او لاختبار صبر او لدفع بلاء اكبر وكم من ثناء جميل لست اهلا له نشره وكم من عثار وقيته ، فليس كل من يدعي شيعيته هو شيعي اليوم .

فهل ما يحدث في فلسطين هم شيعة وجاءت نتيجة دعوة الحسين ام ان فلسطين ضمن العراق ؟ وكذلك لبنان وحتى الجزائر وما يحدث من زعزعة في الاستقرار المصري اليوم فكثير من الدول العربية والعالمية فيها اشد وطأة مما حدث في العراق قد لا تظهر للعيان اليوم الا انها ستظهر ، فلماذا تخصون العراق بالتبعيات المترتبة من دعاء الحسين (ع) دون غيره ؟!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين
2020-01-20
التاريخ يعيد نفسه ومافعله البعض بالحشد الذي دافع عنهم خير مثال بدون مغالطات لكم التقدير
silkway translation
2019-10-27
إن دعاء الحسين صلوات الله وسلامه عليه بتلك الكلامات العظيمة هي جارية منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام الى آخر إنسان في هذا العالم ... ولا يمكن حصرها في زمن معين أو في مجموعة معينة ، وكل من هو كالذي دعا الإمام عليهم يشمله الدعاء كائنا من كان .
سامي جواد ـكاتب المقال
2008-05-08
thank you mster hadi
KOUSAY A.MOHAMAD
2008-05-07
دعاء ابا عبد الله (ع) هو دعاء ازلي باقي ما بقي الدهر (اللهم لا ترضي الولاة عنهم ابدا) لكن هل يعقل ان يكون دعاء الامام على شيعة ابيه وجده الذين ذاقوا الامرين من اجل التمسك بولايتهم يوم كان من اسمه علي سبب كاف لقتله والان اي شيعي هو كافر لانه يوالي من اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ؟! لا ورب الحسين هذا الدعاء ينطبق على كل من خان الحسين في وقته وكل من يخون الحسين في اي وقت فمن يدعي تشيعه لابا عبد الله ولا يتمسك بنهجه وكل من يدعي حبه للحسين وبنفس الوقت يوالي قتلته ويترضى عنهم مشمول بالدعاء.
Hadi
2008-05-07
Dear brother Sami,i think what our immam meant in his Duaa is ,all the bany immiah and their followers from that tim to our time ,and as u know the people who faught immam hussian(A) were not iraqs and not shiaa and even not arabs and u can see and feel whats happend to all of them,even in our time look to all of them ,they are not moslim anymore and they are controlled by the enemeis of allah
عراقي
2008-05-07
السلام عليكم ال بيت النبوة انما هم والله رحمة للعالمين جمعاء فمابال لشيعتهم ومحبيهم وبالذات اهل العراق المظلومين عبر التأريخ الى يومنا هذا وما قول اعداء محبي ال البيت من ان الحسين (ع) قد دعا على اهل العراق الى يومنا هذا الا ضمن الظلم المدروس والمستمر علينا فمرة للانتقاص منا ومرة لتحبيط معنويات الاجيال العراقية من الشيعة واخرى لتأليب الشيعة انفسهم علينا فضلا عن سواهم من المسلمين الا ان الاهم من هذا وذاك ورغم كل اقوال المتقولين لم يعلمنا التأريخ ان هناك شيعة لا ال البيت اشد ولاءا من العراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك