المقالات

لا تعجبوا فالتطبيع قديم

1066 2021-09-25

 

حافظ آل بشارة ||

 

عندما نغضب جميعا من دعوات التطبيع مع اسرائيل فذلك موقف مبدأي جيد ، ولكن هذا الموقف جاء متأخرا لأن التطبيع بدأ منذ وقت طويل ، وجرى باسلوب تدريجي ذكي وغير معلن برعاية الصهيونية والوهابية ، كانت الامور واضحة عندما بدأ العراق توثيق العلاقات مع دول الخليج الست والاردن ، وهو يعلم ان السعودية ضالعة في قتل الاف العراقيين بالمفخخات والانتحاريين ، اما الاردن فقد اسسوها اصلا لحماية اسرائيل وهي حاليا تؤوي بقايا نظام صدام والمطلوبين للقضاء العراقي ، وعمان كهف للبعثيين . وكل من الاردن ودول الخليج هي في حقيقتها اذرع لاسرائيل وهي جسور للتوسع الصهيوني في الشرق الاوسط الجديد في اطار تهويد دول المنطقة واخضاعها لاسرائيل ، فاقامة علاقات مع دول معادية للعراق معناه تطبيع مع اسرائيل خاصة وان هذه العلاقات لا تنفع العراق بشيء قط .

اما في الداخل العراقي ، فالعراق في ظل الاحتلال ليس بيده اي قرار سياسي او امني او اقتصادي ، القرار لاميركا ، وكل من الكرد والسنة ونصف الشيعة ليس لديهم مشكلة مع الاحتلال ، وهم راضون به مادام يلبي طلباتهم من الاموال والمناصب وطموحاتهم الشخصية وكل من اميركا واسرائيل كيان واحد وامة واحدة ، ومن خضع لأميركا فهو خاضع لاسرائيل ، النهج الاسرائيلي في التطبيع يعتمد فكرة اقامة علاقات ناعمة مع الشخصيات والاسر المالكة والمتنفذة في العالم العربي ، بعدها يتم الزحف داخل البلدان ، الكرد والسنة ونصف الشيعة تقودهم سياسيا زعامات عائلية وهي تفضل التطبيع وترحب به بلغة العيون ، وتقفز بخفة نحو منبر التطبيع عبر علاقاتها مع دول الخليج ، اما عشاق الحضن العربي فالمقصود به الحضن الاسرائيلي ، هنا يصبح واضحا لماذا تقود البلد شخصيات واسر عريقة ، لماذا لا توجد في هذا البلد احزاب حقيقية ، كل ذلك من اجل ان يسير التطبيع بخطوات واثقة فالزعامات العائلية تضمن امتيازاتها وحمايتها بالتطبيع مع اسرائيل ، وممالك التطبيع تريد ان يبقى العراق بلا احزاب حقيقية لأن النظام السياسي المكون من احزاب حقيقية يصعب اختراقها وتغيير سياستها .

ماذا بقي حاليا نفط العراق يصل الى اسرائيل بابخس الاثمان ، والاغذية الاسرائيلية تملأ المائدة العراقية مسوقة تحت ماركات اردنية ، والاسرائيليون مقيمون في القواعد الامريكية آمنين ، ومشروع اسكان الفلسطينيين الذين يزعجون تل اليب في العراق سيبدأ .

كيف يمكن افشال التطبيع ؟ الجواب عندما يتحرر العراق من الاحتلال ومن حكم الزعامات العائلية ويصبح سيد نفسه ويحكمه الاحرار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك