المقالات

صائمون عن الحق..!

1451 2022-04-14

سعد الزبيدي *||

 

*كاتب ومحلل سياسي

 

لا أعرف كيف لا يفوز بعض كتاب السيناريو والمخرجين المسرحيين بجوائز الاوسكار وهم بارعون في تأليف واخراج مسرحيات وأفلام لا تنطلي إلا على السذج من أبناء هذا الشعب المظلوم فالجميع يتذكر كيف أن الجلبي اقترح رفع سعر المحروقات بحجج واهية أولها أن كل من يمتلك سيارة فهو غني فلا فرق عنده يومها بين كرونا وبرازيلي واولدزموبيل وبين من يركب سيارات الدفع الرباعي المدرعة وأن صندوق النقد فرض على العراق رفع اسعار الوقود وحجب الدعم عن المواد الغذائية وتذخل في التعيينات  وهكذا بدأ مسلسل رفع اسعار المحروقات التي قفزت عن سعر في زمن النظام السابق إلى أكثر من ١٠٠٠ ضعف.

وبعد أن تم اختيار الحكومة ذات الورقة البيضاء التي وعدت بحل كثير من المشاكل والازمات لاحطنا انها اوجدت أزمات جديدة وأبرزها استمرار نهب خيرات البلد وازدياد عدد الفاسدين واللصوص واذلال المواطن وعدم القدرة على ادارة البلد وكان لرفع قيمة الدولار أمام الدينار الأثر الكبير في حياة المواطن العراق حيث تراجعت القدرة الشرائية وارتفعت الاسعار بشكل جنوني وفتح الباب امام استيراد المواد المنتهية الصلاحية وازداد الغش التجاري حيث يتم تعبئة مواد مستوردة منتهية الصلاحية بعبوات وعلامات وماركات عراقية وعربية وعالمية رصينة وبذلك كثر الفساد في المنافذ الحدودية والموانيء.

ومنذ فترة ليست بعيدة لاح في  الأفق أزمة الوقود في مناطق الشمال حيث ارتفعت المحروقات وكثر تهريب الوقود من كركوك إلى الشمال وهذا الموضوع ليس بجديد ولكن على ما يبدو أن المواطن هو الحلقة الأضعف حيث أن ارتفاع الوقود لا ينفعه شيئا وكذلك اذا انخفض.

الحكومة الرشيدة التي عجزت عن منع البرزاني ببيع نفط الشمال لتركيا بأبخس الاثمان لمدة خمسين عاما وما زال مصرا على أن ينتزع الأموال من البصرة التي حرم أهلها من أبسط الخدمات كالماء الصافي وهو يصر على بناء السدود شمال العراق من أجل اعلان حرب على الوسط والجنوب يستخدم فيها سلاح النفط مقابل الماء.

ولأن وزير المالية مصر على ايذاء الفقير هذا الذي قضى عمره في مدينة الضباب يتمنى ان يكون الشعب أغلبه تحت مستوى خط الفقر فهو يريد ان يقلل الرواتب ويزيد الضريبة ويسرح أكبر عدد من العمال والموظفين فأنا أخمن أنه اقترح زيادة أسعار الوقود بحجة كلفة استيراده العالية وحتى ينهي موضوع تهريب النفط فهو يسعى جاهدا كي يكون سعر لتر البنزين وغيره من المنتجات النفطية مساوي لسعره في الشمال وهو بذلك يضرب عصفورين بحجر فهو بذلك حقق ايرادات كبيرة للدولة على حساب المواطن وسرق المواطن بكل أريحية .

لماذا لا نحاسب المسؤولين في وزارة النفط خاصة وبقية المسؤولين فهل يعقل أن حكومات تعاقبت لم تستطيع أن تبني مصاف لمشتقات النفط والصناعات البتروكيمياوية وظلت تستورد المحروقات بأموال تنهك ميزانية الدولة ومازالت وزارة النفط مصرة على حرق الغاز المصاحب للاستخراج ولا تستفاد منه وتفيد دول الجوار.

أنا متيقن أن لا مسؤول في الحكومة أو في الوزارة سيخرج للعلن ويشرح أسباب الأزمة المفتعلة بل سيلجأون للبكاء على أموال استيراد المشتقات.

للأسف الشديد سيمر موضوع اختفاء الوقود مرور الكرام ويتم رفع الأسعار ولن تجدي تظاهرات أو احتاجاجات لأن من سيخرج معترضا على القرار سيعتبر مخربا أو خائنا أو مندسا.

إلى دعاة الإصلاح والمدافعين عن الفقراء ستكونون مسؤولين ومحاسبين عما يتجرعه الفقير أمام الله إذا ما شاركتم الحكومة في ما تبيته من قرار رفع سعر الوقود مما يؤدي إلى ركود اقتصادي وتراجع في القدرة الشرائية وانضمام إعداد أخرى للقابعين تحت مستوى خط الفقر فأسعار النقل وأسعار المواد الاستهلاكية والخدمات سترتفع بشكل جنوني لن يتحمله الفقير.

حذاري من تأييد هذا القرار لأنكم أقسمتم بالله إنكم صوت المواطن والمعبرين عن آلامه وآماله ولابد من وقفة حازمة منكم بوجه هذه الحكومة التي تحارب شعبها وتمنح ما لا تملك للأعداء مجانا فالأزمة المفتعلة هي من أجل تمرير قرار مد أنبوب النفط من البصرة للعقبة واعطاء النفط بسالب ١٨ من سعر البرميل العالمي لكل من الأردن ومصر مع منح المستثمر ٥ دولارات عن نقل كل برميل وكلنا يعلم أن هذا النفط سيذهب إلى الكيان الصهيوني الغاصب فما الحكمة بأن تحاربوا ابناء شعبكم المظلوم الصابر وتهدوا ثروات العراق لمن ساهم في ذبح وتخريب ودمار العراق من قاعدة وداعش؟!

وكذلك لتمرير مشروع قانون الأمن الغذائي وتخصيص مبلغ ٢٧ مليار دولار نستطيع من خلالها تغيير حياة المواطن من حال لحال فلماذا لا يخصص مثل هكذا مبلغ لحل أزمة الكهرباء والجميع يعلم أن الكهرباء عصب الحياة أو بناء مشاريع استراتيجية تعود بالنفع على الوطن والمواطن السؤال الأهم هل ما هو مخصص لوزارة التجارة يحتاج لمثل هكذا مبلغ أم لأن الموضوع سيصب في مصلحة شخصيات سياسية فاسدة؟!

لماذا يدفع المواطن دوما أخطاء الحكومات والوزارات التي أزكمت رائحة فسادها الأنوف والتي أثرت من مال سحت حرام وهي تفتقد إلى أبسط قواعد الإدارة الناجحة.

مازال التخطيط غائبا  ومادام المصلحة الشخصية فوق مصلحة الوطن والمواطن ومازال الرقيب ينأى بنفسه عن ممارسة دوره الرقابي في محاسبة المقصرين فستزداد الأمور تعقيدا وسوء وستزدحم الأزمات أمام المواطن الذي سوف يتحول لبركان يبحث عن فوهة لينفجر وإذا انفجر... (فلات حين مناص) .

فيا أيها الشرفاء من أعضاء مجلس النواب بمختلف مسمياتكم ارفعوا الصوت بكلا في وجه كل من يريد تجويع الشعب العراق وسرقة مقدراته فالصوم اليوم هو قول الحق فلا تصوموا عن الحق واستميتوا في سبيل اعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.

(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).

وللشجعان ستكون هناك صولة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك