المقالات

داعش يسجل حضوره بالدم 

1052 2021-09-06

  حافظ آل بشارة ||    كان الهجوم الاخير لعصابات داعش في كركوك متوقعا عند الاهالي وعند الجيش والشرطة وكل من هب ودب ، وقد استشهد على اثره 13 مقاتلا من اللواء 19 الشرطة الاتحادية في ناحية الرشاد ، وبالتزامن شن داعش هجوما على الفوج 3 من اللواء 50 من الجيش العراقي، قرب جبال مخمور في محافظة نينوى. عسكريون من تلك الوحدات قالوا ان داعش ليس قويا بما فيه الكفاية لكي يصول ويجول بهذا الشكل ويشن الهجمات المدبرة وينسحب ، بل ان عناصر الضعف والاهمال بدأت تدب في اوساط الوحدات العسكرية المرابطة في كركوك واطراف محافظات صلاح الدين ونينوى والانبار وشمال ديالى ، وهذه هي خطوط التماس الخطيرة حاليا ، واضاف العسكريون في احاديث خاصة ان الفساد في بعض المقرات العسكرية ادى الى اضعاف تلك القوات ، فهناك جنود يتركون مواقعهم ويذهبون الى اهلهم مقابل منح جزء من رواتبهم لآمرين في تلك الوحدات ، وهذا الانحراف المرعب يعيد الى الذاكرة غزو داعش لنينوى وهزيمة القوات هناك التي كانت قد نخرتها الرشوة والتسيب ، لنقل اذن ان الفساد المالي في هذا البلد اساس كل كارثة ،  لقد فعل رئيس الوزراء خيرا اذ عقد اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي لمناقشة هذا الخرق الخطير ، وهنا لا بد من الاشارة الى ان كركوك تضم مقرات لداعش شبه علنية خاصة في الحويجة ، متغلغلين بين الاهالي بالترغيب والترهيب ، القوات المسلحة المرابطة قريبا من مناطق نشاط داعش تمر بحالة من الارتخاء والفساد واللامبالاة كتلك الاوضاع التي مرت بها عشية اقتحام داعش لمحافظة نينوى وهزيمتها النكراء هناك ، هذه القوات هي نموذج لقوات يدربها الاحتلال ، قوات بطلة تسجل مواقف كالتي سجلها الجيش الافغاني الذي دربه الامريكيون في مواجهة طالبان ، حيث جرى تقدم طالبان بهدوء وجرى التفاهم والتسلم والتسليم للمدن الافغانية ، وهنا في العراق نخشى ان تصل الاوضاع الى حالة تسلم وتسليم منتظرة ، من الموصل مجددا نزولا الى كركوك وحتى حزام بغداد ، ان تفاصيل الهجمات الداعشية الاخيرة تدل بوضوح على مدى الضعف الاستخباري الذي وصلته المواقع العسكرية هناك ، فالذي لا يملك استخبارات يقظة وجادة ومبادرة هو الذي يمكن ان يقع في مثل هذه الكارثة الدموية ، وهذا الوهن الاستخباري هو الآخر يعد من بركات التدريب الامريكي للقوات المسلحة ، يجب اكتشاف الطرف المستفيد من هذا النشاط الداعشي المتصاعد ، اميركا تتسابق مع الزمن باتجاه موعد خروج آخر جندي من قواتها من العراق نهاية هذه السنة ، تريد ان تثبت قبل حلول الموعد بأن العراق لا يمكنه العيش بسلام بدون القوات الامريكية ، فاذا خرج الامريكيون دخل الدواعش ، وهذا التحول ان حدث له معنيان معنى معلن امام العالم ومعنى وراء كواليس المسرح اما المعاني المعلنة فملخصها : اذا انسحبت قواتنا فمن يحميكم من داعش ؟ اذن لا داعي للالحاح  علينا بطلب الانسحاب ! اما وراء الكواليس فهذا التحول معناه : انكم ياعراقيون ان اخرجتم جيشنا الرسمي من بلدكم سنطلق عليكم جيشنا غير الرسمي الذي اسمه داعش ! وسنربك الاوضاع ونقلب عاليها سافلها مع اقتراب الانتخابات لتخريب صفقة الانتخابات المبكرة واستبدالها بالخيار الأسوأ والأخطر ولكم ان تتخيلوا ما يمكن ان يحدث او ربما لا تتخيلون ... 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك