المقالات

الثوابت الوطنية في بيان المرجعية

1264 2021-10-04

 

قاسم سلمان العبودي ||

 

كثيرة هي الإزمات التي حاقت بالعراق في فترات زمنية متعددة . فمنذ الحقبة الظلامية لفترة حكم نظام البعث الكافر ، كانت المرجعية ، هي صمام الإمان ، وأن كانت ليست بذات الوسع ، وكانت مقيدة ، بل مخنوقة بسبب مضايقات النظام السابق ، لكن ذلك لم يمنع المرجعية من التصدي لأمور الدين ووحدة المذهب ، والسير به في خطى ثابته من أجل السلامة الدينية والدنيوية .

هذه الثوابت الشرعية تجلت واضحة بعد سقوط نظام البعث ، في أكثر من مرة ، وخصوصاً عندما تنغلق الآفاق ، وتصل الإمور الى مرحلة الإنسداد ، نسمع كلمة المرجعية الفصل في تلك الإنسدادات والتي نعتبرها خارطة طريق واضحة ، مثل كتابة الدستور العراقي ، وفتوى الجهاد الكفائي ، والحث على الإصلاحات السياسية ، وآخرها قبل أيام خطابها الجلي الواضح في عملية الإنتخابات القادمة ، لما لتلك الإنتخابات من ضرورة قصوى ، وكل تلك التوجيهات أنما تنطلق من مدارك شرعية قطعاً فيها رضا الله وهداية  الإمة .

اليوم أدلت المرجعية الرشيدة بدلوها في مسألة الإنتخابات المزمع عقدها يوم ١٠ / ١٠ / ٢٠٢١ بحيث أنها قطعت الطريق أمام تخرصات بعض من حاول النكوص أمام الإستحقاق الإنتخابي ، وحث الإمة على العزوف عن المشاركة في الإنتخابات القادمة تحت ذرائع الفساد والمحسوبية ، وهدر المال العام وهذا حقيقة موجود ، لكن لايمكن الإمتناع عن الذهاب الى صندق الإنتخاب تحت هذه الحجج الواهية .

بيان المرجعية كان واضح جداً بضرورة أنتخاب من يؤمن بالثوابت الوطنية ، والتي تعني العنوان الأعم والإشمل لكل ما يمت الى الإنتماء الحقيقي لهذا الشعب وفق المنظور الإسلامي ، الذي لا يمكن أن يجامل أو يداهن على الحقوق الثابته في المنظور الشرعي . لذا نعتقد أن المرجعية عندما قالت بالنص ( يجب أنتخاب من يؤمن بالثوابت الوطنية ) كانت تعني وجوب المشاركة الواسعة في الإنتخابات القادمة ، مشيره بأشارة واضحة أن أهم باب من أبواب الثوابت الوطنية هو خروج المحتل الذي أربك العملية السياسية بأكملها ، وحرم الشعب العراقي من الأستحقاقات .

لذلك نعتقد أن  الإحزاب الفعلية  المشاركة في العملية الأنتخابية  القادمة ، والتي تبنت الثواب الوطنية عبر الضغط على المحتل الإمريكي عسكرياً ، هي حركة حقوق التي كانت لها صولات في الصراع مع الوجود الإمريكي  مع باقي فصائل المقاومة الإخرى التي لم  تتخلى عن السلاح في مواجهة هذا الإحتلال البغيض . والجدير بالذكر أن غطاء تلك الفصائل السياسي كان متمثلاً بالفتح الذي دعم تلك الفصائل تحت قبة البرلمان في كثير من جلساته وفعلاً تم أستصدار بعض القرارات وبعض القوانين التي كانت بجانب المحور المقاوم للمحتل الإمريكي.

أذن نخلص لنتيجه واضحة أن بيان المرجعية من جهة ،  وتبني حركة حقوق وأئتلاف الفتح من جهة أخرى  ينصهر في بودقه واحدة وهي أخراج المحتل كثابت وطني ، ومن ثم الشروع بوضع أسس ديمقراطية حديثة لبناء عراق  موحد ، لا تهدر به الحقوق ، ولا ينصهر في أجندات خارجية ، تربك الإداء البرلماني والحكومي على حداً سواء .

على من يشعر بأنتمائه الوطني ، عليه التمسك بهذه التوصيات المرجعية التي رسمت ، بل أسست للمرحلة القادمة مشروع بناء العراق  الذي عانى كثير من وجود المحتل الغاشم .  فعلى الجماهير العراقية أن تتحمل مسؤلياتها الشرعية ، والوطنية بأنتخاب هذين الفصيلين الذٌين رفضى التواجد الإجنبي ، ودعمهما أنتخابياً ، كي تصل أصواتنا الداعمة الى تفعيل القرار البرلماني القاضي بخروج قوات الإحتلال الإمريكي ، ومن ثم تشريع  القوانين التي تلامس حياة الشعب العراقي ، والذي تم حرمانه من قبل الإحتلال الإمريكي بتعطيل الأتفاقيات الإقتصادية التي أبرمت مع كثير من الشركات الإجنبية ، وخصوصاً أتفاقية الشراكة الصينية العراقية ، الأقتصادية الضحمة ، والتي حرمت الشعب العراقي من أعادة أعماره ، والعوده به الى زمن ما قبل الثورة الصناعية الكبرى ، غير ملتفتة لمتطلبات شعبنا العراقي ، الذي عانى كثيراً من التهميش والإهمال المقصود . لقد آن أوان التغير بجعل الإنتخابات القادمة نقطة أنطلاق كبرى لبناء وطننا العراقي عبر أختيار من يمثله بصدق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك