المقالات

ماذا نحتاج لنبني دولة؟!


 

عمار محمد طيب العراقي ||

 

ثمة خلط ناتج عن عدم فهم عام؛ يسود المجتمع العراقي بين الدولة والحكومة، والمحصلة الأولى لهذا الفهم المخطوء ،هو غياب الدولة كمؤسسة تمثل الركن الاساسي من العقد الإجتماعي بين المواطنين، ومن أوكلوا لهم إدارة شؤونهم..

المحصلة الثانية هي تشكل حكومة ضعيفة ليست قادرة على تلبية الحد الأدنى من إحتياجات  المواطن، او أن تكون حكومة مستبدة ديكتاتورية تمثل طبقة إنتفاعية من الأموال العامة التي تحت يدها.

ثمة خطوات يجب أن نذهب الى تنفيذها، لكي نضع لبنات قوية في أساس الدولة، ولكي تشاد على قواعد صحيحة، تتمثل بـ:

ا‌- تخليص الدولة من كل المصانع والمصالح الخاسرة او التي لا تمتلك قدرة لاعمارها بمشاركتها اوببيعها للمستثمرين وفق شروط تضمن الحفاظ على العمالة وتحقيق الاصلاح والانتاجية المطلوبة.

ب‌- رفع كل الحواجز المفتعلة بين قرى ومدن البلاد ومحافظاتها، والتي تقطع اوصالها، وتثقل المواطنين والمصالح بالاتاوات والرشاوى والابتزاز، بما يمنع قيام سوق وطنية شاملة هي جزء اساس، لا يمكن بدونها القيام بعملية الاصلاح وتوفير مستلزمات التنمية والتقدم.

ج‌- وضع الشروط السليمة حسب التجارب العالمية ودعم وتشجيع تأسيس المدارس والمعاهد والجامعات الاهلية وكذلك المستشفيات والاستثمار في مجالات الطاقة والخدمات والمشاريع المختلفة وان تقوم الدولة باستئجار او شراء خدمات او مقاعد او اسرة في هذه الاستثمارات.

د‌- تتحمل الدولة بالتعاون مع المصارف العامة والخاصة، وبتخصيصات من الموازنة، كل ما يساعد على اطلاق التسليفات والقروض اللازمة لتشجيع المواطنين في النقاط اعلاه. وتشجيع العادة المصرفية للتقليل من الاعتماد على العملة الورقية التي هي مصدر كبير للفساد ولتعطل استثمار الاموال.

هـ ‌- حماية الاستثمارات امنياً ومالياً وتوفير كافة الضمانات لممارسة نشاطاتها وفق القوانين التي يجب ان تتمتع بالثبات وعدم فرض التغيرات المفاجئة، التي هي سبب لضعف النشاطات الاقتصادية، وقلة الاقبال عليها، وآفة للجوء للاجراءات الملتوية والتزوير والكذب، التي تشيع الفساد في الدولة وبين المواطنين وفي القطاع الاهلي والخاص.

و‌- ترشيد سياسات الانفاق في الدولة وتخصيص الواردات للمصالح والخدمات الاساسية للمواطنين كالماء والسكن والتربية والتعليم والصحة والمرأة والطفولة والشيخوخة والشباب والرياضة وحل مشاكل البطالة والامن واصلاح القضاء والكهرباء والمواصلات والاتصالات وخدمات البريد والرعاية الاجتماعية ودعم الاستثمارات والقطاع الاهلي والخاص

ز‌- تنظيم موازنة الدولة لتخليص الدولة من حالة الترهل وتفرغها للمشاريع الاستراتيجية والارتكازية وانتقال الجزء الاهم من النشاط الاستثماري للقطاع الاهلي والخاص والاستثمارات، والتخلص من عقلية الدولة الريعية  المركزية الاستبدادية، وجعل معايير اقتصاديات السوق، والحسابات الاقتصادية الجدية والعلمية الاساس للحكم على جدوى الاعمال والمشاريع سواء في القطاع العام او الاهلي والخاص. فالهدف يجب ان لا يكون اضعاف القطاع العام اينما كان فاعلاً ونشطاً بل ترشيده، وكذلك اعادة الحيوية للاقتصاد الوطني الاهلي والقطاع الخاص. فنحن في الحقيقة امام "نظام" فقد هدفيته، وعقلانية ورشد سلوكه، ومحورية حركته، وهو ما يسبب كل هذه الظواهر الفاسدة والمتعطلة والمتخلفة. فالعراق قد يصبح غنياً بازدياد صادراته.. لكنه يزداد فقراً في مياهه وارضه وخدماته وعمالته وزراعته ومصانعه ومدارسه ومهنه وجامعاته ومصحاته وقيمه وادابه وعلومه وفنونه وعمارته وجمالياته وعطاءاته وحضارته.

ح‌- ادخال التعديلات المطلوبة لقانون التقاعد للقطاع العام.. وقانون الضريبة والاستملاك وقوانين الملكية الزراعية والعقارية والصناعية والمعنوية.. واستخدام الثروة النفطية والغازية لتكون عاملاً لتنشيط القطاعات الحقيقية، وليس على حسابها كما يجري حالياً. وكذلك لتكون عاملاً لتحسن مستوى معيشة جميع المواطنين، وذلك عبر حسن التصرف بالموارد النفطية وحسن توزيعها.

ط‌-  توقيع الاتفاقات الدولية مع الدول والمصارف الكبرى للقيام باستثمارات واسعة في البلاد وتوفير الاموال اللازمة، خصوصاً وان للعراق موقعاً جغرافياً وتاريخياً ويتمتع بثروات هائلة تغري الاستثمارات للعمل في العراق.. وتوفير وحماية كامل البيئة الاستثمارية لانطلاق نهضة حقيقية تستثمر الطاقات الكبيرة التي يمتلكها العراق في شتى الحقول، بما يوفر الدوافع الحقيقية لعودة العقول والمصالح ورؤوس الاموال الوطنية، وكذلك الاجنبية، وتوقف هجرتها، وبما يقضي على البطالة ويوفر الخدمات ويرفع من مستويات العيش، ويطوق الفساد والمفسدين، ويرفع مستوى الطموحات والامال والتفاؤل بالمستقبل.

هذه النقاط وغيرها سنأتي عليه في مقاربات قادمة، في مجالات أخرى، لا نعتقد أن أحدا ما يختلف معنا على ضرورة تنفيذها..لكن ذوي الشأن المتصارعين على كرسي السلطة، وليس على من يخدم أولا ، لاهين عنها ، لأنهم في واد والشعب والدولة في واد آخر..

شكرا 27/10/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك